السبت 25 مايو / مايو 2024

بعد التوصل لوقف إطلاق النار.. هدوء حذر يسود مخيم عين الحلوة

بعد التوصل لوقف إطلاق النار.. هدوء حذر يسود مخيم عين الحلوة

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على مخيم عين الحلوة وظروف تأسيسه بالتزامن مع تجدد الاشتباكات فيه (الصورة: وسائل التواصل)
يشهد مخيم عين الحلوة هدوءًا حذرًا، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين حركة فتح وجماعات إسلامية، أسفرت عن إصابة 20 شخصًا على الأقل واحتراق العديد من المنازل.

توقفت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، مساء أمس الجمعة، بعدما تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث يسود الهدوء التام كافة أرجائه، حسبما أفادت مصادر فلسطينية.

والجمعة، ساد هدوء حذر مخيم عين الحلوة تخلله إطلاق نار متقطع، وذلك بعدما تجددت الخميس اشتباكات مسلحة فيه بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات دامية بين عناصر "فتح" وفصائل "إسلامية" نهاية يوليو/ تموز الماضي، أسفرت حينها، عن مقتل 14 شخصًا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة "فتح" أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.

وأسفرت الاشتباكات العنيفة التي بدأت الخميس في المخيم عن إصابة 20 شخصًا على الأقل واحتراق العديد من المنازل.

اتفاق وقف إطلاق النار

وفي التفاصيل، أفادت مصادر فلسطينية، بأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار جاء بعد جهود حثيثة بذلها مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب، الذي عقد اجتماعًا مع قيادتي حركة "فتح" ممثلة بأمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، و"حماس" ممثلة بمسؤولها في لبنان أحمد عبد الهادي في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا.

وقال مصدر من حركة حماس لوكالة "الأناضول" التركية: إنه "تم الضغط على المسلحين من التوجهات كافة لوقف إطلاق النار في المخيم، كما تم الاتفاق بالاجتماع على وقف إطلاق النار ونجح ذلك رغم بعض الخروقات البسيطة".

يسود مخيم عين الحلوة هدوء حذر بعدما تم التوصل لوقف إطلاق النار
يسود مخيم عين الحلوة هدوء حذر بعدما تم التوصل لوقف إطلاق النار - غيتي

من جهتها، أكدت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية" (تضم ممثلين عن كافة الفصائل) في صيدا، الجمعة، "الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار".

وشددت، في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية)، على التمسك بـ"قرارها تعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها".

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف القتال

من جانبه، دعا “المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية” في لبنان، عمران ريزا، إلى "وقف القتال في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، وإخلاء المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

وقال عمران: إن "الاشتباكات المستمرة في المخيم، إلى جانب الاستيلاء المستمر على 8 مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي".

وأكد على ضرورة أن "تكون المؤسسات التعليمية مساحات آمنة ومحايدة وهي ضرورة ملحة لتعلم الأطفال وعافيتهم ونموهم، واستخدام المجموعات المسلحة للمدارس هو بمثابة انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

وطالب عمران، المجموعات المسلحة بـ"وقف القتال في المخيم وإخلاء هذه المدارس فورًا، وتسهيل عمل (الأونروا) وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم".

وأكد أن "حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والاستغلال، هي مسؤولية مشتركة، يجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين".

وتأسس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفًا.

وكما باقي المخيمات الفلسطينية، لا تدخل القوى الأمنية اللبنانية عين الحلوة بموجب اتفاق ضمني قائم منذ سنوات طويلة بين السلطات اللبنانية والفلسطينيين. وتتولّى الفصائل الفلسطينية نوعًا من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close