أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم الأحد، استئناف الدوريات لمعاقبة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في الأماكن العامّة، واللواتي يزداد عددهن، وذلك بعد عشرة أشهر على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني.
ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن المتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي قوله: إنّه "ابتداء من اليوم، ستقوم الشرطة، عبر تسيير دوريات بالسيارات وسيرًا على الأقدام، بتحذير ومعاقبة النساء اللواتي للأسف لا يُطعن الأوامر ويواصلنَ عصيان قواعد اللباس".
ويأتي هذا الإعلان بعد عشرة أشهر على وفاة أميني في 16 من سبتمبر/ أيلول. وكانت الشابة الإيرانية التي تبلغ 22 عامًا قد تمّ توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق"، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران، التي تفرض على النساء ارتداء الحجاب في الأماكن العامّة.
مراقبة النساء في الشوارع
في الأيام الأخيرة، نُشرت صور ومقاطع فيديو، على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر نساء شرطيات يرتدين الشادور يحذّرن النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب ويقبضن عليهن، دون أن يتم التحقق من صحة هذه الفيديوهات.
📌 #ايران.. تم توثيق لقطات فيديو تظهر فتاة لا ترتدي الحجاب في #طهران، عاصمة #إيران، وهي تتعرض للاعتداء من قبل أحد ضباط دورية إرشاد 🌍 تابع الحدث لحظة بلحظة 📢 🎥 على اليوتيوب: https://t.co/KxpAPZ62JP pic.twitter.com/ByxcqLT0rL
— الشرق السابع (@meast7th) July 15, 2023
وفي مايو/ أيار المنصرم، عمدت السلطات لتركيب كاميرات في الأماكن العامة، والطرقات لرصد النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، فيما أفادت وكالة "تسنيم" المحلية حينها، بأن الممثلة باران كوثري (37 عامًا) تلاحَق لعدم وضعها الحجاب خلال مشاركتها في مراسم تشييع زميل لها "وانتشار صورها فورًا على الإنترنت"، ما يرفع عدد الممثلات اللواتي يواجهن إجراءات مماثلة إلى ستة.
وتوعدت السلطات في أبريل/ نيسان الماضي من يروجون لخلع الحجاب بأنهم سيحاكمون أمام المحاكم الجنائية، ولن يكون لهم الحق في استئناف أي حكم بالإدانة.
مهسا أميني
وكانت وفاة مهسا أميني قد أدّت إلى اندلاع حركة احتجاج وتظاهرات في عدّة مدن، خلال أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني قبل أن تتراجع حدّتها.
وقُتل مئات من الأشخاص، بمن فيهم أفراد من قوات الأمن، كما اعتُقل الآلاف. وتمّ إعدام سبعة رجال على علاقة بهذه الحركة الاحتجاجية.
وبعدما تعرّضت "شرطة الأخلاق" لانتقادات كثيرة، اختفت إلى حدّ كبير من الشوارع في الأشهر الأخيرة. وكانت مزيد من النساء يخرجن من دون حجاب، خصوصًا في طهران والمدن الكبرى.