مئات الضحايا إثر معارك السودان.. طرفا النزاع يوافقان على تمديد الهدنة

أكدت وزارة الخارجية المصرية اليوم الخميس عبور أكثر من 14 ألف سوداني عبر الحدود إلى الأراضي المصرية منذ بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة أسبوعين.

وأفاد بيان الوزارة بأنه "خلال الأيام القليلة الماضية (..) عبر أكثر من 16 ألف مواطن أجنبي إلى داخل مصر" من بينهم "أكثر من 14 ألف مواطن سوداني".

وقُتل المئات في حوالي أسبوعين من الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في صراع على السلطة يهدد بزعزعة استقرار المنطقة على النطاق الأوسع.

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، أن لا تفاوض مع "المتمردين" (قوات الدعم السريع)، في وقت لم تعلن فيه الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) عن انطلاق مفاوضات لتمديد التهدئة كانت كشفت عن مساعيها لتنظيمها في جوبا.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن "المتمردين مستمرون في التعدي على ممتلكات المواطنين والدبلوماسيين"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وأشارت إلى "استمرار مليشيا قوات الدعم السريع في خروقاتها للهدنة المعلنة وتعدياتها على أرواح وممتلكات المواطنين واتخاذهم كدروع بشرية والاعتداء على المقار الدبلوماسية وقتل الدبلوماسيين، بجانب الاعتداء على المستشفيات والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية للبلاد في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والأعراف الدولية".

وأكدت على "عدم صحة ما تروج له بعض الجهات بقبول القوات المسلحة (الجيش) الدخول في تفاوض مع قوات الدعم السريع"، مشددة على أنه "لا خيار للمتمردين سوى الاستسلام أو الفناء".

أثنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد" على جهود رئيس جنوب السودان سيلفا كير "ودعمه المستمر" لجهود الوساطة بين أطراف النزاع في السودان.

وقال وركنه جيبيهو، الأمين التنفيذي لهيئة "إيغاد" في بيان: "تلقينا تحديثًا من قبل الرئيس سيلفا كير حول جهوده الرامية إلى وقف إطلاق النار والوساطة بين أطراف النزاع في السودان".

وأضاف جيبيهو: "أقدر وأثني على مشاركة الرئيس كير، ودعمه المستمر لجهود الوساطة التي يبذلها فريق هيئة إيغاد في السودان".

وذكر أن سيلفا كير رحب بالجهود الأميركية والسعودية لتأمين وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة في الفترة بين 24 و27 أبريل/ نيسان الجاري.

"كما رحب رئيس جنوب السودان بدعوة إيغاد إلى تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى في الفترة الممتدة بين 28 و30 أبريل، والدعوة للحوار"، حسب البيان نفسه.

وتابع جيبيهو: "إنني واثق من أن جهود الهيئة والمجتمع الدولي المستمرة وتفانيهم سيساعدان على وقف القتال وتهدئة الوضع".

وجدد التأكيد على قرار الهيئة خلال جلستها الاستثنائية في 16 أبريل، الذي "ينص على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، وخفض التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، والسماح لبعثة السلام رفيعة المستوى التابعة للهيئة بالاضطلاع بمهامها دون أي تأخير".

أفاد مراسل "العربي" عن قصف جوي عنيف للجيش يستهدف مواقع قوات الدعم السريع في المحيط الشرقي للقيادة العامة.

وأشار مراسل "العربي" إلى تسجيل تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع باتجاه حي كافوري بالخرطوم.

أفاد مراسل "العربي" عن قصف جوي من قبل الطائرات الحربية التابعة للجيش على بعض المواقع في شارع المعرض، وهو أحد أكبر شوارع ضاحية بري شرقي الخرطوم.

وأشار إلى اشتباكات متفرقة في محيط القيادة العامة، حيث يُسمَع دوي الرصاص والأسلحة الخفيفة والمتوسطة بصورة متقطّعة.

أما في أم درمان، فيسجّل هدوء نسبي في هذه المدينة منذ الصباح، بعدما شهدت مساء أمس اشتباكات عنيفة.

دعت الأمم المتحدة إلى بذل جهود سلام عاجلة في السودان الذي يشهد قتالا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك "لتجنب حدوث أزمة لاجئين كبيرة".

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في بيان نشره الأربعاء، إن "الصراع الوحشي في السودان يجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان داخل البلاد وعبر الحدود".

وأكد المسؤول الأممي أن الاحتياجات الإنسانية كانت بالفعل "هائلة" قبل الاضطرابات الأخيرة، مبينا أن "الظروف الحالية تؤدي إلى زيادة أعداد النازحين داخليًا".

If violence in Sudan does not stop, the risk of a major refugee crisis is very high. Thousands are already on the move in search of safety.Read my statement of today 👇🏻https://t.co/tgLfnVm7n7

— Filippo Grandi (@FilippoGrandi) April 26, 2023

أعلنت وزارة الخارجية العراقية إجلاء 218 عراقيًا و16 سوريًا بطائرتين توجهتا إلى بغداد.

وقالت في تغريدة على حسابها في تويتر: "الطائرتان المخصصتان لإجلاء المواطنين العراقييّن من بورتسودان تتوجه الآن إلى بغداد وعلى متنها (234) مواطن بينهم (16) مواطن سوري الجنسية".

أعلنت دولة جنوب السودان، فرار نحو 16 ألفًا من مواطنيها من السودان منذ اندلاع القتال في البلد الأخير قبل نحو أسبوعين.

وقال وزير الشؤون الإنسانية ألبينو أكول أتاكفي في مؤتمر صحفي الأربعاء: "وصل حوالي 16 ألف شخص من مواطنينا منذ بدء القتال في السودان، بالإضافة إلى وصول لاجئين من جنسيات أخرى، بما في ذلك السودان"، من دون تحديد العدد الدقيق.

وأضاف أن "العائدين يدخلون البلاد عبر 12 نقطة حدودية"، موضحًا أن "أعدادًا كبيرة من مواطني بلاده موجودون في السودان".

كشفت نقابة أطباء السودان لـ"العربي" عن مقتل 303 أشخاص وإصابة 1848 من المدنيين منذ بدء الاشتباكات.

وأشارت إلى أنّ 26 مستشفى تعمل في الخرطوم تحت ظروف صعبة، محذرة من أنّ استمرار تواجد جثث الضحايا في المستشفيات يهدد الصحة العامة.

أعلن الجيش السوداني أنّ الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم "مستقر جدًا"، باستثناء ولاية غرب دارفور التي شهدت صراعًا قبليًا يجري معالجته بواسطة السلطات المحلية.

وقال في بيان، إنّ قواته "متماسكة وتؤدي دورها الوطني في دحر التمرد بثبات وثقة في كل الاتجاهات"، على حدّ وصفه.

وأضاف: "حاول المتمردون أمس الهجوم على قيادة المنطقة المركزية لكن قواتنا تصدت لهم وكبدتهم خسائر كبيرة".

وفيما أكد أنّ قواته بسطت سيطرتها على معظم الولايات، اعتبر أنّ المواقف السياسية التي تتبناها قوات الدعم السريع "ما هي إلا وسيلة للوصول إلى الحكم، لتبشر بعدها تنفيذ أجندة لا علاقة لها بمصلحة والشعب والبلاد".

وخلص إلى أنّ الأيام المقبلة ستشهد "انفراجًا كبيرًا" في الأوضاع على الأرض.