الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

انعكاس غير متوقع.. هكذا يؤثر الاحتباس الحراري على مرضى القلب

انعكاس غير متوقع.. هكذا يؤثر الاحتباس الحراري على مرضى القلب

Changed

المختص في أمراض القلب والشرايين، د. شهاب حمزة يتحدث عن تأثير ارتفاع الحرارة على مرضى القلب والمسنين (الصورة: غيتي)
تكشف الدراسات بشكل مستمر تأثيرات جديدة للاحتباس الحراري والتغير المناخي على ميادين عدة في الحياة من بينها صحة الإنسان.

كشفت دراسة فرنسية حديثة أن الاحتباس الحراري الناجم عن تغيّر المناخ يؤدي إلى فقدان الوزن لدى مرضى القلب وتدهور حالتهم الصحية.

وتُعتبر الدراسة التي أجراها باحثون من مستشفى مونبلييه الجامعي بفرنسا، ونشرتها مجلة "إي أس سي" الصادرة عن جمعية فشل القلب التابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، الأولى من نوعها التي تظهر الارتباط القوي بين ارتفاع درجة الحرارة وفقدان وزن المرضى الذين يعانون من قصور القلب.

ووجد الباحثون أن فقدان الوزن لدى مرضى قصور القلب يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، خاصة عند الوقوف، والفشل الكلوي، مما يهدّد حياتهم.

وقال المختص في أمراض القلب والشرايين شهاب حمزة، في حديث سابق إلى "العربي"، إن ارتفاع حرارة الجسد لمستويات عالية قد تؤدي إلى توقّف خلايا الجسم أحيانًا عن عملها بالطريقة المثلى ما يؤدي إلى حدوث الإغماء، وفي بعض الحالات الشديدة تصل الحالة إلى الوفاة بعد تلف الخلايا.

وبما أن قصور القلب يؤدي إلى صعوبة في ضخّ القلب للدم في كامل أعضاء الجسم، تتراكم السموم في جسم المريض، فيضيق التنفس، وتتراكم السوائل في الرئتين والساقين والبطن.

ويُعتبر الوزن أمرًا أساسيًا في متابعة مرضى قصور القلب، إذ أنه يرتبط بفشل القلب الاحتقاني، السبب الرئيسي في دخول المستشفى، حيث تُستخدم مدرات البول، لزيادة إدرار البول وتقليل ضيق التنفس والتورم.

وأوضح البروفيسور فرانسوا روبيل، من مستشفى مونبلييه الجامعي، وقائد فريق البحث، أنه "عندما يشرب الأشخاص الأصحاء المزيد من السوائل خلال موجات الطقس الحار، ينظّم الجسم تلقائيًا إخراج البول من الجسم، وهذا لا ينطبق على مرضى قصور القلب لأنهم يتناولون مدرّات البول".

نتائج مفاجئة

وقام الباحثون بتقييم 1420 مريضًا يعانون من قصور القلب المزمن، وكان متوسط العمر 73 عامًا، ومتوسط الوزن 78 كيلوغرامًا؛ ودرسوا العلاقة بين وزن الجسم لدى المرضى ودرجة حرارة الهواء بين 1 يونيو/ حزيران و 20 سبتمبر/ أيلول 2019، وهي الفترة التي شهدت فيها فرنسا موجتي حرارة عالية.

واستخدم الباحثون نظام مراقبة عن بعد للحصول على معلومات عن الوزن والأعراض اليومية للمرضى، باستخدام مقياس وزن متصل يرسل تلقائيًا القياسات إلى العيادات.

وأبلغ المرضى عن أعراض يومية مثل التعب، وضيق التنفّس، والسعال.

وحلّل الباحثون العلاقة بين وزن المريض ودرجة حرارة الغرفة في نفس اليوم، ودرجة حرارة اليومين السابقين لقياس الوزن. ووجدوا أن علاقة قوية بين درجة الحرارة والوزن، حيث انخفض وزن المرضى مع ارتفاع درجة الحرارة.

وقال روبيل: "لقد فوجئنا برؤية انخفاض أوزان المرضى مع ارتفاع درجات الحرارة، وهو عكس التوقّعات، ولهذا السبب تمت برمجة نظام المراقبة عن بُعد لتنبيه الأطباء عند ازدياد وزن المرضى".

مع احتمال حدوث المزيد من موجات الحر نتيجة تغيّر المناخ، دعا الباحثون إلى استخدام أنظمة المراقبة عن بعد التي تنبّه الأطباء لفقدان الوزن لدى مرضى قصور القلب.

وبالإضافة إلى ذلك، أوضح روبيل أنه بالنسبة لمرضى قصور القلب الذين لا يخضعون للمراقبة عن بعد، فإن القاعدة الأساسية هي الاتصال بالطبيب في حال انخفاض وزنهم بمقدار كيلوغرامين خلال موجة الحر للحصول على المشورة بشأن تعديل الأدوية المدرة للبول".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close