Skip to main content

المعنويات منخفضة.. المعارضة التركية تواجه "حقائق صعبة" بعد الانتخابات

الأربعاء 17 مايو 2023

يعود الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع في 28 مايو/ أيار الحالي، لخوض جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث يتنافس مرشح تحالف "الجمهور" الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان مع مرشّح تحالف "الأمة" كمال كليتشدار أوغلو.

وبينما يحظى أردوغان بموقف قوي في الانتخابات، لم تتخل المعارضة عن أملها بعد، رغم أنّ مؤيديها يشعرون بالخيبة من نتائج الجولة الأولى.

وفي شوارع حي بشيكتاش في اسطنبول، حيث يصوّت الناخبون تقليديًا ضد الحزب الحاكم، وفي مقرّ حزب المعارضة في جميع أنحاء تركيا، كان أنصار كليتشدار أوغلو، يتصارعون مع نتائج الانتخابات المليئة بـ"الحقائق المزعجة"، ويتساءلون عمّا إذا كان هناك أمل بالفوز في الجولة الثانية من الانتخابات.

وقال مسؤول في حزب "الشعب الجمهوري"، رفض الكشف عن هويته لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنّ "الروح المعنوية بين أنصار كليتشدار أوغلو كانت منخفضة"، مضيفًا أنّهم تفاجأوا بعدد الأصوات التي ذهبت إلى الحزب الحاكم.

خيبة أمل وغضب المعارضة التركية

من جهتها، تحدّثت غوكسي ساري، المؤيدة للمعارضة البالغة من العمر 24 عامًا، عن خيبة أمل وغضب، معتبرة في حديث للصحيفة، أنّ نتائج الجولة الأولى أظهرت أنّ "الأحزاب لا تعكس رؤيتها للعالم، وأنّ الناخبين الآخرين يملكون نفوذًا أكبر ممّا كانت تتخيّله".

وقبل الجولة الأولى من الانتخابات، أظهرت استطلاعات الرأي المستقلّة أنّ كليتشدار أوغلو يتقدم على أردوغان بفارق بضع نقاط، ما عزّز آمال المعارضة بعد عقدين من حكم أردوغان.

لكن النتيجة النهائية التي أظهرت تقدّم أردوغان بنحو خمس نقاط، أثارت تساؤلات حول ما إذا كان بعض المشاركين في الاستطلاعات قد أخفوا تحيّزهم ضد كليتشدار أوغلو بسبب انتمائه إلى الأقلية العلوية في البلاد.

وقبل الانتخابات، كانت هناك خلافات داخل المعارضة حول ما إذا كان كليتشدار أوغلو هو أفضل مرشّح لمواجهة الرئيس الحالي، بالنظر إلى أنّ أعضاء آخرين في حزب "الشعب الجمهوري" كانوا أكثر شعبية منه.

وكان أداء الأحزاب القومية في الجولة الأولى من الانتخابات الأحد، أفضل مما كان متوقعًا. وحصل المرشّح سنان أوغان على أكثر من 5 % من الأصوات.

وعزت الصحيفة الأميركية نجاح القوميين إلى أنّ اتهامات أردوغان للمعارضة بأنهم "إرهابيون" اكتسب زخمًا لدى الجمهور، على الأقل أكثر من نداءات كليتشدار أوغلو من أجل العودة إلى الديمقراطية والعدالة.

وقالت ساري: "لقد افترضت أن الناخبين في اسطنبول وأنطاليا وإزمير (مركز ثقل المعارضة)، كانوا غاضبين من تراجع الاقتصاد، والاستجابة الحكومية غير الكافية للزلزال المميت الذي ضرب جنوب تركيا قبل بضعة أشهر. لكن يبدو أن هذه المخاوف لم تُؤخذ في الاعتبار عند التصويت".

طريقة لتفادي "كارثة" في جولة الإعادة

وأمس الثلاثاء، اجتمع كليتشدار أوغلو وكبار أعضاء حزبه "الشعب الجمهوري" في أنقرة لإيجاد طريقة لتفادي كارثة في جولة الإعادة.

كما استقال مسؤول رفيع المستوى واحد على الأقل، وهو مسؤول عن مراقبة الانتخابات، كجزء مما أفادت وسائل الإعلام التركية بأنه "تغيير أكبر في إدارة حملة كانت واثقة من نفسها، وأصبحت الآن على غير هدى فجأة".

في غضون ذلك، أطلق كليتشدار أوغلو أحدث تصريحاته الساعية لحشد الشباب.

في المقابل، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من مكتب كليتشدار أوغلو، استقبل أردوغان في القصر الرئاسي بعض حلفائه، معلنًا أنّ "على المعارضة أن تفهم أنه لم يعد بإمكانها الفوز في الانتخابات مع المنظمات الإرهابية"، متهمًا كليتشدار أوغلو بالتحالف مع المسلحين الأكراد.

وأضاف أنّه سيسافر إلى منطقة الزلزال، حيث تلقى دعمًا قويًا، مشيرًا إلى أنّ أنصار المعارضة "أهانوا" الناجين من الزلزال بعد الانتخابات بسبب خياراتهم السياسية.

وبينما اعترض حزب "الشعب الجمهوري"، اليوم الأربعاء، على "أخطاء" في فرز الأصوات في عدة مدن، يعتقد البعض الآخر أن المعارضة ربما أخطأت في قراءة السياسة المتغيرة لأصغر الناخبين في تركيا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة