الجمعة 17 مايو / مايو 2024

قائد الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو: الوضع تحت السيطرة

قائد الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو: الوضع تحت السيطرة

Changed

تقرير يضيء على الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو وحل الحكومة وتعليق العمل بالدستور (الصورة: غيتي)
استمرت حالة التوتر الشديد مع إلقاء عبوات غاز مسيل للدموع من داخل السفارة الفرنسية لتفريق متظاهرين اعتدوا على المبنى.

أكد الكابتن إبراهيم تراوري بعد يومين من تنصيب نفسه قائدًا عسكريًا لبوركينا فاسو أن الوضع تحت السيطرة، مطالبًا الناس اليوم الأحد بالامتناع عن أعمال التخريب التي تستهدف السفارة الفرنسية، بحسب بيان بثه التلفزيون الوطني.

لكن الوضع في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا لا يزال متوترًا بشدة بعدما اتهم تراوري الرئيس بول هنري داميبا أمس السبت بشن هجوم مضاد بعد الإطاحة به على ما يبدو في اليوم السابق.

وقرأ ضابط بالجيش بيانًا عبر التلفزيون الوطني جاء فيه "نود إبلاغ السكان بأن الوضع تحت السيطرة وتمت استعادة النظام"، وذلك بحضور تراوري وعسكريين آخرين بعضهم كانوا ملثمين.

وأعلن البيان استدعاء "الأمناء العامين لإدارات الوزارات المكلفين تسيير الشؤون الجارية" بعد ظهر الأحد.

وشكر تراوري المواطنين "على سلوكهم المدني وزخم دعمهم للتغيير النوعي المحقق"، ووجه لهم "دعوة للنأي بأنفسهم عن أعمال النهب والتخريب".

وظهرت التوترات في أنحاء العاصمة طوال يوم أمس السبت مع حدوث إطلاق نار متقطع بين فصائل متناحرة في الجيش.

تواصل التوتر

واستمرت حالة التوتر الشديد، اليوم الأحد، مع إلقاء عبوات غاز مسيل للدموع من داخل السفارة الفرنسية في واغادوغو لتفريق متظاهرين اعتدوا على المبنى.

وتجمع عشرات المتظاهرين المؤيدين لقائد الانقلاب الجديد إبراهيم تراوري أمام السفارة حيث أضرموا النار في حواجز حماية ورشقوا حجارة داخل المبنى الذي كان جنود فرنسيون يتمركزون على سطحه عندما أُطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع.

بوركينا فاسو
متظاهرون يضرمون النار في محيط السفارة الفرنسية- غيتي

وتمّت متابعة متظاهرين آخرين يزيلون الأسلاك الشائكة في محاولة لتسلق الجدار المحيط بالمبنى الدبلوماسي.

وكان متظاهرون قد استهدفوا بعد ظهر السبت مؤسستين فرنسيتين، إذ أضرموا النيران أمام السفارة الفرنسية في واغادوغو وأمام المعهد الفرنسي في بوبو ديولاسو غرب البلاد.

"إدانة فرنسية لأعمال العنف"

ودانت وزارة الخارجية في باريس "أعمال العنف ضد سفارتنا بأشد العبارات"، مضيفة أن "سلامة المواطنين" الفرنسيين تمثل "أولوية".

واعتبرت المتحدثة باسم الوزارة آن كلير ليجيندر أن أعمال العنف "نفذها متظاهرون عدوانيون تم التلاعب بهم من خلال حملة تضليل ضدنا"، ودعت "الجهات المعنية إلى ضمان أمن المقرات الدبلوماسية".

وساهم انتشار إشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي عن منح فرنسا الحماية للفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، رئيس المجلس العسكري المخلوع الجمعة، في إثارة غضب المتظاهرين المؤيدين لتراوري.

وقد نفت فرنسا وداميبا نفسه تلك الشائعات.

وقبل ساعات من إعلان إقالة داميبا مساء الجمعة، تظاهر مئات في واغادوغو للمطالبة برحيله وإنهاء الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل وإقامة تعاون عسكري مع روسيا.

نفوذ روسي 

ويتزايد نفوذ موسكو في العديد من البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية في السنوات الأخيرة، لا سيما في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وبعيدًا من السفارة الفرنسية، تجمع متظاهرون الأحد قرب مقر التلفزيون الوطني البوركيني حيث خُفض عدد المدرعات المنتشرة منذ الجمعة من عشرين إلى ثلاث عربات.

ونُظمت تجمعات صغيرة ليل السبت الأحد في عدة محاور رئيسية في العاصمة واغادوغو فيما حلقت فوقها مروحية عسكرية طوال الليل.

ولم يتراجع منسوب التوتر في العاصمة منذ إعلان مجموعة عسكرية بقيادة الكابتن إبراهيم تراوري مساء الجمعة إقالة رئيس المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل بول هنري داميبا.

وكان دامبيا قد أكد السبت أنه لا ينوي التنازل عن منصبه، داعيًا الانقلابيين الجدد إلى "العودة إلى المنطق لتفادي حرب بين الأخوة لا تحتاج إليها بوركينا فاسو في هذه الظروف" مع القتال الجاري ضد الجهاديين الذين يشنون هجمات منذ عام 2015.

ووصل داميبا إلى السلطة عن طريق انقلاب في يناير/ كانون الثاني أطاح الرئيس روش مارك كريستيان كابوري الذي فشل في احتواء العنف الجهادي.

لكن تزايدت في الأشهر الأخيرة الهجمات التي أوقعت عشرات المدنيين والعسكريين في شمال بوركينا فاسو وشرقها.

وتسببت الهجمات المنتظمة التي تشنها الحركات المسلحة التابعة للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية منذ عام 2015 في مقتل الآلاف وتشريد نحو مليوني شخص.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close