وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسرى من القادة العسكريين الكبار لبلاده بأنهم "أبطال خارقون"، وذلك فور إطلاق روسيا سراحهم بوساطة تركية، شملت ما يقرب من 300 شخص بينهم أجانب.
وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبادل أسرى حرب بوساطة تركية، عقب محادثات دبلوماسية أجراها مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وبموجب شروط صفقة التبادل، جرى الإفراج أمس الأربعاء عن 215 أوكرانيًا، أغلبهم أُسروا بعد سقوط مدينة ماريوبول الساحلية. وفي المقابل، أعادت أوكرانيا 55 أسيرًا من الروس والأوكرانيين المؤيدين لموسكو.
ورحب زيلينسكي في خطاب الليلة الماضية، بالإفراج عن الأسرى بوصفه "انتصارًا للبلاد".
وقال الرئيس الأوكراني في معرض كلمته: "إنه جرى تبادل خمسة أبطال خارقين مقابل 55 من أولئك الذين لا يستحقون التعاطف ولا الشفقة".
كما أُطلق سراح عشرة أجانب بعد وساطة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان من بينهم البريطاني أيدن أسلين، الذي أصدرت محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد حكما بإعدامه.
وجاء توقيت وحجم تبادل الأسرى مفاجئًا، ففي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن بوتين عن تعبئة جزئية للقوات في روسيا في تصعيد واضح للصراع الذي بدأ في فبراير/ شباط الماضي.
وقال الانفصاليون المدعومون من روسيا الشهر الماضي، إن قادة ماريوبول سوف يمثلون للمحاكمة.
تسليم الأسرى لروسيا
في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأنّ 55 من جنودها أعيدوا في أكبر عملية تبادل للأسرى مع أوكرانيا منذ بدء الحرب.
وأضافت أنه جرى نقل المقاتلين- من القوات المسلحة الروسية، ووكلائها في المناطق الانفصالية المدعومة من روسيا بشرق أوكرانيا، إلى روسيا بطائرة عسكرية ويخضعون لفحوص طبية.
وبحسب رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالي المعين من روسيا، فإنه جرى الإفراج عن السياسي الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور ميدفيدتشوك.
ورأس ميدفيدتشوك، وهو صديق شخصي لبوتين، حزبًا محظورًا مدعومًا من روسيا في أوكرانيا، وكان يواجه اتهامات بالخيانة.
من هم القادة الكبار؟
ومن بين القادة الخمسة الكبار المطلق سراحهم اللفتنانت كولونيل دينيس بروكوبينكو ونائبه سفياتوسلاف بالامار، وكلاهما من كتيبة آزوف التي خاضت الكثير من المعارك في ماريوبول وذاع صيتها في أوكرانيا.
كما جرى إطلاق سراح سيرهي فولينسكي، قائد "اللواء 36" مشاة بحرية، الذي نشر في أبريل/ نيسان الماضي، رسالة بالفيديو من الموقع الذي كانت القوات تتحصن فيه في مخابئ أسفل كتل الفولاذ الضخمة في مصنع للصلب في ماريوبول.
وقال حينها: "هذا نداء منا للعالم. قد يكون الأخير. ربما لم يعد أمامنا سوى بضعة أيام أو ساعات فقط".
وساهم القادة الثلاثة في قيادة المقاومة التي استمرت لأسابيع، قبل أن يستسلموا ومعهم مئات من مقاتلي آزوف في مايو/ أيار الماضي، للقوات المدعومة من روسيا. وأجرى زيلينسكي اتصالًا عبر الفيديو مع الرجال بعد إطلاق سراحهم.
وسيبقى القادة الخمسة في تركيا حتى نهاية الحرب، وشكر زيلينسكي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مساعدته بعد ما قال إنها معركة طويلة وصعبة لتأمين إطلاق سراحهم.
الأسرى الأجانب
أما فيما يخص الأجانب الذين جرى الإفراج عنهم، فقد كان من بينهم أسلين وزميله البريطاني أيضًا شون بينر والمغربي إبراهيم سعدون اللذين حكم عليهما بالإعدام في يونيو/ حزيران الماضي، بعد أسرهما خلال قتالهما لصالح أوكرانيا، وهو حكم أدانته كييف وبريطانيا.
وشكر أسلين وبينر كل من ساندهما، في تعليقات رددها زيلينسكي. وتوسطت الرياض في ترتيبات جرى بموجبها نقل الأجانب العشرة إلى المملكة العربية السعودية.
وقال زيلينسكي: "في وقت من الأوقات كنا نناقش هذا الأمر مع (رئيس الوزراء البريطاني السابق) بوريس جونسون، طلب الدعم مع أصدقائنا الأمريكيين.. لقد أنقذنا حياتهم. سيعودون جميعًا إلى أوطانهم بوساطة السعودية".
كما جرى الإفراج عن ثلاثة بريطانيين آخرين وأميركيين اثنين، وكرواتي وسويدي.
وفي هذا السياق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن منظمة "بريزيديوم نتوورك" غير الربحية قولها اليوم الخميس، إن الأسرى الخمسة البريطانيين المحررين وصلوا إلى بريطانيا.
والمواطنان الأميركيان المفرج عنهما هما ألكسندر دريك البالغ من العمر 39 عامًا، وآندي هوين 27 عامًا، وكلاهما من ولاية ألاباما، وجرى أسرهما في يونيو الماضي، خلال معركة في شرق أوكرانيا.
من جهته، قال دينيس بوشلين، رئيس ما يسمى بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، إنه تم تسليم 215 شخصًا للجانب الأوكراني في عملية تبادل الأسرى.
وذكر أن 56 شخصًا جرى تسليمهم لروسيا من قبل أوكرانيا، 50 منهم جنود روس و5 من دونباس، إضافة إلى فيكتور ميدفيدشوك، زعيم حزب المعارضة الرئيسي الموالي لروسيا "منصة المعارضة من أجل الحياة"، الذي اعتقل عقب بداية الحرب في أوكرانيا. وتجدر الإشارة أن ميدفيدشوك يشتهر بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.