الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

انطلاق الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما تأثير نتائجها على ماكرون؟

انطلاق الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما تأثير نتائجها على ماكرون؟

Changed

تقرير "العربي" حول ارتفاع شعبية اليسار في فرنسا (الصورة: رويترز)
تحمل الانتخابات التشريعية التي انطلقت اليوم في فرنسا أهمية بالغة للرئيس ماكرون في ولايته الثانية لاسيما حول خطته الإصلاحية والتي قد تتشظى بحال خسارته الأغلبية.

عاد الناخبون الفرنسيون بعد شهر ونصف من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون، إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد في دورة أولى من انتخابات تشريعية.

ويراهن الرئيس ماكرون في هذه الانتخابات على أغلبيته البرلمانية في مواجهة يسار متجدد، وأبعد من ذلك، على قدرته في خطة إصلاح البلاد.

آلية العملية الانتخابية

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في فرنسا عند الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، لهذه الانتخابات التي دعي 48 مليون ناخب إلى التصويت فيها. وسينتهي التصويت بعد ظهر اليوم باستثناء المدن الكبرى بما فيها العاصمة باريس حيث تم تمديد الاقتراع حتى المساء التي يتوقع أن تصدر التقديرات الأولية لنتائج التصويت عنده.

وسيختار الفرنسيون كل أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 577 نائبًا في هذا الاقتراع الذي يجري في دورتين. وستنظم الدورة الثانية بعد أسبوع أي في 19 يونيو/ حزيران الجاري. وصوتت أراضٍ فرنسية عدة مثل غوادلوب أو المارتينيك منذ السبت وستعلن النتائج مساء الأحد أيضًا.

الاستطلاعات

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ائتلاف "معًا" الذي يدعم ماكرون وهيمن على الجمعية الوطنية المنتخبة في 2017، والتحالف الانتخابي اليساري بقيادة جان لوك ميلانشون، متعادلان في نوايا التصويت.

وسيأتي في المركز الثالث الحزب اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبن التي وصلت إلى الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل/ نيسان، متقدمًا بذلك بفارق كبير على اليمين التقليدي الذي قد فقد موقعه كأول قوة معارضة.

وبالتالي، يرجح أن تؤكد هذه الانتخابات التشريعية إعادة التشكيل الواسعة للمشهد السياسي في فرنسا الذي بدأ مع انتخاب ماكرون في 2017.

وحول عدد النواب، تبدو استطلاعات الرأي أقل تأكيدًا، إذ إنها ترجح تصدر تشكيل ماكرون وحلفائه، لكنها لا تؤكد حصوله على الأغلبية المطلقة البالغة 289 نائبًا.

ويمكن أن تسجل نسبة قياسية للامتناع عن التصويت تتجاوز الـ 51,3% التي شهدتها انتخابات 2017 حسب هذه الاستطلاعات. ولم تثر الحملة حماس الكثير من الفرنسيين. إنه يؤثر في المقام الأول على الشباب والطبقات العاملة.

مسار ماكرون

وقد يعقد غياب أغلبية كبيرة لماكرون مسار إصلاحات يريد القيام بها خلال ولايته الثانية، وخصوصًا حول التقاعد. والسيناريو الأقل احتمالًا هو فوز تحالف جان لوك ميلانشون بأغلبية مطلقة ما سيحرم ماكرون من كل سلطاته.

ودعا رئيس الدولة الفرنسي في نهاية الحملة الفرنسيين إلى منحه "أغلبية قوية وواضحة". وكما حدث في الانتخابات الرئاسية، قدم نفسه على أنه حصن ضد "التطرف" الذي يجسده في نظره اليسار الراديكالي لميلانشون واليمين المتطرف لمارين لوبن، المرادف برأيه "للفوضى" بالنسبة إلى فرنسا.

وأثبت ميلانشون (70 عامًا)، السياسي المخضرم الذي حل ثالثًا في الانتخابات الرئاسية، أنه خصم ماكرون الرئيسي، متقدمًا على لوبن، المرشحة النهائية في الانتخابات الرئاسية. وهو يتزعم تحالف غير مسبوق يضم الاشتراكيين والشيوعيين والخضر، بالاضافة إلى حزبه "فرنسا المتمردة".

ميلانشون

ويطمح ميلانشون إلى الحصول على الغالبية خلال الانتخابات التشريعية ما سيمكنه من فرض تشارك السلطة مع الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون الذي سيعينه رئيسًا للحكومة. وقال مساء الجمعة خلال خطابه الأخير في مرسيليا: "إذا شكلنا الأغلبية، فالمرشح سيكون اسمه جان لوك ميلانشون". إلا أن الخبراء لا يرجحون هذا السيناريو.

ويقترح تحالفه برنامجًا اقتصاديًا يقضي بضخ 250 مليار يورو في الاقتصاد (مقابل 267 مليارًا من العائدات) بما في ذلك 125 مليارًا من المساعدات والدعم وإعادة توزيع الثروة.

وتجري الانتخابات في مناخ يسوده القلق بين الفرنسيين إزاء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وتفخر الحكومة الفرنسية بأن البلاد سجلت أدنى معدل تضخم (5,2% في مايو/ أيار على أساس سنوي) في أوروبا.

ووعدت الحكومة التي دعمت بالفعل الاقتصاد بقوة منذ جائحة كوفيد، بوضع تدابير أخرى من شأنها حماية القوة الشرائية للفرنسيين، فورًا بعد الانتخابات.

لكن مصير الحكومة التي تم تعيينها في منتصف مايو، معلق إلى حين صدور نتائج الانتخابات التشريعية التي ترشح فيها العديد من أعضاء الحكومة وبينهم رئيسة الوزراء إليزابيث بورن. وستؤدي هزيمة بورن إلى إجراء تعديل وزاري كبير.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close