أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مذيع أشهر برنامج رياضي بريطاني غاري لينيكر عن العمل بسبب انتقاده حكومة بلاده الجديدة وتعاملها مع ملف الهجرة غير النظامية.
وكان لينيكر قد قال في تغريدة له: "لا يوجد تدفق هائل للاجئين، نحن نستقبل أعدادًا منهم تقل كثيرًا عن باقي الدول الأوروبية".
وأضاف: "هذه سياسة قاسية جدًا ضد الفئات الأكثر هشاشة، وبلغة خطاب لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات".
وعلّلت "بي بي سي" قراراها بأنها فسّرت نشاط لينيكر الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه انتهاك لإرشاداتها، وأنه يجب عليه تجنب الانحياز في القضايا السياسية.
والمعروف أن غاري لينيكر هو واحد من أيقونات الكرة الإنكليزية بعد أن نال لقب هداف كأس العالم عام 1986.
"مفارقات حرية الرأي"
هكذا عاد موضوع الهجرة في بريطانيا ليحتل صدارة الاهتمامات السياسية في البلاد، بعد أن صرّح رئيس الوزراء ريشي سوناك لمجلس العموم البريطاني في وقت سابق هذا الأسبوع، بأن إيقاف قوارب اللاجئين هي أولوية للشعب، وتعهد بالقضاء على ما سمّاها "العصابات الإجرامية التي تستفيد من رحلات المهاجرين".
وعقب الأزمة مع لينيكر، عرضت القناة برنامج "ماتش أوف ذا داي" دون وجوده، كما كان مثيرًا للانتباه ما التقطته عدسات الكاميرا في ملعب إحدى المباريات، حين رفع أحد الجماهير لافتة كتب عليها: "لينيكر لرئاسة الحكومة".
بعدما انتقد سياسة بلاده تجاه المهاجرين غير النظاميين.. بي بي سي توقف الإعلامي #غاري_لينكر عن تقديم برنامج شهير بعد أكثر من 20 عاماً وسط تضامن رياضي واسع@AnaAlarabytv pic.twitter.com/yjuE01oezc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 12, 2023
واستغرب مغرد علّق على الصورة خطوة القناة، متسائلًا: "كيف تدعي المؤسسات الإعلامية الغربية حمايتها وصيانتها لحرية التعبير، وفي الوقت نفسه تفصل موظفًا بسبب رأيه الشخصي".
وكانت صفحة "العربي" على تويتر قد طرحت سؤالًا لمتابعيها: "محطة بي بي سي تقرر إيقاف غاري لينيكر مؤقتًا عن العمل على خلفية تصريحات سياسية. برأيكم: هل قرار الإيقاف سيظل مؤقتًا أم سيبقى دائمًا؟"، فأجاب 68% بـ"نعم"، مقابل 32% بـ"لا".
وفي هذا الإطار، يقول الصحافي الرياضي جمال الدين طالب: إن لينيكر لديه مواقف معارضة دائمًا للحكومة البريطانية في ملف اللاجئين، علمًا أنه يستضيف لاجئين في بيته.
ويوضح طالب في حديث لـ"العربي" من لندن، أن لينيكر انتقد مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي توجهات الحكومة الأخيرة، واعتبر أن خطابها يطابق خطاب ألمانيا النازية في الثلاثينات من القرن الماضي.
ويشير الصحافي الرياضي إلى تحول موقف الإذاعة من لينيكر إلى قضية رأي عام، حيث عادت أصابع الاتهام تتوجه إلى رئيس الهيئة كما أُعيد فتح علاقته برئيس الحكومة السابق بوريس جونسون وتسهيل حصوله على قرض من الحكومة.