وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، صباح اليوم الخميس، إلى قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي يشارك فيها حوالى خمسين من القادة الأوروبيين في مولدوفا.
ويأتي هذا الاجتماع الموسع، في دولة تشهد على الحرب الدائرة في أوكرانيا المجاورة، كما تعيش في ظل خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها.
ويجتمع حوالى 50 من القادة الأوروبيين على بعد عشرين كيلومترًا فقط عن أوكرانيا، لتوجيه رسالة دعم لهاتين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، بعد أن استهدف قصف جوي جديد شديد على كييف، خلال الليلة الماضية، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقال الرئيس الأوكراني فور وصوله: "أنا سعيد لوجودي هنا" قبل أن يشكر شعب مولدوفا "على استقباله العديد من اللاجئين منذ اليوم الأول للحرب". وأضاف: "مستقبلنا في الاتحاد الأوروبي. أوكرانيا مستعدة أيضًا للانضمام لحلف شمال الأطلسي".
❗️The war will continue until Ukraine wins, Volodymyr #Zelensky stated at the European Political Community Summit in #Moldova The President also said that #Ukraine is ready to join #NATO, but is waiting for the alliance to be ready. pic.twitter.com/807Kj5HwTX
— KyivPost (@KyivPost) June 1, 2023
غياب أردوغان
ويتوقع وصول رؤساء دول وحكومات 47 بلدًا تواليًا إلى قلعة ميمي، وهي مصنع نبيذ يقع في قرية بولبواكا على بعد نحو 35 كيلومترًا عن العاصمة كيشيناو للمشاركة في هذا الاجتماع الثاني لـ"الأسرة الأوروبية". وقالت رئيسة مولدوفا مايا ساندو: "سنعيد تأكيد دعمنا لأوكرانيا التي تقاوم العدوان الروسي".
في المقابل، سيتغيّب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي عن الاجتماع، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وكما النسخة الأولى من هذا الاجتماع الذي عقد في براغ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ستلتقط "صورة عائلية" جماعية للمشاركين في البلدة القريبة من تيراسبول عاصمة ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة في شرق البلاد.
لماذا مولدوفا؟
وهذا المنتدى، وهو أوسع من الاتحاد الأوروبي (20 بلدًا مدعوا بالإضافة إلى 27 دولة عضو في الكتلة)، وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث يجمع دولًا ذات اهتمامات استراتيجية مختلفة مثل أرمينيا وايسلندا والنروج وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة وصربيا وأذربيجان.
أما مولدوفا، فسيشكل هذا التجمع محطة مهمة وفرصة للتعبير مجددًا وبقوة، عن إرادتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أقرب فرصة، إذ قالت الرئيسة مايا ساندو، أمس الأربعاء إن "وجود جميع هؤلاء القادة في بلادنا يبعث برسالة واضحة مفادها أن مولدافيا ليست وحدها"، مشددة على أن "مكان مولدافيا في الاتحاد الأوروبي".
وقد تلقت ساندو رسالة تشجيع من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، التي أشادت بـ"التقدم الهائل" الذي حققته البلاد في إصلاحاتها.
ساندو كانت في انتظار زيلينسكي حين توجهت له عبر تويتر بالقول: "نحن معجبون بالأوكرانيين لإظهارهم قوة لا تصدق في الدفاع عن الوطن والقانون الدولي"، وأضافت: "نحن ممتنون لدفاعك البطولي، ونتضامن معك ومع جهودك لإعادة السلام. ولديك شريك موثوق فيه يمكنك الاعتماد عليه".
Dear President @ZelenskyyUa, we admire Ukrainians for showing incredible strength in defending homeland & intl law. We’re grateful for your heroic defence & we stand in solidarity w/ you & your efforts to bring back peace. You have a reliable partner in 🇲🇩 that you can count on. pic.twitter.com/EpPdYyzdjf
— Maia Sandu (@sandumaiamd) June 1, 2023
كييف بين "الاتحاد والحلف"
ويشكل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مسألة عاجلة بالنسبة إلى أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية جزئيًا. ورغم أنها حصلت على وضع مرشح رسمي هي ومولدوفا في يونيو/ حزيران 2022، فالطريق ما زال طويلًا. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في حوكمته و"ابتكار صيغ عدة" لتلبية هذه التطلعات.
ويتوقع أيضًا أن يناقش القادة المجتمعون أمن أوكرانيا، في الوقت الذي يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوسلو، للرد على طلب كييف للانضمام إلى هذا التحالف العسكري.
كوسوفو وإقليم كاراباخ
على صعيد آخر، ستكون قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" مناسبة لبعض المناقشات الثنائية أو بحضور محدود بين القادة. وقد تساهم في خفض التوتر في شمال كوسوفو، حيث اندلعت أعمال عنف، نهاية الأسبوع الماضي، بين الشرطة ومتظاهرين صرب.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن رغبته في لقاء رئيس كوسوفو والرئيس الصربي، اليوم، مع المستشار الألماني أولاف شولتس. ودان أمس "مسؤولية" سلطات كوسوفو في تفاقم الأوضاع في هذا البلد، بعد الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن إصابة 30 جنديًا من قوات الناتو.
41 Nato Kfor Soldaten in Zvecan #Kosovo von #Serben verletzt #Serbien pic.twitter.com/XSF5EMik74
— michimillen (@michimillen) May 29, 2023
وقاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في نيسان/أبريل في هذه المناطق تحديًا لبريشتينا، وأسفرت عن انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3,5 %. أشعل تنصيبهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو أزمة جديدة.
من جانب آخر، يفترض أن يجتمع لرئيس الوزراء الأرمني والرئيس الأذربيجاني، برعاية إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وتتواجه يريفان وباكو منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني كاراباخ الأذربيجانية التي تسكنها غالبية من الأرمن. وتكثفت المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان ويبدو أنها أحرزت تقدمًا في الأسابيع الأخيرة، بدفع من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، التقيا في القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية في براغ.