أسقطت الولايات المتحدة المنطاد الصيني قبالة ساحل كارولينا الجنوبية، وبدأت عملية فحصه وجمع حطامه، بعد تعليق الطيران في 3 مطارات أميركية.
ولم تعلن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن الكيفية التي استخدمتها في إسقاط المنطاد الذي وصفته بـ"التجسسي"، والذي ظل يجوب أجواء الولايات المتحدة طوال أيام، لكن صحيفة "واشنطن بوست"، أشارت إلى استخدام طائرات مقاتلة.
بدورها، أعربت الخارجية الصينية عن استيائها ومعارضتها لاستخدام واشنطن القوة في إسقاط المنطاد، متهمة الولايات المتحدة بالمبالغة في رد الفعل وفي انتهاك الأعراف الدولية، بحسب وصفها.
وقالت وزارة الدفاع الصينية إنها تحتج بشدة على الخطوة الأميركية، وتحتفظ بحق استخدام كل الوسائل اللازمة للتعامل مع المواقف المماثلة.
ولم تكن حادثة المنطاد لتمر من دون أن تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين، وقد تجلى ذلك في قرار إرجاء زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، وهي الزيارة التي كانت ستصبح الأولى من نوعها منذ 5 سنوات في حال تمت.
بل على العكس من ذلك، أبلغ بلينكن نظيره الصيني بأن دخول المنطاد إلى الأراضي الأميركية يعد انتهاكًا للسيادة، وأن الأدلة المتوفرة تشير إلى أنه يستخدم لأغراض التجسس.
هل سترد الصين باستهداف طائرات الاستطلاع الأميركية؟
وفي هذا الإطار، يوضح الصحافي من مجموعة الصين للإعلام نادر رونغ هوان، أن بكين كانت قد أعربت عن معارضتها لإسقاط المنطاد، كما أنّها أبلغت الولايات المتحدة بعد تحقيقها مرارًا وتكرارًا أن المنطاد هو مدني، إلا أن واشنطن أقدمت على إسقاطه على الرغم من تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بأن المنطاد لا يشكل خطرًا وتهديدًا للمنشآت العسكرية والسكان في الولايات المتحدة،
ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة بكين، أن خطوة واشنطن أثارت استياء الصين التي ستدافع عن الحقوق المشروعة لشركاتها، مشيرًا إلى تصريحات وزارة الدفاع الصينية التي قالت إنها ستحتفظ بكل الوسائل لمعالجة الأحداث في المواقف المماثلة في المستقبل،
ويتابع نادر رونغ هوان أن هذه التطورات تشير إلى أن الصين ستتخذ أيضًا نفس الطريقة باستخدام القوة لإسقاط أي شيء قد ينتهك مجالها الجوي، مشيرًا إلى أنه في كل دقيقة وسنة هناك طائرات استطلاعية أميركية حول المجال الجوي الصيني، ما قد يؤدي الى مزيد من التوتر ويؤدي الى خطوات خطيرة.
تصاعد ردود الأفعال الأميركية تجاه #بكين بعد رصد منطاد "تجسس" صيني في الأجواء الأميركية#للخبر_بقية #الصين pic.twitter.com/9NfE1uOKXU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2023
ويعرب عن اعتقاده أن الصين لا تريد الخوض مع الولايات المتحدة في الحرب الباردة، فما تريد أن تفعله هو فقط الدفاع عن نفسها، وكذلك الحوار مع واشنطن.
وبشأن إرجاء زيارة بلينكن إلى بكين، يوضح نادر رونغ هوان أن الصين تواصل الاتصال مع الولايات المتحدة على المستويات كافة، وأن القنوات الدبلوماسية مفتوحة، مؤكدًا أن بكين تحترم القرارات الأميركية الخاصة بزيارة وزير خارجيتها.
