الجمعة 10 مايو / مايو 2024

واشنطن تدعو لانتظار التحقيق.. الشكوك في انفجار بولندا تنتقل إلى أوكرانيا

واشنطن تدعو لانتظار التحقيق.. الشكوك في انفجار بولندا تنتقل إلى أوكرانيا

Changed

الباحث في الشأن الروسي ديمتري بريجع يتحدث عن خلفيات وتداعيات الانفجار الذي وقع في بولندا (الصورة: غيتي)
نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن النتائج الأولية تشير إلى أن الصاروخ الذي ضرب بولندا أطلقته القوات الأوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي يتحرون الانفجار الذي أسفر عن مقتل شخصين في بولندا، مؤكدًا أن المعلومات الأولية تشير إلى أنه ربما لم يكن ناجمًا عن صاروخ أُطلق من روسيا.

وتحدث بايدن بعد أن عقد زعماء العالم، الذين كانوا مجتمعين لحضور قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، اجتماعًا طارئًا اليوم الأربعاء بعد انفجارات مميتة في برشفوداو، وهي قرية في شرق بولندا قريبة من حدود أوكرانيا.

وقالت السلطات الأوكرانية إن الانفجارات، التي أسفرت عن مقتل شخصين، تسببت فيها صواريخ روسية.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان من المبكر القول إن الصواريخ أطلقت من روسيا، قال بايدن إن مسارها يشير إلى خلاف ذلك، لافتًا إلى وجود "معلومات أولية تعارض ذلك. لا أريد أن أقول ذلك حتى نحقق في الأمر بالكامل، لكن من غير المرجح... أنه أُطلق من روسيا". 

دعم تحقيق بولندا في الانفجار

وصرّح بايدن بأن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي ستحقق في الواقعة بشكل كامل قبل التصرف.

لكن بايدن أدان روسيا لتصعيدها الهجمات الصاروخية داخل أوكرانيا ووصف الضربات الأخيرة وسقوط ضحايا من المدنيين بأنها "غير معقولة على الإطلاق".

وتابع الرئيس الأميركي: "اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الانفجار الذي وقع في الريف البولندي، بالقرب من الحدود الأوكرانية، وسنتوصل إلى ما حدث بالضبط، وبعد ذلك سنحدد بشكل جماعي خطوتنا التالية بينما نقوم بالتحقيق والمضي قدمًا. كان هناك إجماع تام بين كل من كان على الطاولة".

وقال مسؤول في البيت الأبيض في وقت لاحق إن بايدن سيدعم العملية، ولكن ليس بالضرورة ما سيخلص إليه التحقيق البولندي.

وشارك في الاجتماع زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة. وقد دعا إليه بايدن بحسب البيت الأبيض. وباستثناء اليابان، جميع هذه الدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي يضم أيضا بولندا.

هل هو صاروخ أوكراني؟

ويمكن أن يؤدي تحميل موسكو مسؤولية الانفجار إلى تفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي المعروف باسم المادة 5، والذي يعتبر بموجبه الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجومًا على الجميع، مما يؤدي إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.

لكن وكالة أسوشيتد برس للأنباء نقلت عن مسؤولين أميركيين اليوم الأربعاء أن النتائج الأولية تشير إلى أن الصاروخ الذي ضرب بولندا أطلقته القوات الأوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.

من جانبها، قالت بولندا إنها تتحقق مما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة 4، والتي تسمح لأعضاء حلف الأطلسي بطرح أي قضية مثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بالأمن، للنقاش في مجلس شمال الأطلسي.

بولندا لا تملك دليلا

كما استدعت بولندا سفير روسيا لدى وارسو للحصول على تفسير بعد أن نفت موسكو مسؤوليتها عن الواقعة.

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا اليوم الأربعاء إن بلاده ليس لديها أي دليل ملموس حول من أطلق الصاروخ الذي تسبب في انفجار في قرية بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وقال دودا للصحفيين: "ليس لدينا أي دليل قاطع في الوقت الحالي على من أطلق هذا الصاروخ... على الأرجح هو صاروخ روسي الصنع، لكن كل شيء ما زال قيد التحقيق في الوقت الحالي".

محاولة لإقحام روسيا في مواجهة مع الناتو

وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث في الشأن الروسي ديمتري بريجع أن هناك محاولات لاقحام روسيا في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي.

وقال في حديث إلى "العربي" من موسكو: "إن التصعيد الذي نراه الآن يسبب أزمة كبيرة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من جهة وروسيا من جهة أخرى التي تنفي استهداف الأراضي البولندية".

واعتبر بريجع أن هناك محاولة لاقحام روسيا بتصعيد ضد حلف شمال الأطلسي في ظل انعقاد قمة مجموعة العشرين وربط استهداف بولندا بمخرجات القمة". 

ولفت الباحث إلى أن إيجاد دلائل مباشرة على أن روسيا هي من أطلقت صواريخ قد يصعّد العقوبات ضدها مستبعدًا ردًا عسكريًا من الحلف. 

كما أشار بريجع إلى أن روسيا تعتمد الآن استراتيجية مغايرة في الحرب حيث بدأت تستهدف البنى التحتية الأوكرانية ومحطات الطاقة، وذلك للضغط على روسيا ودفعها لمسار التفاوض.

وأكّد أن القنوات الدبلوماسية مفتوحة لإيجاد حلول بشأن استهداف بولندا الذي تنفي روسيا مسؤوليتها عنه وقد تقدم دلائل قريبًا لتأكيد ذلك.   

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close