السبت 4 مايو / مايو 2024

المقاومة ترد بصواريخ من غزة.. الاحتلال يواصل انتهاكاته في المسجد الأقصى

المقاومة ترد بصواريخ من غزة.. الاحتلال يواصل انتهاكاته في المسجد الأقصى

Changed

"العربي" في حديث مباشر مع رئيس هيئة المرابطين في المسجد الأقصى من القدس (الصورة: غيتي)
أفاد مراسل "العربي" بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد صباحًا بحماية من شرطة الاحتلال، في استمرار للانتهاكات الإسرائيلية.

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق 7 قذائف صاروخية من قطاع غزة فجر اليوم الخميس باتجاه مستوطنات الغلاف، فيما تصاعد التوتر في القدس بعد الاعتداءات المتتالية للاحتلال والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى.

وذكرت قناة "كان 11" الإسرائيلية أن خمس قذائف صاروخية أطلقت تجاه النقب الغربي وانفجرت في الهواء من دون التسبب بإصابات أو أضرار، وأنه لم يتم تفعيل القبة الحديدية بناء على المعايير المتبعة، فيما أطلقت بقية الصواريخ تجاه البحر.

وكان مراسل "العربي" قد أفاد بأن صافرات الإنذار دوت قبلها في النقب الغربي ومستوطنات عدة في غلاف القطاع، وفي مناطق بعيدة نسبيًا عن القطاع بحوالي 10-20 كم، ومن بينها كيبوتس "حافات هشكميم" في النقب الغربي الذي يضم مزرعة لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرييل شارون.

ويأتي ذلك بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية بدون طيار، في وقت مبكر، موقعًا للمقاومة الفلسطينية وسط القطاع، وقالت وسائل إعلام محلية إن طائرة مسيّرة قصفت بصاروخين على الأقل موقعًا للمقاومة غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد إطلاق زوارق الاحتلال قنابل صوتية على شاطئ بحر السودانية غربي بيت لاهيا في غزة.

"جريمة لن تمرّ"

وعاش القطاع ليلة من التظاهرات التي شارك فيها الآلاف، مساء الأربعاء، تنديدًا باقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه، يوم أمس، وذلك بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس". 

وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة "حماس"، إن اقتحام المسجد الأقصى جريمة لن تمرّ، من دون أن يعاقب شعبنا ومقاومته هذا المحتل، فشعبنا عودنا ألا يمرر هذه الجرائم من دون رد".

وحذّر من احتمال أن "يفتح تصعيد العدوان الإسرائيلي والحرب الدينية الصراع على مصراعيه"، محملًا إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تصعيد الأوضاع في كل المنطقة".

وأمس أطلقت المقاومة تسعة صواريخ على الأقل على مستوطنات غلاف غزة، وشنت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع لحماس، وفق ما قال جيش الاحتلال. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاجاري أمس: "لا نريد التصعيد، لكننا مستعدون لأي سيناريو"، حسب زعمه.

اقتحام جديد للأقصى

وواصلت إسرائيل انتهاكاتها للمسجد الأقصى اليوم، حيث أفاد مراسل "العربي" في القدس بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد صباحًا بحماية من شرطة الاحتلال، التي فرضت قبل ذلك قيودًا على دخوله تمهيدًا لهذا الاقتحام من المستوطنين. 

وعاودت الشرطة الإسرائيلية اقتحام حرم المسجد للمرة الثانية يوم أمس، وحاولت إخراج المصلّين باستخدام القنابل الصوتية والرصاص المطاطي.

كما لفت مراسل "العربي" إلى أن عملية الاقتحام بدأت عند انتهاء صلاة التراويح، مشيرًا إلى أن الاحتلال اعتدى بالضرب على المصلين وأطلق الرصاص المطاطي ما أدى لسقوط 6 إصابات، وسط منع فرق الإسعاف من التدخل.

