Skip to main content

بايدن متمسّك بتشدده تجاه "فيلق القدس".. هل من حل وسط للوصول إلى اتفاق؟

السبت 9 أبريل 2022

شدّدت الولايات المتحدة الجمعة على إبقاء "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" على لائحتها السوداء "للمنظمات الإرهابية".

وتعتبر هذه المسألة أحد شروط طهران للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

والخميس، قال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أمام الكونغرس: "برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية".

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تتشارك هذا الرأي مع الجنرال ميلي، بدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركي جالينا بورتر الجمعة مؤيدة للأمر.

وقالت لصحافيين إن "الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان بأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إرهابي".

لا تنازل عن التصنيف

بدورها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن الرئيس جو بايدن "لا ينوي التنازل عن التصنيف الإرهابي، على الرغم من أن هذا قد يكون بمثابة نهاية للاتفاق المحتمل".

وأضاف المسؤول للصحيفة: "يقع العبء على إيران في ما إذا كان لدينا اتفاق نووي. سوف يلتزم الرئيس بالمبادئ الأساسية. الإيرانيون يعرفون وجهات نظرنا".

وتتقاطع تصريحات المسؤول مع التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية أنتوني بلينكين في وقت سابق هذا الأسبوع، حين أكد أن "الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أنه "غير متفائل بشكل مفرط بشأن احتمالات التوصّل إلى اتفاق حول النووي الإيراني".

وعام 2019، أدرجت واشنطن الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، وفُرضت عليه عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا عام 2017. كما تم تصنيف "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري، منظمة إرهابية عام 2007.

حل وسط؟

ومنذ عام، تتعثّر محاولات إحياء الاتفاق، وكان آخر العقبات الرئيسية مطالبة إيران للولايات المتحدة بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمة الإرهابية الأجنبية"؛ فيما حثّت الدول الأوروبية الولايات المتحدة على إيجاد صيغة حل وسط من شأنها أن تُنقذ الاتفاق.

ويبدو أن الإدارة الأميركية باتت تفرّق بشكل أكثر بين "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" اللذين نُسب إليهما العديد من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، ما يعطي مؤشرًا إلى مقترح أميركي بحلّ وسط.

وبالتالي، من الممكن نظريًا، شطب "الحرس الثوري" عن اللائحة السوداء وإبقاء "فليق القدس" مدرجًا عليها.

وذكرت "واشنطن بوست" أن بايدن ينظر إلى مسألة الحرس الثوري الإيراني على أنها منفصلة عن المحادثات النووية، على الرغم من إصرار إيران على أن هناك صلة بينهما.

ويصر بايدن والمسؤولون الأميركيون الآخرون على اعتقادهم أن أنشطة الحرس الثوري، من خلال شبكة الوكلاء، تؤثر بشكل مباشر على سلامة الأفراد الأميركيين وشركائها في المنطقة.

ورغم ذلك، أكدت الصحيفة أن "الإدارة الأميركية لا تريد الابتعاد عن المفاوضات مع إيران، ومن المحتمل أن تتفاوض مع الحلفاء الأوروبيين على صيغة مقبولة ترضي رغبة بايدن في عدم مكافأة منظمة قتلت الآلاف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مئات الأميركيين".

وأواخر مارس/ آذار الماضي، أكد المفاوض الأميركي روبرت مالي أن "الحرس الثوري" سيبقى خاضعًا للعقوبات الأميركية حتى لو شُطب عن اللائحة السوداء، وأن نظرة الولايات المتحدة للحرس لن تتغيّر.

وبحسب خبراء عديدين، فإن هذا التصريح لا يعني بالضرورة أن الأميركيين يرفضون شطب "الحرس الثوري" عن لائحتهم السوداء، لأن قادته سيبقون على أي حال يرزحون تحت وطأة عقوبات أخرى.

وأمس الجمعة، بدت جالينا بورتر داعمة لهذه الفكرة، وقالت: "أريد أن أذكّر بأن من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 منها تستهدف بشكل محدّد أشخاصًا مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة