الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

موسكو تتباهى.. سوريا مختبر حيّ لترسانة روسيا العسكرية

موسكو تتباهى.. سوريا مختبر حيّ لترسانة روسيا العسكرية

Changed

لطالما تباهى المسؤولون الروس بتجربة أسلحتهم في سوريا (غيتي)
لطالما تباهى المسؤولون الروس بتجربة أسلحتهم في سوريا (غيتي)
تفاخر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو تمكّنت من حلّ جميع المشكلات المتعلّقة بالتسلّح وأنظمة القتال التي تمّ اختبارها في سوريا

منذ التدخل العسكري الروسي عام 2015، تحوّلت سوريا إلى أكبر حقل رماية وتدريب للاختبار العملي لجميع أنواع الأسلحة الروسية، من صواريخ "كاليبر" المجنحة، ومقاتلات الجيل الخامس Su-57، ودبابات T-14 "Armata"، وانتهاءً بأنواع مختلفة من الذخائر.

وحققت موسكو أرباحًا بمليارات الدولارات جراء بيع هذه الأسلحة بعد اختبارها على السوريين.

وفي منتدى "الجيش – 2021" العسكري التقني الدولي المقام حاليًا في مركز باتريوت للمؤتمرات والمعارض خارج موسكو، تفاخر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو تمكّنت من حلّ جميع المشكلات المتعلّقة بالتسلّح وأنظمة القتال التي تمّ اختبارها خلال "العملية العسكرية في سوريا"، مشيرًا إلى أن الخطوة المقبلة في الحرب هي تجربة الطائرات بدون طيار القتالية المنتجة حديثًا، و"هذه تجربة جيدة جدًا وقيمة".

أبرز الأسلحة الروسية المستخدمة في سوريا

وذكر موقع "مليتيري فايلز" الحربي الروسي، في تقرير صادر في مارس/ آذار الماضي، أن أكثر الأسلحة تطورًا التي استخدمتها روسيا في حربها على السوريين هي: مقاتلات "سو 24 إس"، و"سو 25"، و"سو 35"، و"سو 57"، وطائرات "تو 95"، و"تو 160"، "تو-22إم3".

كما شاركت مروحيات "مي 28"، و"كا 52"، وطائرات من دون طيار من طراز "أورلان 10"، إضافة إلى أنظمة الدفاع "أس 300"، و"أس 400"، و"بانتسير أس 1"، و"بوك أم 2".

أما الصواريخ، فاستخدمت موسكو صواريخ "كاليبر"، و"KH-101"، و "إر-73"، و"إر27 إر"، و"أس أي 22".

وشملت الأسلحة البرية المستخدمة: مدرعات "تايفون ك"، و"تايفون أو"، وقاذفات "توس1 بوراتينو" و"توس1 أ سولنتسبيوك"، و"تي-90" و"تي -90 أ"، وناقلة الجند المدرعة "بي تي أر-82 أيه".

أما القنابل، فتضمّنت: "كاب 500 كي إر"، و"كاب-500 ل"، و"فاب 500 أم 54"، و"بيتاب 500 إس"، و "فاب 100-120"، و"فاب 250-270".

روسيا تتباهى: نختبر أسلحتنا في سوريا

ولطالما تباهى المسؤولون الروس بتجربة أسلحتهم في سوريا، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في يوليو/ تموز الماضي، أن جيش بلاده جرّب أكثر من 320 نوع سلاح مختلف، بما في ذلك المروحيات، خلال عملياته في سوريا.

وأضاف في تصريح له أثناء لقاء مع شركة "روست فيرتول" الروسية لصناعة المروحيات، أن الأخيرة طورت إحدى مروحياتها نتيجة العمليات العسكرية في سوريا.

وفي مايو/ أيار الماضي، تباهى الرئيس فلاديمير بوتين بصناعة الأسلحة الروسية، مستدلًا على "مواصفاتها الفريدة" بما أسماه "نجاح تجربتها" في العمليات العسكرية في سوريا.

وادعى بوتين حينها أن الجيش الروسي يمتلك أحدث الصواريخ الجوالة بعيدة المدى وراجمات الصواريخ والقنابل الموجهة؛ التي تمتلك مواصفات فريدة، "ما يجعلها أفضل من نظيراتها الأجنبية"، مضيفًا أن هذه المواصفات تم تأكيدها في "أعمال عسكرية حقيقية" أثناء العمليات التي جرى تنفيذها في سوريا.

ولا يشكل هذا التصريح استثناء في مسألة التباهي الروسي، فقد سبقته تصريحات عدة حول تحويل سوريا والسوريين إلى مختبر للسلاح، حيث أقر بوتين عام 2020 بأن ارتفاع نسب تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم، جاء نتيجة نجاح الاختبار العملي لها في سوريا.

وكشفت إحصائية لمعهد "ستوكهولم لأبحاث السلام" أواخر عام 2018، أن عشر شركات تصنيع أسلحة روسية انضمّت إلى قائمة أكبر 100 شركة في العالم، وأن إجمالي مبيعات روسيا من السلاح بلغ 37.7 مليار دولار، لتنتزع المرتبة الثانية عالميًا في قائمة أكثر الدول مبيعًا للأسلحة من بريطانيا، التي احتلّت هذه المرتبة منذ عام 2002.

وتُشكّل تصريحات المسؤولين الروس على اختلاف مستوياتهم العسكرية والدبلوماسية، تناقضًا كبيرًا مع الخطاب الرسمي للكرملين الذي لطالما برّر تدخّله إلى جانب النظام السوري بمحاربة الإرهابيين.

المنشآت المدنية أهداف في حقل الرماية الروسي

وانتقدت تقارير دولية مشاركة روسيا في الحرب على السوريين، لارتكابها مجازر وانتهاكات في مجال حقوق الإنسان. وكان أبرز انتقاد للدور الروسي في الحرب، من الداخل المعارض لتدخّل موسكو في الشؤون الخارجية للدول.  

وتحت عنوان "عقد مدمّر: انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني في الحرب السورية"، أصدرت مجموعة حقوقية روسية مدافعة عن حقوق الإنسان، في شهر أبريل/ نيسان الماضي، تقريرًا من 198 صفحة، أشار إلى "نمط واضح من الهجمات العشوائية والموجّهة التي لا تتوافق مع وجود أهداف عسكرية".

واستند التقرير إلى شهادات من ناجين من الصراع في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وروسيا، حيث تحدث العديد من الشهود على استهداف روسيا للمناطق السكنية، البعيدة عن أي أهداف عسكرية في معظم الحالات.

وفي تقرير آخر حول انتهاكات موسكو، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القوات الروسية نفّذت ما لا يقلّ عن 1083 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 201 مدرسة و190 منشأة طبية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close