"اعتداء إجرامي"

من جانبه، قال رئيس هيئة المرابطين في الأقصى، يوسف مخيمر، في حديث لـ"العربي"، إن الهيئة تدين الانتهاكات الخطيرة والجسيمة للمسجد، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال تمارس اعتداءً إجراميًا وفاضحًا بحق المصلين في الأقصى، في ظل تنكر حكومة الاحتلال للمعاهدات الدولية.

وأوضح مخيمر أن الفلسطينيين لا يستهينون بأي قرار دولي يدعم حقوقهم، لكن لا يمكن التعويل على أي قرار دولي، "فالقرارات لم تحرر شبرًا واحدًا من أراضي فلسطين التاريخية منذ 1948، وحتى منذ قرار التقسيم"، مضيفًا: "الفلسطينيون بحاجة لتواصل عربي إسلامي مباشر". 

وأشار مخيمر إلى أن تطبيع بلدان عربية مع إسرائيل لا يدعم الموقف الفلسطيني، ولا يدعم حرية العبادة في المسجد الأقصى، محذرًا من انزلاق خطير للأمور، وانعكاس ذلك على مستوى الشارعين العربي والفلسطيني.

الموقف الأميركي

وأصيب عشرات الفلسطينيين، فجر الأربعاء، في اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، فيما تم اعتقال ما يقارب 350 منهم أيضًا، بعد أن أطلقت عناصر الشرطة القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المصلين في المصلى القبلي المسقوف في المسجد الأقصى، قبل الاعتداء عليهم بالضرب المبرح مستخدمة الهراوات.

ولقيت عملية الاقتحام تنديدًا محليًا ودوليًا واسعًا، حيث اعتبر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن "ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين يشكل صفعة للجهود الأميركية التي حاولت خلال الفترة الماضية إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار في شهر رمضان المبارك".

بدوره، عبر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، عن قلقه بشأن العنف في المسجد، وقال إنه يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين تهدئة التوترات.

تنديد عربي وأممي

ودعا اجتماع طارئ للجامعة العربية، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى، مؤكدًا استمرار انعقاده بهدف "متابعة تطورات المخططات العدوانية الإسرائيلية".

وخلص المجلس إلى الإدانة الشديدة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين المسلمين العزل في المسجد الأقصى المبارك، وفق البيان.

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند: إنه "يجب أن يتصرف القادة من جميع الأطراف بمسؤولية ويحجموا عن الخطوات التي يمكن أن تصعد التوترات".

"مفرقعات"

وأدانت الإمارات "بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى"، لكنها أكدت على "عدم تحصن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة"، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.

وأصدرت  الأردن ومصر، اللتان تشاركان في جهود أميركية لتهدئة التوترات، بيانين منفصلين أدانتا فيه بشدة الاقتحام.

من جانبها، قالت السعودية إن "الاقتحام السافر" للمسجد الأقصى يقوض جهود السلام. وأضافت وزارة الخارجية في بيان "أن هذه الاعتداءات والاقتحامات تندرج في إطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيًا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين".

"اقتلاع الرؤوس"

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد صرّح بأن إسرائيل تعمل على تهدئة الوضع الذي زعم أنه نجم عن تحصن "متطرفين" داخل المسجد وبحوزتهم أسلحة وحجارة وألعاب نارية.

وقال في بيان: "إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على حرية العبادة وحرية (ممارسة شعائر) جميع الأديان والوضع الراهن في حرم المسجد الأقصى ولن تسمح للمتطرفين الذين يمارسون العنف بتغيير ذلك"، وفق زعمه.

أما المتطرف إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني المسؤول عن الشرطة، فقد صوب على صواريخ المقاومة، داعيًا إلى رد قاس من إسرائيل.

وقال بن غفير إنه طلب عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني، مضيفًا في تغريدة له على منصة تويتر: "صواريخ حماس تتطلب أكثر من تفجير التلال الرملية والمواقع الفارغة. حان الوقت لاقتلاع الرؤوس في غزة. يجب ألا نحيد عن معادلة تتطلب ردًا جادًا على كل صاروخ"، حسب قوله.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close