الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بسبب تغير المناخ والمبيدات الحشرية.. "اليعسوب" و"الدامسيلفليز" مهدّدة بالانقراض

بسبب تغير المناخ والمبيدات الحشرية.. "اليعسوب" و"الدامسيلفليز" مهدّدة بالانقراض

Changed

هناك 6016 نوعًا من اليعسوبيات حول العالم
هناك 6016 نوعًا من اليعسوبيات حول العالم (غيتي)
في أوروبا وأميركا الشمالية، تعتبر المبيدات الحشرية والملوّثات، وكذلك تغير المناخ من أكبر التهديدات التي تواجه هذه الحشرات.

حذّر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من أن حشرات "اليعسوب" و"الدامسيلفليز" تُحتضر نتيجة لتراجع الأراضي الرطبة التي تشكّل الموطن الطبيعي لهذه الحشرات الملونة الأنيقة التي يواجه ما لا يقل عن سدس أنواعها خطر الانقراض.

وهذه هي المرة الأولى التي يعدّ فيها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، دراسة عن وضع أنواع "اليعسوب والدامسيلفليز" -أودوناتا- المسجلة في العالم والبالغ عددها 6016 نوعًا.

ولاحظ الاتحاد في تحديث لقائمته الحمراء، التي تشكّل جردة عن الوضع في مجال حفظ النباتات والحيوانات، أن 16% من هذه الأنواع عرضة للانقراض.

حاجة لحماية التنوع البيولوجي

وشدّد المدير العام للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة برونو أوبيرل، على أن "القائمة الحمراء تؤكد، من خلال تسليطها الضوء على خسائر اليعسوب في العالم، الحاجة الملحة إلى حماية الأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي الغني الذي تؤويه".

ونبّه إلى أن "هذه المنظومات البيئية تضمحل بمعدل أسرع ثلاث مرات من الغابات في كل أنحاء العالم".

وأشار تقرير صادر عن اتفاق رامسار بشأن الأراضي الرطبة، أن 35% من هذه الأراضي في العالم، من بحيرات وأنهار ومستنقعات أو حتى مناطق ساحلية أو بحرية، اختفت بين عامي 1970 و2015.

وأوضح بيرل أن الأراضي الرطبة غالبًا ما تبدو غير مؤاتية للبشر، إلا أنها توفّر خدمات أساسية، حيث "تخزّن الكربون وتوفر مياها نظيفة وغذاءً وتحمي من الفيضانات، وهي موطن لواحد من كل عشرة أنواع معروفة في العالم".

مؤشر صحة

وبالتالي، تعد حشرات "أودوناتا" مؤشرًا ممتازًا إلى صحة الأراضي الرطبة.

وقال المسؤول عن "القائمة الحمراء" في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة كريغ هيلتون تايلور، لوكالة فرانس برس: إن "حشرات اليعسوب والدامسيلفليز تتأثر بدرجة كبيرة بالتغيرات في البيئة، وتشكّل جرس إنذار لما يحدث في الأراضي الرطبة في كل أنحاء العالم".

ونظرًا إلى نقص في البيانات عن عدد من الأنواع التي شملها التقويم، يستحيل تحديد ما إذا كانت مهددة أم لا، لكن تايلور أبدى قلقه من أن 40% من الأنواع قد تصنّف في الواقع على أنها "مهدّدة بالانقراض".

ولاحظت الدراسة أن الوضع متدهور جدًا في جنوب آسيا وجنوب شرقها، حيث بات أكثر من ربع "أودوناتا" معرضًا للخطر، بفعل عمليات التطهير والتجفيف الرامية إلى إفساح المجال لمزارع زيت النخيل.

وفي أوروبا وأميركا الشمالية، تعتبر المبيدات الحشرية والملوّثات، وكذلك تغير المناخ من أكبر التهديدات التي تواجه هذه الحشرات.

ولاحظ هيلتون تايلور أن تغير المناخ هو "العامل الرئيس"، لأنه يسبب الجفاف الذي ينعكس بطريقة مدمرة على موطنها، علمًا أن حشرات اليعسوب هي أيضًا مفترس رئيسي للبعوض والذباب الناقل للأمراض.

وشدد الصندوق العالمي للطبيعة، الذي يُظهر بحثه الخاص انخفاضًا بنسبة 84% في أعداد الأنواع التي تعيش في المياه العذبة على مدى الأعوام الخمسين الأخيرة، أي أسرع بمرتين من أي مكان آخر، على أن "انهيار التنوع البيولوجي أكثر وضوحًا في النظم البيئية للمياه العذبة".

ودعت هذه المنظمة غير الحكومية إلى استنفار دولي، لحماية الأراضي الرطبة والأنهار الضرورية لصحة كوكب الأرض ولجميع سكانه.

أكثر من 40 ألف نوع مهدد بالانقراض

وللمرة الأولى، تجاوز عدد الأنواع المهددة بالانقراض عتبة الـ 40 ألفًا في القائمة الحمراء، وهي وثيقة مرجعية لـ142577 نوعًا، سواء من الحيوانات أو النباتات.

ومع أن بعض الأنواع باتت في طور التعافي، وأُدرجت في فئات أقل عرضة للخطر، زاد في المقابل عدد الأنواع التي باتت عرضة لخطر أكبر.

ومن بين هذه الأنواع، "ديسمان البيرينيه" المعروف أيضًا بجرذ البوق، بسبب كمامته الطويلة جدًا.

وهذه الثدييات الصغيرة التي تشبه جسديًا الذبابة والشامة والجرذ، باتت تعتبر مهددة بالانقراض، بينما كانت هذه الحيوانات التي تعيش في فرنسا وشمال شبه الجزيرة الأيبيرية تصنّف في السابق على أنها معرضة للخطر.

وانخفض عدد هذه الحيوانات بمقدار النصف خلال العقد الماضي، ويعزو ذلك أساسًا إلى تأثير تطوير المجاري المائية ومنها مثلًا السدود لإنتاج الكهرباء.

كذلك أدى استخدام المياه للزراعة، أو لإنتاج ثلج اصطناعي لمنتجعات التزلج في جبال البيرينيه، إلى جعل مساحات كبيرة غير صالحة كموائل لهذه الحيوانات الصغيرة.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close