السبت 11 مايو / مايو 2024

بعدما اتخذ منحى طائفيًا في لبنان.. ميقاتي يتراجع عن قراره حول التوقيت الصيفي

بعدما اتخذ منحى طائفيًا في لبنان.. ميقاتي يتراجع عن قراره حول التوقيت الصيفي

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تراجع رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان عن تمديد العمل بالتوقيت الصيفي (الصورة: غيتي)
أثار قرار تأجيل التوقيت الصيفي غضبًا واسعًا وانتقادات من قبل قيادات الأحزاب المسيحية خصوصًا، التي اتهمت ميقاتي بالتفرد في خطوة تتطلب إجماعًا وطنيًا.

تراجع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين، عن قراره السابق بعدم اعتماد التوقيت الصيفي حاليًا، بعدما أثار انقسامًا كبيرًا في الشارع المحلي، ليأخد منحى سياسيًا وطائفيًا.

وقال ميقاتي بعد جلسة استثنائية اليوم لبحث القرار المثير للجدل بين وزرائه: "أمام هذا الاستعصاء، وأمام الدفع لجعل رئاسة الحكومة المسؤول الأول عما آلت اليه البلاد، قررت دعوة مجلس الوزراء اليوم". 

وأعلن ميقاتي أنه وبالعودة لقانون عام 1998 الملزم باعتماد توقيت صيفي وشتوي "سيبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الأربعاء - الخميس المقبل، لأننا اضطررنا أن نأخذ فترة 48 ساعة لمعالجة بعض الأمور التقنية بموجب المذكرة السابقة، فأعطينا وقتًا لإعادة تعديلها". 

وبرر ميقاتي قراره السابق بالإبقاء على التوقيت الشتوي لشهر إضافي، لافتًا إلى أن الهدف منه كان "إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن، من دون أن يسبب ذلك أي ضرر لأي مكوّن لبناني آخر". 

وأثار القرار غضبًا واسعًا وانتقادات من قبل قيادات الأحزاب المسيحية، التي اتهمت ميقاتي بالتفرد في خطوة تتطلب إجماعًا وطنيًا، خصوصًا وأنه لم يصدر عن مجلس الوزراء مجتمعًا بل بعد لقاء جمع ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أصر على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي وفقًا لمقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل.

ووصف ميقاتي في كلمته اليوم ردود الأفعال بـ"البغيضة"، وقال: "لم أتخذ قرارًا ذي بعد طائفي أو مذهبي. وما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة، والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه، وأقصد هنا النخبة السياسة التي عجزت حتى عن وضع قائمة بأسماء مرشحين للرئاسة للبدء بالعملية الانتخابية".

توقيتان في بلد واحد

ميقاتي دعا في كلمته لانتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة جديدة "من دون ابطاء"، وقال: "اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي وإسكاته، لكنني أضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة". 

وعاش اللبنانيون منذ منتصف ليل السبت، أزمة حقيقية في ظل توقيتين محليين بعدما رفض مواطنون ومؤسسات من مختلف المجالات الالتزام بقرار ميقاتي وساروا بالتوقيت الصيفي كما جرت العادة في السنوات السابقة، وسط أزمات اقتصادية ومالية وأمنية تعصف بالبلاد. 

وجرت العادة في لبنان أن يتم تقديم التوقيت ساعة واحدة في الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار عملًا بالتوقيت الصيفي، وتؤخر في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر/ تشرين الأول في التوقيت الشتوي.

لكنّ ميقاتي قرّر بالتشاور مع بري تأجيل اعتماد العمل بالتوقيت الصيفي حتى نهاية الأسبوع الثالث من شهر أبريل/ نيسان، ما أثار رفضًا قاطعًا من قبل الكنيسة المارونية، وهي المرجعية المسيحية الأعلى في لبنان، بسبب عدم استشارتها به.

وفشل البرلمان 11 مرة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، في انتخاب خلف لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، حيث لم تتوصل الأطراف السياسية لمرشح توافقي بعد. ويأتي ذلك في ظل أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة منذ عام 2019 أدت إلى انهيار قياسي بقيمة الليرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة