الخميس 16 مايو / مايو 2024

المجر ترفض المساهمة في مساعدات أوروبية لصالح أوكرانيا

المجر ترفض المساهمة في مساعدات أوروبية لصالح أوكرانيا

Changed

نافذة لـ"العربي" حول زيادة روسيا تزيد حصة تصدير الطاقة تجاه المجر (الصورة: غيتي)
وصف رئيس الوزراء المجري الجمعة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بأنها "خطوة نحو الحرب"، وضاعف انتقاداته لإستراتيجية بروكسل معتبرًا أنها "خطيرة".

أعلنت المجر اليوم الجمعة، رفضها المساهمة في دعم خطة الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات لصالح أوكرانيا خلال العام المقبل.

وقال رئيس الوزراء فيكتور أوربان، في مؤتمر صحافي بالعاصمة بودابست: إن بلاده "لن تدعم خطة الاتحاد الأوروبي لتزويد أوكرانيا بمساعدات لميزانية العام المقبل"، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.

وأوضح أوربان أن "المجر تدين العدوان الروسي وتدعم الشعب الأوكراني"، لكنه ليس مستعدًا لتقديم مصالح أوكرانيا على مصالح بلاده.

وذكرت الوكالة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تقديم 18 مليار يورو لأوكرانيا العام المقبل على شكل مدفوعات منتظمة للمساعدة في استمرار تشغيل مرافق الطاقة والرعاية الصحية وتمويل الرواتب ونظام المعاشات التقاعدية.

وكبديل عن خطة المساعدات الأوروبية، اقترح أوربان بأن تحدد دول الاتحاد مقدار المساعدات التي ستقدمها لأوكرانيا وتوزيع المبلغ "بطريقة متناسبة وعادلة" فيما بينها.

وقال إن المجر مستعدة لتزويد أوكرانيا بنحو 60 إلى 70 مليار فورنت (152 إلى 178 مليون دولار) من ميزانيتها الخاصة، مشيرًا إلى أن المبلغ المحدد "لن يضر بالمصالح الوطنية للمجر".

"خطوة نحو الحرب"

وفي سياق متصل، وصف رئيس الوزراء المجري الجمعة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بأنها "خطوة نحو الحرب"، وضاعف انتقاداته لإستراتيجية بروكسل معتبرًا أنها "خطيرة".

وقال الزعيم القومي خلال مقابلته التقليدية مع إذاعة مقربة من الحكومة: "كل من يتدخل اقتصاديًا في نزاع عسكري يتخذ موقفًا".

وتابع: "شيئًا فشيئًا، ننزلق نحو الحرب"، معربًا عن قلقه حيال تراكم الإجراءات المتخذة لمعاقبة روسيا على هجومها على أوكرانيا.

ويدين فيكتور أوربان بانتظام الإستراتيجية الأوروبية، وإن صوت لصالح جميع العقوبات الأوروبية إلى جانب شركائه، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الكرملين.

ويرى أن العقوبات هي السبب الرئيسي للنكسات الاقتصادية التي يعاني منها بلده الواقع في وسط أوروبا. وانكمش الاقتصاد في الربع الثالث (مقارنة بالربع الثاني) وتجاوز التضخم 20% وحتى إنه بلغ 45% بالنسبة للمواد الغذائية.

وأطلقت الحكومة "مشاورات وطنية" حول العقوبات الأوروبية على موسكو. وانتشرت في العاصمة وباقي أنحاء البلاد ملصقات عليها صورة صاروخ ورسالة تقول "عقوبات بروكسل تدمرنا".

وأكد رئيس الوزراء استعداده "لمحاربة" حزمة جديدة محتملة من العقوبات، والعمل على "إعفاء" المجر التي تعتمد إلى حد كبير على واردات المحروقات الروسية.

وقال أوربان على أثير الإذاعة: "نحن الآن نقدم أسلحة مدمرة، ونقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين على أراضينا، ونفرض عقوبات على الطاقة. لقد أصبحنا جزءًا لا يتجزأ" من النزاع.

وختم بالقول "لم يتم إطلاق النار علينا بعد، لكننا على وشك أن نصبح دولة محاربة، أوروبا تُقدم على لعبة خطيرة للغاية".

وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيغارتو، زيادة حصة بلاده من إمدادات الطاقة الروسية، وذلك بعد زيارة غير معلنة أجراها إلى موسكو في يوليو/ تموز للبحث في شراء شحنة إضافية من 700 مليون متر مكعّب من الغاز الطبيعي.

وفي حديث سابق لـ"العربي"، أكد الخبير بالشؤون الأوروبية، محمد رجائي بركات، أن المجر تجد صعوبة في إيجاد بدائل عن النفط الروسي الذي تعتمد عليه بنسبة 65%، وبالتالي لا يمكن أن تتخلى عن الطاقة الروسية، معتبرًا أن على دول الاتحاد الأوروبي التراجع عن مواقفها الحالية إزاء روسيا، لا سيما أنها تستورد منها النفط والغاز بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار السوق العالمي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close