الخميس 2 مايو / مايو 2024

انفراط عقد المعارضة التركية.. هل بات طريق الرئاسة سالكًا أمام أردوغان؟

انفراط عقد المعارضة التركية.. هل بات طريق الرئاسة سالكًا أمام أردوغان؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" المشهد التركي على وقع الخلافات التي برزت داخل تحالف "الطاولة السداسية" المعارض (الصورة: تويتر)
ما مصير تحالف "الطاولة السداسية" مع انسحاب حزب "الجيّد" منه؟ وما الأدوات التي تملكها المعارضة الآن لمواجهة أردوغان؟

بين الموت والملاريا، وصفت رئيسة حزب "الجيّد" التركي المعارض ميلار إكشينار موقفها من عملية اختيار مرشّح منافس للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قائلة إن حزبها "عالق بين فكّي كمّاشة".

وأضافت إكشينار أن "الطاولة السداسية" لم تعد تمثّل إرادة الشعب التركي، وأن حزبها يدعم ترشّح رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، أو رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو لانتخابات الرئاسة، وهو ما رفضته بقية الأحزاب الخمسة.

قبل ذلك، واسكاتًا لحناجر جمهوره المُصاب بالحيرة مما يحصل، كان تحالف "الطاولة السداسية" قد اضطُر إلى الإعلان في اختتام اجتماعه الثاني عشر التفاهم على مرشّح يُنافس الرئيس أردوغان. غير أنه أجّل البوح بهويته إلى اجتماع لاحق. في حين كشفت مصادر صحفية أن الاسم الذي وُضع على الطاولة مرشّحًا مشتركًا هو كليجدار أوغلو؛ لتطلب إكشينار تأجيل البتّ بالقرار.

وتؤكد معلومات سابقة أن قواعد حزبها كانت في حالة خلاف حاد حول اختيار هوية مَن يُمثّلها.

وبعد هذا الحرج الكبير الذي لحق بالمعارضة التركية، خرج زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو ليُقلّل من شأن انقسام الكتلة المناهضة لأردوغان، داعيًا أنصاره إلى الاطمئنان. بينما رجّحت مصادر صحفية أن تقوم الأحزاب الخمسة بترشيحه رسميًا بعد اجتماع السبت دون حزب "الجيد"؛ فيما سيعمد الأخير إلى ترشيح يافاش أو إمام أوغلو، وهو ما سيؤدي إلى اندلاع معركة داخلية في معسكر المعارضة.

"انقسام في الطاولة السداسية"

في المقابل، يبدو التحالف الداعم للرئيس أردوغان مرتاحًا لما حصل ويحصل، خاصة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تقول: إن الحزب الحاكم يحتفظ بقاعدة تأييد كبيرة، ولم يتأثر حتى بتداعيات الزلزال الذي ضرب تركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي.

وفي هذا الإطار، أوضح إسلام أوزكان الكاتب والباحث السياسي أن خطوة إكشينار هي عبارة عن انشقاق أو انقسام في "الطاولة السداسية"، مضيفًا أن تصريحاتها كانت حادة جدًا إلى حد اتهام كيلجدار أوغلو بأنه "ذو تطلّعات شخصية، وأغراض شخصية، وأنه ضحّى بالأهداف السامية للمعارضة من أجل مصلحته الشخصية".

وقال أوزكان في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: إن الموقف الأخير لإكشينار سيتّضح الإثنين المقبل، وخلال هذه الأيام الثلاثة قد تتغيّر الكثير من الأمور، مشيرًا إلى أن الخبراء السياسيين يعتبرون خطوة إكشينار "انتحارًا سياسيًا"، في ظل بعض المعلومات من داخل حزب "الجيّد" تفيد بحصول استقالات داخل الحزب في حال الانشقاق عن "الطاولة السداسية".

وأضاف أن هناك "ثورة" داخل  صفوف حزب "الجيّد" ضد إكشينار، لأن القاعدة الشعبية للحزب هي قاعدة معظمها قومية لكن علمانية، وبالتالي فإن جزءًا من هذه القاعدة سيصوّت لصالح تحالف "الطاولة السداسية".

"حدث استثنائي"

من جهته، رأى سعيد الحاج الباحث المتخصّص في الشأن التركي أن تركيا أمام حدث استثنائي، وديناميكية سريعة في التطوّرات، خاصة وأن القضية بالنسبة للأحزاب الستة لا تتعلّق بالفوز بالانتخابات فقط، بل بمرحلة ما بعد الانتخابات إن كان على المستوى الحزبي أو الجمهور التركي بالعموم.

وقال الحاج في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: إنّ مشروع إكشينار يهدف إلى التحوّل إلى الحزب المعارض الأكبر في برلمان ما بعد الانتخابات، أو حتى الحزب الأول في البلاد، وأن ترث التيار الشعبي الواسع في يمين الوسط.

وأضاف أنه على مستوى المعارضة، فإن إكشينار تريد أن تبقى في مظهر "صانعة الملوك"، أو الجهة التي ساهمت في إنجاح رئيس بلدية اسطنبول الكبرى، والتي ستساهم في نجاح الرئيس المقبل للبلاد.

"أمر غير لائق"

وأوضح أن توجّهات إكشينار نابعة من أن استطلاعات الرأي تُظهر أن كيلجدار أوغلو هو المرشّح الأقلّ حظًا في منافسة حقيقية مع الرئيس رجب طيب أردوغان، بينما تُشير استطلاعات رأي أخرى إلى أن يافاش أو إمام أوغلو يملكان حظوظًا أكبر في الفوز؛ كما أنه من الصعب على كليجدار أوغلو إقناع شرائح أخرى من القواعد الشعبية بالتصويت له.

بدوره، شرح أمير أشناس الدبلوماسي التركي السابق أن "حزب الشعب الجمهوري" الذي يتزعّمه كيلجدار أوغلو هو على رأس تحالف "الطاولة السداسية"، وبالتالي من الطبيعي أن يكون كليجدار أوغلو هو مرشّح هذا التحالف.

وقال أشناس في حديث إلى "العربي" من أنقرة: إن الأحزاب الأخرى في هذا التحالف أيدوا ترشّح كيلجدار أوغلو، مضيفًا أن الأسماء التي رشّحها حزب "الجيّد" هي من الحزب الذي يتزعّمه كليجدار أوغلو، وهو أمر "غير لائق" من الناحية السياسية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close