الأحد 13 أكتوبر / October 2024

بعد الاتفاق الإيراني الأميركي.. على ماذا ستنفق طهران أموالها المحررة؟

بعد الاتفاق الإيراني الأميركي.. على ماذا ستنفق طهران أموالها المحررة؟

شارك القصة

تقرير يستعرض اتفاق طهران وواشنطن على إطلاق سجناء أميركيين والإفراج بالمقابل عن أموال إيرانية محتجزة (الصورة: غيتي)
بوساطة قطرية، فُتحت ثغرة على صعيد الأزمة الأميركية الإيرانية، وباتت التكهنات تنصب حول إمكان انسحاب الاتفاق الأخير على الملف النووي.

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الأربعاء أن أصول بلاده المفرج عنها في الخارج ستستخدم في تعزيز الإنتاج المحلي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية.

وكانت طهران وواشنطن قد توصلتا الأسبوع الماضي لاتفاق يتم بموجبه الإفراج عن خمسة أميركيين محتجزين في إيران مقابل إلغاء تجميد ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية وإرسالها إلى حساب في قطر يمكن لإيران الوصول إليه.

ويوضح مسؤولون أميركيون أن الأموال الإيرانية ستحول لحسابات عليها قيود وستُستخدم لأغراض إنسانية مثل شراء الغذاء أو الدواء.

"مجموعة من المناورات المعقدة"

وكشف محامي أحد المحتجزين الأميركيين إن إيران سمحت لأربعة منهم بالانتقال للإقامة الجبرية من سجن إيفين في طهران. وقد يكون ذلك خطوة أولى في مجموعة من المناورات المعقدة. والمحتجز الخامس رهن الإقامة الجبرية بالفعل.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ستُفرج عن بعض الإيرانيين من سجون أميركية بموجب الاتفاق.

وأمس الثلاثاء، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن نهج إدارة الرئيس جو بايدن العام تجاه إيران "لم يتغير"، بعد التوصل للاتفاق بخصوص المواطنين المحتجزين لديها. وأكد في مؤتمر صحافي أن بلاده تواصل تطبيق إستراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية مع طهران.

وشدد الوزير الأميركي على أن بلاده "ستكون لها رقابة كبيرة على الأموال الإيرانية، التي قد يُفرج عنها في إطار الاتفاق"، لافتًا من جهة أخرى إلى أنه لا يستطيع تأكيد تقارير إعلامية ذكرت أن إيران أبطأت وتيرة برنامجها النووي.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد نفى من ناحيته أي علاقة بين الاتفاق وقضايا أخرى، وسط تكهنات غربية إسرائيلية بتفاهمات أوسع عمادها الملف النووي الإيراني.

وشرح أن الاتفاق مع الولايات المتحدة تمّ وفق "نظرة إنسانية بحتة"، وأن لا علاقة له بقضايا أخرى.

وعن تحرير الأموال الإيرانية بموجب الصفقة، أفاد بأن الأمر تمّ بناء على مطالبة طهران، "لأن احتجازها في كوريا الجنوبية غير قانوني". وأكد الوزير الإيراني أن إيران ملتزمة بحل الخلاف النووي مع القوى العالمية عبر الدبلوماسية.

وتوقفت محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران كانت تهدف لإحياء الاتفاق النووي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

الدور القطري في الاتفاق الأميركي الإيراني

وكانت الخارجية القطرية، اعتبرت مساء الثلاثاء، أن جهود الوساطة التي بذلتها الدوحة أفضت إلى التوافق بين الولايات المتحدة وإيران والتوصل لاتفاق تبادل السجناء.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماجد بن محمد الأنصاري إن قطر "باعتبارها وسيطًا دوليًا موثوقًا وحاسمًا وحيويًا، قامت بدور كبير وفعال لتحقيق التوافق بين الجانبين"، مؤكدًا أن الدوحة "ستواصل جهودها في مختلف الملفات، أملًا في أن يفضي هذا الاتفاق إلى تفاهمات أكبر تتعلق بالملف النووي الإيراني".

وأضاف: "قطر ترى أن التوصل لاتفاق مع إيران بشأن الملف النووي، أمر ضروري لأمن المنطقة بشكل عام".

وأشار إلى أن قطر حرصت خلال دور الوساطة بين واشنطن وطهران على "وضع ضوابط واقعية مقبولة للطرفين لرد الأموال المجمدة (الخاصة بإيران)"، لافتًا إلى إيمان قطر الدائم بـ"ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، وهو ما يتوافق مع مبادئها الأساسية في سياستها الخارجية".

وتابع: "المنطقة مثقلة بالأزمات، ومن الطبيعي أن تنبري دول المنطقة وعلى رأسها قطر في محاولات التهدئة وتجنيب شعوبها تبعات الصراعات".

وكشف الأنصاري أن الاتفاق بين واشنطن وطهران سبقته زيارات مكثفة لمسؤولين قطريين إلى البلدين، ولقاءات مباشرة وغير مباشرة للوصول إلى هذه "النتيجة المبشرة".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close