تداول فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على طفل فلسطيني قبل أسبوعين، داخل أحد المحلات التجارية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ووثقت كاميرات المراقبة في حارة جابر وسط الخليل، إجبار قوات الاحتلال الطفل على خلع قميصه وقيامهم بتمزيقه، وتهديد الصغير بعدم الكلام قبل أن يصفعه أحد الجنود، مشيرًا لصاحب دكانة البقالة حيث وقعت الحادثة بالتزام الصمت تحت التهديد.
وبدا أن الجندي الذي أمر الطفل بخلع قميصه الأسود قد استشاط غيظًا من الرسم الذي حمله، وهو بندقية باللون الأبيض.
واحتمى الطفل الذي كان يرافقه طفل آخر أصغر منه، بسيدة بدت وكأنها والدته، فيما كان جنود الاحتلال داخل المتجر بكامل عتادهم العسكري وأسلحتهم.
وقد لاقى المشهد ردود أفعال كبيرة على مواقع التواصل، فقال أحد الناشطين الأجانب على منصة إكس إن "الإسرائيليين يُعذبون ويتنمرون على طفل بدون سبب، إسرائيل مكان فظيع". فيما دان آخر نظام الأبارتهايد الإسرائيلي.
العام الأكثر دموية
وفيما تشهد مدن وبلدات الضفة الغربية تصعيدًا إسرائيلي عسكريًا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، عُد العام الماضي الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للأطفال في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وفق إفادة سابقة للمديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ففي ختام 2023، أصدرت أديل خضر، المسؤولة الأممية في اليونيسف، بيانًا قالت فيه إنه وبينما "يراقب العالم برعب" الوضع في قطاع غزة، يعيش الأطفال في الضفة الغربية "كابوسًا خاصًا بهم".
وأردفت بالقول إن "العيش مع شعور شبه دائم بالخوف والحزن أمر شائع جدًا بالنسبة للأطفال المتأثرين".
وقد أفاد العديد من الأطفال بأن الخوف أصبح جزءًا من حياتهم اليومية، حيث يشعر الكثير منهم بالخوف حتى أثناء السير إلى المدرسة أو اللعب في الخارج بسبب التهديد بإطلاق النار وغيره من أعمال العنف المرتبطة بالنزاع".
وفي الأسابيع الـ 12 الأخيرة وحدها من العام 2023، استشهد 83 طفلًا في الضفة، وهو ما يمثل أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين استشهدوا في عام 2022 بأكمله، وسط تزايد العمليات العسكرية. كما أصيب أكثر من 576 آخرين، فيما تفيد التقارير بأن اعتقال الأطفال مستمر.