الجمعة 10 مايو / مايو 2024

"مطالب من الحرب الباردة".. برلين تتهم موسكو بتهديد أمن أوروبا

"مطالب من الحرب الباردة".. برلين تتهم موسكو بتهديد أمن أوروبا

Changed

قراءة تحليلية ضمن برنامج "للخبر بقية" لآخر تطورات الأزمة الأوكرانية والتحركات الروسية الأخيرة (الصورة: غيتي)
يجتمع قادة دوليّون ودبلوماسيّون في ميونيخ بجنوب ألمانيا، لإجراء مناقشات حول قضايا الدفاع والأمن في ظل التوتر المتصاعد بشأن الأزمة الأوكرانية.

اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، أنّ روسيا تُعرّض أمن أوروبا للخطر عبر "مطالب تعود إلى الحرب الباردة"، في موقف يأتي قبيل انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن السنوي الذي ستُهيمن عليه الأزمة الأوكرانية.

وجاء الموقف الألماني فيما لا تزال المخاوف متصاعدة بشأن غزو روسي لكييف، على الرغم من حديث موسكو عن انسحاب قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية.

سحب قوات روسية

وفي أحدث تحركات عسكرية لروسيا، أفادت وكالة أنباء "إنترفاكس" نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية، بأنّ عددًا من وحدات المشاة الميكانيكية الروسية عادت إلى قواعدها في منطقتي داغستان والشيشان بعد الانتهاء من تدريبات في شبه جزيرة القرم.

وعلى الرغم من عملية الانسحاب لبعض القوات من الحدود مع أوكرانيا، إلا أنّ المخاوف الغربية لا تزال متصاعدة من احتمال شن روسيا عملية واسعة النطاق ضد كييف.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الخطر بشأن الهجوم الروسي "مرتفع جدًا" ووشيك، متجاهلًا التأكيدات الأخيرة لموسكو بشأن انسحاب جزئي لقواتها المتمركزة منذ أسابيع على الحدود الأوكرانية. وتقول كييف ودول غربية إنه يجري استبدال بعض الوحدات والمعدات بأخرى على ما يبدو.

"تهديد" نظام السلام الأوروبي

أما في برلين، فقد صرحت وزيرة الخارجية الألمانية في بيان، أنه "مع نشر غير مسبوق لقوّات على الحدود مع أوكرانيا ومطالب تعود إلى الحرب الباردة؛ تتحدى روسيا المبادئ الأساسيّة لنظام السلام الأوروبي"، داعية موسكو إلى البرهنة على "جهود جدية لخفض التصعيد".

ويجتمع قادة دوليّون ودبلوماسيّون رفيعو المستوى في ميونيخ بجنوب ألمانيا من الجمعة إلى الأحد، لإجراء مناقشات حول قضايا الدفاع والأمن.

ويعقد هذا المؤتمر السنوي في ذروة توتر بين موسكو والغرب الذي يخشى من أن تكون القوات الروسية تستعد لغزو أوكرانيا.

كما ستعقد اجتماعات بصيغ مختلفة في ميونيخ بحضور نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وعادة يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا المؤتمر السنوي، لكنه لم يقرر الحضور هذا العام.

فرصة "ضائعة"

وقالت بيربوك: إن غياب لافروف يشكل "فرصة" ضائعة. وأضافت: "في هذا الوضع الحالي الخطير جدًا تحديدًا كان من المهم للغاية مقابلة ممثلين روس".

وستترأس وزيرة الخارجية الألمانية السبت اجتماعًا لنظرائها في دول مجموعة السبع مخصصًا لأوكرانيا. وقالت: إنّ هذا الاجتماع لوزراء خارجية ألمانيا التي تتولى رئاسة مجموعة السبع حاليًا، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان وكندا وإيطاليا، سيسمح بتوجيه "رسالة وحدة".

وأضافت: "نحن مستعدون لحوار جاد حول الأمن للجميع. حتى خطوات صغيرة باتجاه السلام أفضل من خطوات كبيرة باتجاه الحرب، لكننا بحاجة إلى إجراءات جدية لخفض التصعيد من قبل روسيا".

وأكدت أن "التصريحات عن الرغبة في حوار يجب أن تكون مدعومة بعروض حقيقية للحوار، والإعلانات عن انسحاب للقوات يجب أن ترافقها انسحابات يمكن التحقق منها".

دعوات إلى خفض التصعيد

وفيما يتعلق بالاتصالات السياسية حول الأزمة، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أنه حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إيجاد حل دبلوماسي "مقبول" للتوتر الحاصل في الملف الأوكراني، وذلك بعد مباحثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عقدها مع بوتين.

ولفت كيشيدا إلى أنّه أبلغ الرئيس الروسي أنّ طوكيو تتابع بقلق عميق التوتر الحاصل بين روسيا وأوكرانيا، كما ذكر أنه أكد لبوتين أن اليابان تعارض استخدام القوة لتغيير الوضع القائم.

بدورها، قالت وكالة "كيودو" للأنباء، نقلًا عن مسؤول ياباني، إنّ بوتين أبلغ كيشيدا أن روسيا لا تنوي احتلال أوكرانيا.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن فقد تباحث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي حول التوتر المتصاعد في الأزمة الأوكرانية.

وأفاد البيت الأبيض في بيان، الخميس، بأن بايدن ناقش مع دراغي مسألة الحشود العسكرية الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا والجهود الدبلوماسية وجهود الردع المتواصلة.

وجدد الطرفان التزام بلديهما بوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستعدادهما لفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا حال إقدامها على غزو أوكرانيا.

ومؤخرًا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجومًا" على أوكرانيا.

لقاء مرتقب بين بلينكن ولافروف

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس الخميس، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع المقبل "إذا لم تغزُ روسيا أوكرانيا".

وقال المتحدث إنّ بلينكن عرض لقاء لافروف "في أوروبا الأسبوع المقبل. وقد ردَّ الروس باقتراح مواعيد في نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما وافقنا عليه شرط ألا يحصل غزو روسي لأوكرانيا".

وأضاف: "إذا أقدموا على الغزو في الأيام المقبلة، فسيظهر ذلك بوضوح أنهم لم يكونوا أبدًا جادين بشأن الدبلوماسية".

من جهته، أفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي سيجري بعد ظهر الجمعة محادثات مع قادة الدول عبر الأطلسي "بشأن القوات العسكرية الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا" والجهود المبذولة لتغليب الدبلوماسية.

ووفقًا لبرنامج رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، سيشارك في هذه المحادثات التي تنظم عن بُعد قادة كل من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close