عزلت الحكومة الإسبانية رئيسة جهاز المخابرات باث إستيبان بعد الكشف عن استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" ضد مسؤولين إسبان، وفقًا لوكالة رويترز نقلًا عن مصدر في الحكومة، في تأكيد لتقرير نشرته صحيفة "إل باييس" المحلية.
وشغلت إستيبان هذا المنصب عام 2020، بعد سنوات من الخدمة في الجهاز الذي يُعرف باسم المركز الوطني للمخابرات.
وكانت مجموعة "سيتيزين لاب" المتخصصة في أمن الإنترنت والتابعة لجامعة تورونتو الكندية، قد كشفت الشهر الماضي تعرض أكثر من 60 شخصًا مرتبطين بالحركة الانفصالية في إقليم كتالونيا للاستهداف ببرنامج التجسس "بيغاسوس" (pegasus).
ودفع ذلك حزب "إي.آر.سي" اليساري الكتالوني المؤيد للاستقلال، وهو حليف رئيسي لحكومة الأقلية الإسبانية، إلى القول إن حزبه لن يؤيد الحكومة إلى أن تتخذ مدريد إجراءات لاستعادة الثقة.
وأعلنت الحكومة الإسبانية بعد أيام أنها رصدت استخدام برنامج "بيغاسوس" في التجسس على هاتفي رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس.
ويسمح برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية (NSO)، بالتنصت على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال، ويتيح للمتجسس تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.
ورغم تأكيد الشركة الإسرائيلية أنها تبيع هذه البرمجية إلى دول فقط وينبغي أن تحظى عملية البيع بموافقة السلطات الإسرائيلية المسبقة، فقد تم الكشف عن شبهات تجسس باستخدامه في عدد من الدول حول العالم.
لكن مجموعة "إن أس أو" الإسرائيلية نفت اختراق هواتف مسؤولين أوروبيين ووصفتها بأنها ادعاءات كاذبة.
وظهرت إستيبان أمام البرلمان الأسبوع الماضي لمناقشة التجسس على زعماء كتالونيا. وتُحاط أعمال اللجنة التي ظهرت إستيبان أمامها بالسرية رسميًا، لكن أعضاء البرلمان الحاضرين قالوا: "إن رئيسة جهاز المخابرات اعترفت بأن الجهاز تجسس على 18 من الزعماء المؤيدين لاستقلال كتالونيا، لكن بموجب أمر قضائي كما هو متبع طبقًا للقانون".
وأيد عضو البرلمان عن حزب "إي.آر.سي" غابرييل روفيان عزل إستيبان. كما أفادت إيزابيل رودريغيز، المتحدثة باسم وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا، اليوم الثلاثاء، بأن السلطات رصدت برنامج التجسس بيغاسوس في هاتف الوزير.
وبذلك، يكون وزير الداخلية ثالث مسؤول إسباني يتم التجسس عليه باستخدام برنامج "بيغاسوس".
وكانت "سيتزن لاب" قد كشفت في أبريل/ نيسان الماضي أنّها أبلغت الحكومة البريطانية بوجود حالات عدة يشتبه بأن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" استهدف فيها هواتف مسؤولين بريطانيين داخل شبكات بريطانيا الرسمية.