الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بروفة لما قد يحصل في أوكرانيا.. اللاجئون والحرب المنسية في سوريا

بروفة لما قد يحصل في أوكرانيا.. اللاجئون والحرب المنسية في سوريا

Changed

ناقش الصحافي التركي يوسف إرم أبعاد المشروع التركي لإعادة اللاجئين السوريين إلى إدلب (الصورة: غيتي)
يقوم مسؤولو الأمم المتحدة بإفراغ مستودعاتهم لتخزين المساعدات في سوريا في حالة استخدام روسيا حقّ النقض ضدّ مواصلة عمليات التسليم عبر معبر باب الهوى لمدة عام آخر.

بعد 11 عامًا من الحرب والدمار وخيبات الأمل الدبلوماسية، أصبحت سوريا مثالًا تحذيريًا لما يُمكن أن يحدث في الحرب الروسية على أوكرانيا التي دخلت يومها الـ100 من دون أي نهاية تلوح في الأفق.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن مخبز عائلة علاء الدين السورية في هاتاي، أصبح رمزًا لما يصفه المسؤولون الأميركيون بأنه مثال على صمود اللاجئين الذين يحاولون النجاة من صراع يخشى كثيرون أنه قد تم نسيانه.

وقالت ليندا توماس غرينفيلد، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، خلال زيارتها للمخبز هذا الأسبوع: "هذه الزيارة تؤكد لنا أن اللاجئين يمكن أن يكونوا مساهمين في أي بلد يلجأون إليه. وأنا أكدت لهم أننا لم ننس سوريا".

غرينفيلد في هاتاي
غرينفيلد في هاتاي- رويترز

وتوقّفت المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، لكن توماس-غرينفيلد، قالت إنها ستُحاول إعادة فتح المناقشات مع الدبلوماسيين الروس في الأمم المتحدة للحفاظ على تدفّق المساعدات لسوريا، ولضمان ألا تستخدمها موسكو ورقة مساومة مع الدول الأخرى لكسب النفوذ في أوكرانيا.

وقال عمار السلمو، عضو الخوذ البيضاء، وهي منظمة إنقاذ تعمل في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون ومعظمها في شمال غرب البلاد، إن التواصل العالمي بشأن سوريا أصبح "غائبًا".

وأضاف السلمو: "لا يوجد تحرك بشأن سوريا، وأنا آسف جدًا أن أقول إن هذه الحرب انتقلت إلى أوكرانيا، وتكتيك الحرب ذاته، يحدث الآن في أوكرانيا، وكذلك نفس المعاناة"، مضيفًا أن "ما حدث في سوريا هو بروفة لما حدث في أوكرانيا لاحقًا".

"من دون المساعدة سيموت الأطفال"

وهذا الأسبوع، أمضت توماس-غرينفيلد يومين في هاتاي، وسافرت إلى الحدود السورية، لتقييم التداعيات المحتملة إذا اضطرت الأمم المتحدة إلى إنهاء تسليم المساعدات إلى إدلب في يوليو/ تموز، كما يتوقّع العديد من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة.

وبالفعل، يقوم مسؤولو الأمم المتحدة بإفراغ مستودعاتهم لتخزين المساعدات في سوريا في حالة استخدام روسيا حقّ النقض ضد إجراء سنوي لمجلس الأمن من شأنه أن يسمح بمواصلة عمليات التسليم عبر معبر باب الهوى لمدة عام آخر. وينتهي السماح باستخدام نقطة العبور هذه، والساري منذ 2014، في 10 يوليو.

وقال مارك كاتس، منسق الأمم المتحدة للإغاثة في سوريا، إن عملية المساعدات الإنسانية كانت الأكبر في العالم، حيث تم تسليم أكثر من 56000 شاحنة من الإمدادات المنقذة للحياة منذ عام 2014؛ استفاد منها نحو أربعة ملايين شخص في سوريا- بينهم 1.7 مليون يعيشون في الخيام.

وبينما أكد كاتس أنه "لا ينبغي لأحد أن يعيش في الخيام لأكثر من عقد من الزمان. ونحن بالفعل لا نقدم المساعدة المطلوبة"، كانت توماس-غرينفيلد أكثر صراحة، حين قالت: "من دون المساعدة، سيموت الأطفال".

أما على الجانب التركي من الحدود، المعروف باسم "النقطة صفر" (Point Zero)، فقال نائب حاكم هاتاي أورهان أكتورك، إن حجم المساعدة يبدو أقل مما كان عليه في الماضي، مضيفًا أن مهمة الأمم المتحدة "يجب أن تمدد".

والخميس، أجرت توماس غرينفيلد اتصالًا هاتفيًا بنائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، حيث اتفقا على أهمية استمرار تدفق مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا.

غير أن تركيا تصرّ على إعادة اللاجئين السوريين إلى ما أسمته "المناطق الآمنة" في إدلب.

وبالفعل، بدأت الحكومة التركية ببناء ما يقدّر بنحو 100 ألف منزل في إدلب للاجئين العائدين وغيرهم من السوريين في عملية، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأربعاء، إنها ستكون طوعية. كما تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببناء مدارس ومستشفيات في سوريا للاجئين العائدين.

وأكد الصحافي التركي يوسف إرم أن تركيا لن تترك اللاجئين السوريين، وأنها قامت بما يتوجب عليها فعله لحمايتهم من الخطر.

وأشار إرم، في حديث إلى "العربي"، إلى أنه مع تداول الحلول السياسية، وانخفاض منسوب التصعيد الأمني، فإن أنقرة تريد اتخاذ تلك الخطوات لتؤكد على فرصة عودتهم طواعية إلى بلدهم بأنها مستدامة وغير قسرية. 

غير أن محمد فيصل، اللاجئ السوري المقيم في تركيا، قال إنه لا يمكنه العودة إلى سوريا، مؤكدًا أن الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في سوريا "في وضع صعب للغاية".

وأكد أنه من دون مساعدة دولية "يمكنك اعتبار هؤلاء الأشخاص أمواتًا".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close