الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أزمة التوقيت في لبنان.. معركة سياسية بغلاف طائفي

أزمة التوقيت في لبنان.. معركة سياسية بغلاف طائفي

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش أزمة التوقيت الصيفي في لبنان (الصورة: غيتي)
ماذا بعد تفاقم الخلاف على التوقيتين الصيفي والشتوي في لبنان، وما هي الخلفيات السياسية الدافعة إلى هذا الجدل وسط الاتهامات بالاستغلال السياسي والطائفي للقرار؟

دخل لبنان في أزمة جديدة، فالشارع ضائع لا يعرف على أي توقيت يعمل، بعد أن تحوّلت هواتف اللبنانيين تلقائيًا إلى العمل بالتوقيت الصيفي، بناء على ما تقدّمت به البلاد إلى الجهات الدولية خاصة منظمة "أيانا" المسؤولة عن تحديد وتعديل التوقيت الزمني لخوادم الإنترنت.

لكنّ التوقيت المحلي الرسمي في لبنان بقي على ما هو عليه. لكن مع تقديم الوقت ساعة واحدة عملًا بالتوقيت الصيفي إلكترونيًا، وقف اللبنانيون مرتبكين.

فحكومتهم أخذت قرارًا بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، لكنّها لم تبلّغ الجهات الدولية، وهو ما وضع اللبنانيين أمام مشهد يتساءل الجميع فيه: "كم الساعة الآن".

قرار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تمديد العمل بالتوقيت الشتوي حتى 11 أبريل/ نيسان المقبل، لاقى رفضًا من قوى سياسية مسيحية لتأخذ القضية منحى سياسيًا طائفيًا. فالكنيسة المارونية رفضت الالتزام بالقرار، مؤكدة أنه قرار مفاجئ ولم تُستشر فيه.

لكن الشارع المسلم، السنّي والشيعي، يبدو موحدًا في الموقف. فرئيس الحكومة السنّي ورئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري وافقا على المسألة مسبقًا، وسط شغور منصب رئيس الجمهورية المسيحي الذي لم يُستشر في القرار لغيابه، ليتّهم فرقاء لبنانيون الرئيسين ميقاتي وبري بإقصاء الطائفة المسيحية.

ولم ينعكس تأثير الأزمة على الحكومة التي ارتأت تأجيل جلستها المقرّرة غدًا بسبب الخلافات على مسألة التوقيت، بل انعكست أيضًا على مؤسسات منها مصرف لبنان المركزي وشركة طيران الشرق الأوسط ومؤسسات إعلامية عدة، اختلفت في ما بينها على الالتزام بقرار الحكومة أو رفض القرار؛ وسط أزمات اقتصادية ومالية وأمنية تعصف بلبنان الصغير حجمًا.

فماذا بعد تفاقم الخلاف على التوقيتين الصيفي والشتوي، وما هي الخلفيات السياسية الدافعة إلى هذا الجدل وسط اتهامات بالاستغلال السياسي والطائفي للقرار؟

"انقسام طائفي"

في هذا السياق، أوضح النائب السابق في البرلمان اللبناني علي درويش أنّ القرار بالإبقاء على التوقيت الشتوي اتُخذ بناء على اقتراح فعاليات دينية مسلمة، واستشارة وزير الأشغال حول وجود عوائق أمام حركة المطار.

وأكد درويش، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أنّ الانقسام حول القرار لا يتعلّق بالإرباك الذي خلّفه بل بالانقسام اللبناني الطائفي.

وأشار إلى عدم وجود توقيت عالمي مستمرّ، بل إن كل دولة تنتهج توقيتًا مناسبًا لها.

 

"طريقة عشوائية"

بدوره، استغرب مستشار رئيس حزب "التيار الوطني الحر" طلال عساف، "اتخاذ مثل هذا القرار بشكل مفاجئ وبطريقة عشوائية وعبثية، وفي جلسة دردشة بين ميقاتي وبري، وبالتمنّي من دون الأخذ بالاعتبار مجموعة تعقيدات هائلة تقنية وسياسية ودستورية وإدارية".

وقال عساف، في حديث إلى "العربي" من بيروت: إنّ خطاب التيار لم يكن طائفيًا، بل تشريح للقرار العشوائي الذي يشير إلى الآلية التي تحكم البلد في ظل الفراغ الرئاسي وغياب رئيس الجمهورية.

وأضاف أنّ خطاب باسيل في موضوع التوقيت كان محصورًا في الشقّ التقني للقرار وآلية اتخاذه، مشيرًا إلى أن القرار لا يمكن أن يصدر عن الأمين العام لمجلس الوزراء من الناحية الدستورية.

"أزمة نظام سياسي"

من جهته، شرح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب أنّ القرار غير معزول عن الظروف السياسية العامة التي يمرّ بها البلد، الذي يعيش أزمة نظام سياسي متفجّر وطائفي، ومولّد لكل الأزمات والصراعات الطائفية والمذهبية.

وقال غريب، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إنّ كل ما كان ينقص الشعب اللبناني الذي يعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية متردية وصعبة، هو اتخاذ مثل هذا القرار وما تلاه من ردود فعل طائفية ومذهبية بغيضة.

وأضاف أن الأطراف السياسية تفنّنت في شدّ العصب الطائفي والمذهبي، لحرف الأنظار عن الأزمات التي يعانيها الشعب والانهيار الاقتصادي والتهرّب من دفع الثمن وتحمّل المسؤولية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة