مرّ 24 ديسمبر/ كانون الأول، اليوم الذي كان موعدًا للانتخابات في ليبيا كغيره من الأيام، إذ بدا يوم جمعة عاديًا، بعدما أصبحت الانتخابات "في حكم المجهول".
وفي حين أثار هذا الأمر انقسامًا في الشارع الليبي بين محبَط من التأجيل ومستبشر به، تتجّه الأنظار صوب المسارات المختلفة لحلّ أزمة الانتخابات وإزالة الغموض حولها.
وسط ذلك، طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك، بالإسراع في تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية في ليبيا.
وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى وهيبة في تصريحات خاصة لـ"العربي"، إنّ مصير الانتخابات مرتبط بتوافق مجلس النواب ومفوضية الانتخابات.
خيبة أمل سياسيّة في ليبيا
هكذا، أثار إلغاء موعد الانتخابات الرئاسية في ليبيا خيبة أمل سياسية في ليبيا تعدّدت الأطراف التي تسبّبت وتأثّرت بها.
وخرج المئات إلى شوارع المدن الليبية احتجاجًا على إلغاء الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها وكانت مقررة أمس، مطالبين بإجرائها في المواعيد التي اقترحتها مفوضية الانتخابات.
واقترحت مفوضية الانتخابات 24 يناير/ كانون الثاني المقبل موعدًا جديدًا للانتخابات على أن تتبعها انتخابات برلمانية في 15 فبراير/ شباط، لكن لم يُحدَّد هذا الموعدان رسميًا، فالفصائل المتناحرة في ليبيا لم تتّفق بعد.
"امتصاص غضب الشارع"
ويرى الباحث في الشؤون السياسية سامي العالم أنّ كل طرف يحاول أن يكتسب المغانم لنفسه ولا يقبل تقديم التنازلات لصالح الوطن، ولذلك تصل كل مسارات الحوار إلى طريق مسدود.
ويستبعد العالم في حديث إلى "العربي"، من طرابلس، أن يتوصل الأطراف المتناحرون إلى أي اتفاق خلال شهر واحد لا على قانون انتخابات جديد ولا على أي مصلحة عامة.
ويعرب عن اعتقاده بأنّ مسألة تأجيل الانتخابات هي فقط لامتصاص غضب الشارع الليبي لأنّه لن يقبل بتأجيلها لفترة طويلة وربما تحدث ردة فعل غير محسوبة ومناوشات غير متوقعة.
هل تعود "المملكة" إلى ليبيا؟
وينتقد العالم المجتمع الدولي الذي يقول إنه يريد مصلحة ليبيا والليبيين الآن، فيما هو المجتمع الدولي نفسه الذي سكت سابقًا عن ارتكابات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وغيره، والذي حاول منع استقلال ليبيا تاريخيًا.
ويلفت إلى أنّ البعض يرى أن أفضل حل هو عودة المملكة إلى ليبيا، معتبرًا أنّ المبادرة الوحيدة التي لا يستطيع أن يتدخل فيها المجتمع الدولي هي مبادرة تفعيل دستور الاستقلال، "وقانونيًا هو يُعتبَر مفعّلًا".