Skip to main content

المعارضة في تونس تلوّح بالاحتجاجات.. كيف يُقرأ قرارها مقاطعة الانتخابات؟

الإثنين 3 أكتوبر 2022

تلوّح المعارضة في تونس بالاحتجاجات في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بينما أعلن مؤيدو الرئيس قيس سعيّد المشاركة في الانتخابات التشريعية رغم تحفظهم على شروطها.

فقد أفادت قوى سياسية مساندة لسعيّد بأنها ستشارك في الانتخابات، على الرغم من مطالبتها الرئيس تعديل القانون الانتخابي، الذي وصفته بـ"المجحف" بسبب وضع شروط غير واقعية للترشح. 

ويقتضي الترشح الفردي، الذي ينصّ عليه القانون، جمع 400 تزكية وغيرها من الشروط الأخرى.

ويقول عبد الرزاق الخلولي، رئيس المكتب السياسي لحراك 25 جويلية: "تقدمنا إلى رئيس الجمهورية بطلب أن يتم إلغاء شرط التزكيات وتأجيلها إلى الانتخابات القادمة".

احتجاجات ومقاطعة

بمقابل الغضب الذي يسود الأوساط الداعمة للرئيس، حسمت المعارضة موقفها مسبقًا بالمقاطعة، حيث تستعد لخوض جولة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات مع اقتراب موعد الانتخابات، وتحاول لم شتاتها وتوحيد صفوفها لـ"التصدي لإجراءات الرئيس" و"إسقاط مشروعه السياسي".

وأعلنت جبهة الخلاص الوطني في تونس استعدادها للتظاهر والعودة إلى الاحتجاجات في الخامس عشر من الشهر الجاري، مؤكدة أنها لن تعترف بالانقلاب، ولن تخوض الانتخابات التي تعتبرها مزورة بغاية وضع مؤسسات مزورة.

وعنوان الصراع بين الرئيس ومعارضيه لم يعد سياسيًا فحسب، فالأزمة الاجتماعية المتفاقمة جراء ندرة عدد من المواد الأساسية وانهيار القدرة الشرائية للمواطن ألقت بظلالها على هذا الصراع؛ ما رفع منسوب الغضب الشعبي والاحتقان الاجتماعي، وهذه حجة المعارضة في نقدها للرئيس الذي استحوذ على كل السلطات، كما تقول.

"إحداث فراغ حول سعيّد"

في تعليقه على المشهد، يعتبر الكاتب السياسي صلاح الدين الجورشي أن الموقف الذي اتخذته المعارضة بمختلف أطيافها تقريبًا، من حيث قرار حوالي 11 حزبًا مقاطعة الانتخابات القادمة، يعتبر مجازفة.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من تونس: "هم يعلمون أن النتيجة ستكون تقريبًا حسب ما أرادها رئيس الجمهورية"، مذكّرًا بأن "سعيّد يريد برلمانًا متجانسًا ومؤيدًا لسياساته وخياراته، وبرلمانًا لا يفكر بطريقة وطنية بل جهوية ومحلية.

ويشير إلى أن نقاشًا حصل داخل أطراف المعارضة والأحزاب السياسية بشأن المشاركة أو عدمها، ويبدو أن الرأي الغالب هو المقاطعة.

ويوضح أن الأخيرة "ستكون موقفًا سياسيًا يريد أن يحدث فراغًا حول رئيس الجمهورية والسياسة الرسمية الحالية، أي إظهار النظام بقيادته الحالية، وهو قيس سعيّد، في حالة عزلة على المستوى السياسي، لأن انتخابات بدون أحزاب سياسية تكون في الحقيقة عملية شكلية".

المصادر:
العربي
شارك القصة