الخميس 16 مايو / مايو 2024

انقلاب بوركينا فاسو.. هل تنجح روسيا في سحب النفوذ الفرنسي من إفريقيا؟

انقلاب بوركينا فاسو.. هل تنجح روسيا في سحب النفوذ الفرنسي من إفريقيا؟

Changed

تقرير لـ"العربي" حول دور انقلاب بوركينا فاسو في تعزيز النفوذ الروسي في إفريقيا (الصورة: غيتي)
أطلق سياسيون وحقوقيون حركة "بوركينا روسيا" تدعو إلى التعاون مع موسكو، ويأتي ذلك بعد سلسلة من الإخفاقات الفرنسية في مناطق النفوذ التاريخية لباريس في إفريقيا.

ترافق صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صورة النقيب إبراهيم تراوري قائد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، ويرتفع العلم الروسي عاليًا في واغادوغو احتفالًا بنجاح الانقلاب الجديد.

في المقابل يهان العلم الفرنسي على أيدي المحتفلين وعلى ألسنتهم يُصنف العدو من الصديق، حيث يقول أحد المتظاهرين: "لا نريد فرنسا، نريد روسيا"، فيما يقول آخر: "نتمسك بموسكو لمواقفها الإيجابية".

ويبين المشهد الإفريقي عن سقوط مدو للقدم الفرنسية في أرض نفوذها التاريخي، في مقابل تحرك قادم للقدم الروسية في غرب إفريقيا، في تحول لافت أفصح عنه مؤيدو التعاون مع موسكو لتأسيس حركة باسم "بوركينا روسيا"، يطالب من خلالها مثقفون وسياسيون وحقوقيون بعقد شراكة جيو إستراتيجية مع موسكو.

ويقول ممثل حركة "بوركينا روسيا": "نعارض تواجد قوات أجنبية أخرى على أراضينا، فهم لا يستحقون الثقة".

وحتى قادة الانقلاب الجدد لا يخفون انقلابهم شطر روسيا، ويقول المتحدث باسم المجلس العسكري في بوركينا فاسو: إن الحالة الراهنة تدفعنا للبحث عن شركاء آخرين لمحاربة الإرهاب والدفاع عن أراضينا.

معادلة واضحة

باختصار، هي معادلة واضحة يريدها رفقاء تراوري، وهي تزويدهم بالأسلحة الروسية في حربهم على الجماعات المسلحة مقابل تقويض النفوذ الفرنسي في المنطقة، في صفقة ليست غائبة عن إدراك باريس.

ويوضح الجنرال ليوران ميشون قائد قوة برخان الفرنسية أن المرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية يتعاملون كتجار مخدرات، يقدمون جرعة مجانية وإصلاحات سريعة قبل أن يبحثوا عن مصالحهم الخاصة.

وترافق الاتهامات الفرنسية التحركات الروسية في القارة السمراء منذ دعم موسكو لرئيس إفريقيا الوسطى فوستين تواديرا، عام 2017، ثم دعم انقلاب الكولونيل أسيمي غويتا في مالي عام 2020، واليوم يأتي الدور على بوركينا فاسو حيث ترسم الراية الروسية خطوطًا جديدة في الجغرافيا الإفريقية بعيدًا عن خطوط فرنسا التاريخية.

والجمعة، أعلن إبراهيم تراوري، وهو ضابط بالجيش في بوركينا فاسو، أنه "أطاح" بالزعيم العسكري بول هنري داميبا.

وأعلن الانقلابيون الجدد تعيين تراوري حاكمًا عسكريًا خلفًا لداميبا، وتعليق العمل بالدستور وحل الحكومة والمجلس التشريعي الانتقالي، وإغلاق الحدود البرية والجوية.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أطاح عسكريون بقيادة داميبا بالرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close