السبت 11 مايو / مايو 2024

بايدن "مقتنع" أن بوتين "اتخذ قراره".. هل تصبح روسيا "دولة منبوذة"؟

بايدن "مقتنع" أن بوتين "اتخذ قراره".. هل تصبح روسيا "دولة منبوذة"؟

Changed

نافذة خاصة ضمن "العربي اليوم" حول التطورات المتسارعة على خط الأزمة الأوكرانية (الصورة:غيتي)
اعتبر بايدن أنّ الوقت "لم يفت" على روسيا للحوار، لكنه حذر من أنّ بدء الاجتياح "سيعني إغلاق باب الدبلوماسية وبدء فرض الثمن الاقتصادي الباهظ".

ترتفع أكثر فأكثر حدّة التصعيد والمواجهة الغربية الروسية على خط الأزمة الأوكرانية، مع استمرار "قرع طبول" الحرب، الذي بدأ في الساعات الأخيرة يأخذ منحى دراماتيكيًا غير مسبوق.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي عقده، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "اتخذ قراره" بغزو أوكرانيا، "بناء على قدراتنا الاستخبارية الهائلة".

وجدّد بايدن القول إنّ روسيا ستهاجم أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أنّ الهدف هو الاستيلاء على كييف. وأكد أنّ واشنطن وحلفاءها سيدعمون الشعب الأوكراني في حال الاجتياح.

وإذ اعتبر أنّ الوقت "لم يفت" على روسيا للجلوس على طاولة الحوار، حذر من أنّ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا "سيعني إغلاق باب الدبلوماسية وبدء فرض الثمن الاقتصادي الباهظ".

"دولة منبوذة"

وفي وقت سابق، حذّر مسؤول كبير في البيت الأبيض الجمعة من أنّ العقوبات التي ستفرضها الولايات المتّحدة وشركاؤها على موسكو إذا ما قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا ستجعل من روسيا دولة "منبوذة".

وقال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض لشؤون الاقتصاد الدولي داليب سينغ للصحافيين إنّ روسيا "ستصبح دولة منبوذة بالنسبة إلى المجتمع الدولي"، مشيرًا إلى أنّه "سيتمّ عزلها من الأسواق المالية الدولية وحرمانها من المساهمات التكنولوجية الأكثر تطوّرًا".

 

وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة "مستعدة" في حال حاولت روسيا استخدام موارد الطاقة وسيلة ضغط.

وقال سينغ للصحافيين: "لقد اتّخذنا إجراءات للتنسيق مع أكبر مستهلكي الطاقة ومنتجيها لنضمن أنّ لدينا إمدادات طاقة متواصلة وأسواق طاقة مستقرة".

وسبق أن أكدت واشنطن أنّ خط نورد ستريم 2 لنقل الغاز والذي يربط روسيا بألمانيا من طريق البحر، لن يبدأ تشغيله إذا تم اجتياح اوكرانيا.

روسيا "مسؤولة" عن الهجمات السيبرانية

وخلال المؤتمر الصحافي نفسه، قالت آن نويبرغر مستشارة البيت الأبيض لعمليات القرصنة المعلوماتية: "نرى أنّ الدولة الروسية هي المسؤولة عن الهجمات السيبرانية التي استهدفت مصارف أوكرانية هذا الأسبوع"، وذلك مع بلوغ التوتر ذروته مع موسكو في الأزمة حول أوكرانيا.

من جهتها، اتّهمت الحكومة البريطانية الاستخبارات الروسية بالوقوف خلف الهجمات السيبرانية التي استهدفت هذا الأسبوع مواقع إلكترونية تابعة لكييف ومصارف في أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إنّ "الحكومة البريطانية تعتبر أنّ الاستخبارات العسكرية الروسية ضالعة في الهجمات" المعلوماتية التي استهدفت "هذا الأسبوع قطاع المال في أوكرانيا".

"أكبر حشد" منذ الحرب الباردة

وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مساء الجمعة أنّ أوروبا تشهد راهنًا "أكبر حشد لقوات عسكرية" منذ الحرب الباردة، مع وجود نحو 150 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، بحسب تقديرات الدول الغربية.

وصرّح ينس ستولتنبرغ لقناة "زد دي إف" الألمانية أنّ الأمر "يتجاوز بكثير (إجراء) مناورات" و"روسيا قادرة بالتأكيد (...) على مهاجمة" أوكرانيا.

وقدّر مسؤول أميركي الجمعة أنّ لدى روسيا 190 ألف جندي في محيط أوكرانيا وداخل أراضيها، مع احتساب القوات الانفصالية. وحتى الآن، تحدثت الدول الغربية عن 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ في هذا الصدد: "ليس هناك أدنى شك في أنّنا نشهد أكبر حشد لقوات عسكرية منذ نهاية الحرب الباردة"، وذلك على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ الذي افتتح الجمعة.

وأكّد الأمين العام للأطلسي أنه يتابع من كثب النقاش الذي تشهده السويد وفنلندا في شأن احتمال انضمامهما إلى الحلف بسبب التوترات بين روسيا وأوكرانيا، علما أنهما ليستا عضوين فيه.

وأضاف: "نستمع باهتمام بالغ الى ما يصدر من السويد وفنلندا، لم تعلنا ترشحهما" للانضمام الى الحلف، "ولكنهما لا تريدان أيضًا أن يغلق الحلف الباب في حال أرادتا يومًا القيام بذلك".

هل تستخدم روسيا "نفوذها"؟

في غضون ذلك، حضّت فرنسا وألمانيا الجمعة روسيا على "استخدام نفوذها" لدى الانفصاليين في شرق أوكرانيا "للدعوة الى ضبط النفس والمساهمة في احتواء التوتر".

وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربولك ونظيرها الفرنسي جان-إيف لودريان في بيان مشترك إنّ "الانتهاكات العديدة لوقف إطلاق النار على طول خط الجبهة خلال الأيام الأخيرة تثير قلقًا بالغًا"، منددين "باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف مناطق مدنية من دون تمييز".

وتصاعدت الجمعة المخاوف من تدخل عسكري روسي في أوكرانيا مع توتر الوضع الميداني بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الأوكرانية في حوض دونباس الذي يشهد نزاعًا مسلحًا منذ 2014.

ودعا القادة الانفصاليون إلى إجلاء المدنيين القاطنين هذه المنطقة، متهمين كييف بالتحضير لغزو، الأمر الذي نفته السلطات الأوكرانية.

ولاحظت باريس وبرلين "أننا لم نر أيّ دليل على هذه الاتهامات".

وأعرب الوزيران المشاركان في مؤتمر الامن في ميونيخ حتى الأحد، عن خشيتهما من "أن تستخدم الحوادث التي تم تركيز الضوء عليها ذريعة لتصعيد عسكري محتمل" في أوكرانيا التي تحشد موسكو على حدودها عشرات آلاف الجنود. 

واتهم الاميركيون والبريطانيون موسكو بالسعي الى اختلاق ذريعة في اراضي الانفصاليين لاجتياح اوكرانيا. وينتشر نحو 150 الف جندي روسي على الحدود الاوكرانية.

وتجددت أعمال العنف منذ يومين على طول خط الجبهة، وتبادل الأوكرانيون والانفصاليون الاتهامات باستخدام السلاح الثقيل واستهداف مدنيين.

واعتبر بوتين الجمعة أن الوضع في شرق أوكرانيا يتدهور.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close