الأحد 16 يونيو / يونيو 2024

الموت الهامس VS الفهد الروسي.. ما هي أقوى دبابة في العالم؟

أرماتا تزاحم أبرامز على عرش الدبابة الأقوى في العالم
أرماتا تزاحم أبرامز على عرش الدبابة الأقوى في العالم
الموت الهامس VS الفهد الروسي.. ما هي أقوى دبابة في العالم؟
الموت الهامس VS الفهد الروسي.. ما هي أقوى دبابة في العالم؟
الأربعاء 22 مايو 2024

شارك

ليس سرًا أنّ الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا غير محصور بالسياسة، ولكنّه يشمل المستوى العسكري أيضًا، في ضوء مواجهة مشتعلة بينهما حتى على لقب "أقوى دبابة في العالم".

وتتصدّر هذه المواجهة الدبّابة الأميركية "أبرامز"، الملقبة بـ"الموت الهامس"، والتي تُعدُّ من الدبابات الأسرع على الطرق الصُلبة، كما تستطيع السير بخزان ممتلئ لمسافة تتجاوز 400 كيلومتر.

في المقابل، تبرز دبابة "أرماتا"، أو "الفهد الروسي" كما يحلو للبعض وصفها، والتي تتفوق في السرعة والمرونة والقدرة على التحرك في الأراضي الوعِرة، حيث تمتلك محرك ديزل، وتستطيع قطع مسافة 500 كيلومتر من دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

وبين "الموت الهامس" و"الفهد الروسي"، من ينتصر في النهاية، ويفوز بلقب الدبابة الأقوى في العالم؟

كيف غيّرت قصّة خيالية مسار التاريخ؟

قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال، قد يكون من المفيد العودة إلى التاريخ، الذي وللمفارقة يبدأ من الخيال، حتى حين يتعلق الأمر بأقوى الأسلحة العسكرية.

هذا بالضبط ما فعله داهية بريطانيا، ونستون تشرشل حين حوّل قصة خيالية إلى سلاح فتّاك. فمع بداية الحرب العالمية الأولى، كان تشرشل مهووسًا بفكرة العثور على سلاح يمكنه التأثير في مجرى الحرب.

حينها، تذكر تشرشل قصة خيال علمي قرأها بعنوان The Land Ironclads. في تلك القصة، ابتكر الكاتب مركبة خيالية مجنزرة وعملاقة تمتلك درعًا قويًا، ومدجّجة بالسلاح، بينما تتحرك على الأرض ببطء شديد.

تأثر تشرشل بالفكرة وبدأ يدرس إمكانية تطبيقها عمليًا على أرض المعركة، فقرّر تحويل الخيال إلى حقيقة. وفي عام 1915، أشرف على لجنة لتطوير وإنتاج تلك المركبة.

دبابة

وحتى يظلّ المشروع بعيدًا عن آذان الألمان، أطلق على المركبة اسم تانك، أي خزان، وقيل إن هدف اللجنة تطوير خزانات المياه.

أدخل السلاح الجديد أرض المعركة في العام التالي، ليكون العالم حينها أمام "مشهد مرعب" لدخول أول دبابة معركة في التاريخ، وقد أصاب هذا المشهد الجنود الألمان بفزع شديد جعلهم يفرّون من خنادقهم هربًا من سلاح ليس لديهم أدنى فكرة عن طبيعته أو قدراته.

أبرامز.. "الموت الهامس"

خلال الحرب الباردة، انشغلت أميركا وحلفاؤها بفكرة تشرشل نفسها، ولكن هذه المرّة ليس بحثًا عن سلاح يغير مجرى الحرب، بل لمواجهة مشكلة رئيسية وهي: كيف يمكن الانتصار على عدو يملك أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الدبابات التي تمتلكها؟

كان الحل أن تطور أميركا دبّابة أكثر سرعة وتحصينًا وفتكًا. استغرق العمل نحو 9 سنوات، قبل أن تدخل الدبابة الجديدة الخدمة، وأطلق عليها اسم أبرامز إم -1.

ورغم تلك المواصفات القياسية، أوقفت أميركا إنتاجها بعد تطوير نسخة أحدث، "أبرامز إم-1 - إيه 1"، بدرع أكثر وقاية، لتصبح الدبابة الملقبة بالموت الهامس جاهزة لمواجهة الوحوش السوفيتية، وأبرزها تي – 72.

أبرامز إم 1

لكن غزو العراق للكويت أدار بوصلة المواجهة من غابات أوروبا إلى صحراء الخليج التي شهدت واحدة من أعنف معارك الدبابات في التاريخ. فمع اندلاع حرب الخليج الثانية، اختبر الجيش الأميركي دبابته الجديدة التي أطلق عليها اسم "الموت الهامس" في ساحة المعركة للمرة الأولى في مواجهة النسخة العراقية من الوحش السوفيتي.

وبالفعل، بدأ الاختبار عندما قرر النقيب الأميركي ماكماستر الهجوم على لواء كامل من الدبابات العراقية يتمركز بالقرب من قواته. وبدلا من إطلاق قذائف المدفعية التقليدية، ألقى مدفع أبرامز قذائف خارقة للدروع بسرعة مرعبة، ومرونة تمكنها من المناورة والتصويب بدقة بفضل برجها الذي يستطيع الدوران 360 درجة.

لكنها كانت مجرد مقدمة لما جاء بعد ذلك، إذ أكملت قوات التحالف الهجوم بأكثر من 3000 دبابة وناقلة جند مدرعة. وبينما هبّت عاصفة ممطرة زادت من صعوبة الحركة على الأرض كانت أبرامز تتحرك بسرعة هائلة، بفضل محرك توربيني نفاث يستخدم وقود الطائرات بدلاً من الديزل، فهي تعد من أوائل الدبابات الحديثة في استخدام هذه التقنية التي ساهمت في خفوت هدير المحرك وجعلتها تظهر كالشبح في أرض المعركة.

أبرامز أم 1 إيه 1

أرماتا.. "الفهد الروسي"

وهكذا، انتهت الحرب بعد مئة ساعة فقط من بدايتها بهزيمة الجيش العراقي ودباباته التي مثلت لعقود رمزًا لقوة الاتحاد السوفيتي الذي انهار وتفكك بعدها بأشهر قليلة، بينما توجت أبرامز على عرش الدبابة الأقوى في العالم، لكنّ التنافس لم ينته هنا، فهناك روسيا جديدة ستولد من رحم الانهيار.

وفيما كان الغرب يظنّ أنّه تنفّس الصعداء بعد الحرب الباردة، قرّر الرئيس الروسي الجديد آنذاك فلادمير بوتين بعد يومين فقط من تنصيبه تكريم قدامى المحاربين في الحرب العالمية، واختار أن تكون مراسم التكريم في المدينة التي شهدت أكبر معركة دبابات في التاريخ، حيث ألحق السوفيت الهزيمة بألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية بفضل تطوير دبابة غيّرت مسار الحرب حتى وصلت إلى قلب برلين.

في الأثناء كان المهندسون الروس يعملون على مشروع تطوير دبابة خارقة تحت اسم مشروع الكائن 195، الدبابة التي عرفت إعلاميا بـ تي – 95، وزوّدت بمدفع تبلغ سرعة انطلاق القذيفة من فوهته ما يقارب ألفي متر في الثانية أي ما يعادل ستة 6 أضعاف سرعة الصوت.

الدبابة التي عرفت إعلاميا بـ تي – 95

وفجأة ظهرت دبابة باسم آخر، ولكن مواصفاتها أكثر تطويرا لهذا المشروع، وهي الدبابة الفائقة "تي 14 أرماتا"، لتعيد روسيا من جديد بقوة إلى سباق المنافسة للتربع على عرش أقوى الدبابات في العالم.

فبحلول الذكرى السبعين لانتصار السوفييت على ألمانيا النازية، ظهرت هذه الدبابة للمرة الأولى في استعراض عسكري بعد سنوات من تطويرها في سرّية تامة، لتصبح أول دبابة تصنعها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتملك الدبابة الملقبة بـ"الفهد الروسي"، مواصفات قياسية، فهل تستطيع إزاحة الوحش الأميركي عن عرشه؟


في الحلقة المرفقة، وهي الأولى من برنامج "ترسانة" الجديد، يجيب حسن هاشم على هذا السؤال، من خلال رحلة يستكشف فيها معركة الدبابات الأقوى في العالم، بأسلوب فريد وطريقة الخاصة. فإن أردتم معرفة الجواب، شاهدوا الحلقة كاملة.
المصادر:
العربي

شارك

Close