أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن فنلندا ستصبح العضو الـ31 في التحالف العسكري ابتداءً من الثلاثاء. وعاش هذا الإعلان مرحلة شد وجذب ونقاش مستفيض حتى تمت المصادقة على العضوية من تركيا.
الإجراء المتبع وفق بروتوكول الناتو يتمثل بتسليم أنقرة موافقتها خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف، لتُقام بعد ذلك مراسم إضافة العلم الفنلندي إلى بقية الدول الأعضاء في مقر الناتو.
غضب في موسكو
رد موسكو لم يتأخر، فقد أعلنت روسيا بأنها ستعزز قدراتها العسكرية في الاتجاهين الغربي والشمال الغربي.
هذا الكلام جاء على لسان نائب وزير الخارجية ألكسندر بروشكو الذي أكد أن بلاده ستتخذ خطوات إضافية لضمان الأمن العسكري الموثوق لروسيا في حال انتشار قوات الناتو في فنلندا.
ولأنها تعلم خطورة زيادة خط التماس مع الناتو، ترى موسكو نفسها تحت ضغط تكثيف وجودها الحدودي مع فنلندا، فالحدود لم تعد حدودًا بين الدولتين فحسب، بل هي خطًا فاصلًا بين روسيا ودول الناتو.
ويعد هذا الانضمام إضافة نوعية تأتي في وقت حساس تعيش فيه موسكو وكييف حربًا تزداد صعوبة يومًا بعد آخر.
ففي ذروة انشغال روسيا بالداخل الأوكراني، ها هي اليوم تواجه تمدد حلف الناتو جغرافيًا بشكل مضاعف، حيث تتوسع الحدود المشتركة بين الناتو وروسيا من حوالي 700 كيلومتر إلى أكثر من 1900 كيلومتر.
هذه المسافة الشاسعة ستصبح تحت تصرف الحلف، فضلًا عن القدرات العسكرية الهائلة التي تمتلكها فنلندا.
وجود عسكري على الحدود
في هذا السياق، يرى الكاتب الصحافي يغفيني سيدروف أن "خطوة انضمام فنلندا إلى حلف الناتو كانت متوقعة منذ بداية الحرب على أوكرانيا".
ويشير سيدروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "فنلندا تربطها علاقات وثيقة مع الحلف من قبل الحرب، ومنها تنسيق في عدة مجالات بينها الجانب العسكري".
ويلفت الكاتب الروسي إلى أن "هذا الانضمام سيتطلب من موسكو تعزيز عديد قواتها في المنطقة الحدودية".
العضو الـ31.. لماذا يعد انضمام #فنلندا إلى #الناتو خطوة "تاريخية"؟ pic.twitter.com/SPl4zuh1JH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 3, 2023
ويذكّر سيدروف بأن "روسيا أعلنت قبل هذا الانضمام أن ما من تهديد على فنلندا يتطلب منها الدخول في تحالف عسكري".
ويقول: "العلاقات بين الطرفين كانت تتميز في السابق بتفاعل كبير في شتى المجالات وسط مشاريع صناعية وتجارية مشتركة".
خسارة موسكو في الحرب
من جهته، يوضح المسؤول السابق في الناتو روبرت بستيل أن "انضمام فنلندا إلى الحلف كان سريعًا وسط رغبة مشتركة بهذه الخطوة بين جميع الدول".
ويشير بستيل، في حديث إلى "العربي" من وارسو، إلى أن "العلاقات بين روسيا وفنلندا كانت إيجابية قبل الحرب على أوكرانيا، لكن هذا الغزو كان انتهاكًا للقوانين الدولية".
ويقول: "الكلمات الإيجابية من روسيا اليوم لا تعني شيئًا، وموسكو ليست في موقف يمكّنها من زيادة عديدها على الحدود وسط خسارتها في الحرب مع أوكرانيا".
ويضيف المسؤول السابق: "الحلفاء في الناتو قرروا دخول الدولة بانتظار انضمام السويد أيضًا".
مواجهة مع الناتو
بدوره، يوضح مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لورانس كورب أن "انضمام فنلندا للناتو سيزيد من القدرات العسكرية للحلف لمواجهة روسيا".
ويشير كورب، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "هذه الخطوة رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين بأن أي اعتداء على فنلندا سيواجه من قبل 30 دولة أخرى".
ويقول: "الأمر الأساسي اليوم أن فنلندا والسويد طلبتا الدخول إلى الحلف وليس العكس، ما يؤكد أن ما حصل هو بسبب خطوات بوتين في أوكرانيا".