منحت تركيا أمس الجمعة، الضوء الأخضر لفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرة إلى أن هلسنكي أوفت بالتعهدات المتعلقة بمكافحة الجماعات التي تعتبرها أنقرة "إرهابية".
وقال أردوغان عقب اجتماعه بنظيره الفنلندي سولي نينيستو في العاصمة أنقرة: بناء على جهود فنلندا "التي بددت مخاوف تركيا، فإني أرسلت وثيقة قبول بلادنا انضمام فنلندا إلى الحلف الأطلسي إلى البرلمان".
وجاء ذلك وسط تفاؤل بأن يتم تصديق الوثيقة من قبل مجلس النواب قبل الانتخابات التركية المقررة في مايو/ أيار المقبل. أما الرئيس الفنلندي فعبّر عن ترحيبه بالقرار، آملاً بأن تنضم السويد أيضًا إلى الناتو.
#تركيا توافق على انضمام #فنلندا لـ "الناتو"، وتجدد تعليق طلب #السويد#العربي_اليوم تقرير: مراد البطوش pic.twitter.com/Vb1fhVK2Re
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 18, 2023
في الاتجاه الآخر، تجدّد تركيا تعليق الطلب السويدي، وتشير إلى أن 120 مطلوبًا تصنّفهم إرهابيين لم تتسلّمهم بعد من ستوكهولم، إذ تأخذ عليها خصوصًا إيواء ناشطين أكراد تعتبرهم "إرهابيين" ولا سيما من مؤيدي حزب العمال الكردستاني، كما أن قضية حرق القرآن أمام السفارة التركية في السويد عقّد المسألة برمتها.
"خطر وجودي"
وقال الخبير العسكري، ألكسندر ستيبانوف، إنه تم دمج فنلندا التي تربطها حدود برية تصل إلى نحو 1300 كلم مع روسيا، بشكل تدريجي في الناتو، حيث كانت تشارك منذ عدة سنوات مع الحلف بتدريبات في مجال الدفاع السيبراني فضلًا عن شراء هلسنكي من واشنطن قبل عامين، 64 مقاتلة بلغت تكلفتها أكثر من 11 مليار دولار.
وأضاف ستيبانوف في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن هناك عدة دول تمتلك بنية تحتية عسكرية كبيرة تحيط بموسكو، لذلك "فإننا نتحدث عن خطرًا وجوديًا بالنسبة لروسيا"، بحسب تعبيره.
وعن الرد الروسي، اعتبر أنه على روسيا اتخاذ خطوات لتطوير البنية التحتية العسكرية الخاصة بها لحماية حدودها الشمالية والمجال الجوي، ولا بد أن يخضع ذلك لتحليل الأوضاع والمستجدات، إضافة إلى تطوير وحدات جديدة على الحدود ووضع أنظمة لإطلاق الصواريخ على اعتبار أن فنلندا أصبحت عدوًا محتملاً لروسيا وستكون من بين أهداف القوات الروسية الإستراتيجية.
وتابع أن خطوة هلسنكي تعد سيئة جدًا، "لكن بالنسبة للولايات المتحدة لا مشكلة لديها على الإطلاق في تدمير بلد آخر، لأنها ترغب بحل مشاكلها باستخدام وكلاء لها"، وفق تصريح ستيبانوف.
