بعد الأسلحة التكتيكية، تدخل "القنبلة القذرة" على خط التهديد في الحرب الروسية على أوكرانيا، بعدما أبدت موسكو قلقها من احتمال استخدام كييف هذا النوع من القنابل في مدينة خيرسون، ضد المدنيين أو حتى قواتها.
وردًا على الاتهامات الروسية، أصدر وزراء خارجية أميركا وفرنسا وبريطانيا بيانًا مشتركًا، صباح اليوم الإثنين، أعلنوا فيه "رفض مزاعم روسيا الكاذبة بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها".
وجدد الوزراء دعمهم "الثابت لسيادة أوكرانيا، وسلامتها الإقليمية في مواجهة العدوان الروسي، وتصميمهم على مواصلة دعم جهود أوكرانيا للدفاع عن أراضيها طالما كان ذلك ضروريًا".
ما هي "القنبلة القذرة"؟
تعرّف هيئة الرقابة النووية الأميركية القنبلة القذرة بأنها "نوع من أجهزة التلويث الإشعاعي" (Radiological Dispersal Device)، ويجمع مع المتفجّرات التقليدية، مثل الديناميت، والمواد المُشعّة التي تنتشر إلى المنطقة المحيطة.
وتؤكد الهيئة أن معظم "أجهزة التلويث الإشعاعي" لا تنشر إشعاعًا كافيًا لقتل الناس أو التسبّب في مرض شديد على غرار القنابل النووية، مضيفة أنها "لا تُعدّ سلاح دمار شامل"، ولكنها "سلاح اضطراب شامل"، هدفها الرئيسي التلوّث وبثّ الذعر.
ولا تُعتبر "القنبلة القذرة" قنبلة نووية؛ فالقنبلة النووية تُحدث انفجارًا أقوى بملايين المرات من القنبلة القذرة، كما يُمكن لسحابة الإشعاع الصادرة عن القنبلة النووية أن تنتشر آلاف الأميال المربعة، في حين أن إشعاع "القنبلة القذرة" يمكن أن يتشتّت على بعد بضعة كتل أو أميال من الانفجار.
هل تستعد #أوكرانيا لاستخدام "القنبلة القذرة" في حربها ضد #روسيا؟ تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/8TIILNzAV2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 24, 2022
ما هو تأثير القنبلة القذرة؟
يعتمد مدى التلوث الصادر عن القنبلة الذرية على عدد من العوامل، بما في ذلك حجم المادة المتفجّرة، وكمية ونوع المادة المشعّة المستخدمة، ووسائل الانتشار، والظروف الجوية.
وأشارت الهيئة إلى أن الأشخاص الأقرب إلى منطقة انفجار "القنبلة القذرة" سيكونون أكثر عرضة للإصابة من جراء الانفجار. ومع انتشارها، تُصبح المواد المشعة أقلّ تركيزًا وأقلّ ضررًا.
ومن المحتمل أن تكون الآثار الصحية الفورية جراء التعرّض لمستويات الإشعاع المنخفضة المتوقعة من "القنبلة القذرة" ضئيلة.
ووفقًا للهيئة، يمكن تحديد آثار التعرض للإشعاع من خلال:
- كمية الإشعاع التي يمتصها الجسم؛
- نوع الإشعاع (غاما أو بيتا أو ألفا)؛
- القرب من مكان الانفجار؛
- مدة التعرّض للإشعاع.
وأضافت الهيئة أن الآثار الصحية للإشعاع تتناسب بشكل مباشر مع جرعة الإشعاع، أي أنه كلما زادت جرعة الإشعاع، زاد خطر الإصابة وشدتها.
سبل الحماية
بشكل عام، يجري توفير الحماية من الإشعاع من خلال التقليل من طول فترة التعرّض للمواد المشعّة، والابتعاد عن مكان الانفجار، والحماية من التعرّض الخارجي واستنشاق المواد المشعة.
وتحذّر مراكز الحماية من الأمراض والوقاية من أنه لا يُمكن رؤية الإشعاع أو شمّه أو الشعور به أو تذوّقه، لذلك تنصح باتخاذ الخطوات التالية لحماية نفسك:
- إذا كنت في الخارج وقريبًا من الحادث:
- قم بتغطية أنفك وفمك بقطعة قماش لتقليل خطر استنشاق الغبار أو الدخان المشع.
- لا تلمس الأشياء التي نشرها الانفجار، فقد تكون مشعة.
- ادخل بسرعة إلى مكان آمن، لحماية نفسك من الإشعاع الموجود في الخارج.
- بمجرد الدخول إلى مكان آمن، اخلع ملابسك وضعها مع قطعة القماش الذي استخدمتها لتغطية فمك، في كيس بلاستيكي مغلق. قد يؤدي خلع الملابس الخارجية إلى التخلص من 90% من الغبار المشعّ.
- ضع الكيس البلاستيكي في مكان لا يلمسه الآخرون، واحتفظ به حتى تخبرك السلطات بما يجب فعله به.
- الاستحمام أو الاغتسال بالماء والصابون.
- إذا كنت في الداخل، وعلى مقربة من مكان الانفجار:
- ابق في المبنى ولا تغادر.
- لمنع الغبار المشع أو المسحوق من الدخول، أغلق جميع النوافذ والأبواب الخارجية.
- أوقف تشغيل المراوح وأنظمة التدفئة وتكييف الهواء التي تجلب الهواء من الخارج.
- إذا كنت في السيارة عند وقوع الحادث:
- أغلق النوافذ وأوقف تشغيل التكييف.
- قم بتغطية أنفك وفمك بقطعة قماش، لتجنّب استنشاق الغبار أو الدخان المشعّ.
- إذا كنت قريبًا من منزلك أو مكتبك أو مبنى عام، ادخل إلى هناك فورًا وبسرعة.
- إذا لم تتمكن من الوصول إلى منزلك أو مبنى آخر بأمان، توقّف إلى جانب الطريق، وفي أكثر مكان آمن ممكن.
- ابق في السيارة، حتى يتمّ إخبارك أنه من الآمن العودة إلى الطريق.
أي طعام أو ماء غير معبأ، وكان في العراء وقريبًا من مكان الحادث، قد يحتوي على غبار مشع. لذلك، لا تستهلك الماء أو الطعام الذي كان في العراء.
يعد الطعام داخل العلب والحاويات الأخرى محكمة الإغلاق آمنًا للأكل.