الإثنين 6 مايو / مايو 2024

انعدام الأمن الغذائي ووفاة واحدة كل 36 ثانية.. الجوع يتفاقم في إفريقيا

انعدام الأمن الغذائي ووفاة واحدة كل 36 ثانية.. الجوع يتفاقم في إفريقيا

Changed

تقرير لـ"العربي" حول شبح المجاعة الذي يتربص بملايين الأشخاص في إفريقيا (الصورة: غيتي)
يترافق تفاقم الجوع في إفريقيا مع أرقام صادمة بشكل كبير، مدفوعًا بالجفاف المرتبط بالاحتباس الحراري أو بظروف أخرى مثل النزاعات التي تشهدها بعض الدول.

أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية الخميس، أن الجوع يتفاقم بشكل متواصل في إفريقيا، مشيرة إلى أنّ شخصًا يموت من الجوع كل 36 ثانية بين إثيوبيا وكينيا والصومال، في الوقت الذي يعاني 18,6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في الساحل.

ويترافق هذا الوضع، الذي أشارت إليه منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ومنظمتا "كير" و"أوكسفام" غير الحكوميتين خلال مؤتمر صحافي مشترك الخميس في باريس، مع أرقام صادمة بشكل كبير، مدفوعًا بالجفاف المرتبط بالاحتباس الحراري، أو بظروف أخرى مثل النزاعات التي تشهدها بعض الدول.

ففي بوركينا فاسو، التي تشهد عدم استقرار، قُتل أطفال بين يناير/ كانون الثاني وسبتمبر/ أيلول 2022 أكثر بثلاثة أضعاف مقارنة بالذين قُتلوا خلال الفترة ذاتها من 2021، كما زاد عدد القُصر الذي عولجوا من سوء التغذية الحاد بنسبة 50% على أساس سنوي، وفقًا لليونسيف.

وفي النيجر، أدى الجفاف المتكرر والفيضانات الكارثية في عام 2022، إضافة إلى الصراعات المستمرة، إلى زيادة صعوبة حصاد المحاصيل الزراعية، مما تسبب في "انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة حوالي 40%"، وفقًا لنيكولاس جاندو من "أوكسفام فرنسا".

ويعاني حوالي 430 ألف طفل في النيجر من سوء التغذية الحاد، بينما من المتوقّع أن تعاني منه 154 ألف امرأة حامل ومرضع هذا العام، مقارنة بحوالي 64 ألفًا في عام 2022، بزيادة بنسبة 141%، وفقًا للوسيل غروجان المتحدثة باسم اليونيسيف.

وفي القرن الإفريقي، أدت خمسة مواسم مطرية شحيحة متتالية إلى نفوق الملايين من الماشية وتدمير المحاصيل. ووفقًا للأمم المتحدة، هناك 22 مليون شخص مهدّدون بالجوع في إثيوبيا وكينيا والصومال، وهي دول تشهد أيضًا تمردًا عنيفًا.

احتياجات تمويل "ضخمة"

من جهتها، أشارت ماتيلد كاسبر من منظمة "كير" غير الحكومية، إلى أن "من المتوقع أن يواجه أكثر من ثلث السكان في الصومال - 6,5 ملايين شخص - أزمة غذائية بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران، مع توقعات بحدوث مجاعة... أي نقص شديد في الغذاء قد يسبب وفيات".

وأشار لويس نيكولا جاندو إلى أن هذا الوضع، الذي يعكس "ظلمًا" على المستوى العالمي، هو "نتيجة تقاعس دائم من جانب الدول الغنية"، وذلك بينما "بالكاد تمّت تلبية 62% من احتياجات التمويل الإنساني" في هذه المناطق في عام 2022.

وكان مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قال، ردًا على سؤال صحيفة "لوموند" في نوفمبر/ تشرين الثاني، إن احتياجات التمويل "ضخمة"، مضيفًا أنه يجب على المانحين الغربيين الرئيسيين "تغيير حجم" هذا التمويل و"التنسيق في ما بينهم".

وأضاف: "نواجه أسوأ أزمة غذائية وإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية".

من جهتها، أشارت منظمة أطباء بلا حدود في بيان منفصل الخميس، إلى عدد "أعلى من أي وقت مضى" من حالات رصد الأطفال المصابين بسوء التغذية، سجّلته فرقها في مايدوغوري في شمال شرق نيجيريا.

وحذر هتيت أونغ كيي منسق أطباء بلا حدود من أن "العام الماضي كان مروعًا، ولكن هذه السنة يمكن أن تكون أسوأ إذا استمرّ هذا الاتجاه"، مشيرًا إلى مخاوف من "وضع كارثي" عندما يحل موسم العجاف.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close