السبت 4 مايو / مايو 2024

بعد المناورات الصينية.. تايوان ترد وتعرض "مقاتلتها الأكثر تطورًا"

بعد المناورات الصينية.. تايوان ترد وتعرض "مقاتلتها الأكثر تطورًا"

Changed

نافذة على"العربي" تسلط الضوء على الأوضاع بالصين في ظل التوترات السياسية بعد زيارة بيلوسي لتايوان (الصورة: رويترز)
بعد مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحلها، عرضت تايوان مقاتلتها الأكثر تطورًا وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ.

عرضت تايوان الأربعاء مقاتلتها الأكثر تطورًا، وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة أعقبت مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة.

وفي أغسطس/ آب الجاري نفذت بكين، على مدى أيام عدة، مناورات جوية وبحرية في مضيق تايوان تزامنًا مع زيارة قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وأعقبتها زيارة أخرى لوفد من الكونغرس الأميركي.

وردًا على المناورات الصينية، أجرت تايوان مناورات حاكت خلالها كيفية التصدّي لغزو صيني محتمل.

تايوان تعرض مقاتلتها الأكثر تطورًا

ومساء الأربعاء، حمل عناصر من سلاح الجو التايواني في قاعدة بمقاطعة هوالين (شرق) صواريخ أميركية الصنع مضادة للسفن من طراز "هاربون إيه جي إم-84" تحت جناحي مقاتلة من طراز "إف16-في"، وهي نسخة مطورة وأكثر تعقيدًا من مقاتلات إف-16 التي يعود تاريخها إلى التسعينات.

وفي إطار هذا التمرين على "الاستعداد القتالي" أقلعت من القاعدة الجوية ليلًا ست طائرات من طراز "إف16-في"، من بينها اثنتان مسلحتان بصواريخ، وذلك في مهمة استطلاع ليلي، بحسب ما أعلن سلاح الجو التايواني.

تعد مقاتلة "إف16-في" نسخة مطورة وأكثر تعقيدًا من مقاتلات إف-16 التي يعود تاريخها إلى التسعينات
تعد مقاتلة "إف16 في" نسخة مطورة وأكثر تعقيدًا من مقاتلات إف-16 التي يعود تاريخها إلى التسعينات - رويترز

وقال سلاح الجو في بيان: إنه "في مواجهة التهديد الناجم عن التدريبات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الشيوعية الصينية، ظللنا يقظين مع ترسيخنا في الوقت نفسه مفهوم ساحات القتال في أي مكان والتدريب في أي وقت، وذلك لضمان الأمن القومي للبلاد".

"حسابات خاطئة"

من جهته، اعتبر دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، أن جهود الصين الرامية لإخضاع وتقويض صمود تايوان قد تسفر عن حسابات خاطئة وأن من المرجح أن تستمر حملة الضغط.

وفي حديثه عبر الهاتف أمس الأربعاء بتوقيت واشنطن العاصمة، قال كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي: إن "الصين استخدمت رحلة بيلوسي ذريعة لتغيير الوضع الراهن، مما يعرض السلام للخطر".

وأضاف: "هذه الإجراءات جزء من حملة ضغط مكثفة من جانب جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان، والتي نتوقع أن تستمر في التكشف في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وتابع: "الهدف من هذه الحملة واضح وهو ترهيب تايوان وإخضاعها وتقويض صمودها".

وأضاف كريتنبرينك أن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن بسياسة "صين واحدة" وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان.

وقال: "في حين أن سياستنا لم تتغير، فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد من بكين. كلمات وأفعال جمهورية الصين الشعبية تزعزع الاستقرار بشدة. إنها تخاطر بحدوث حسابات خاطئة وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الصين في كل محادثة بأنها لا تسعى إلى إثارة أزمة ولن تفعل ذلك.

وأضاف كريتنبرينك أن خطوط الاتصال الأميركية مع بكين لا تزال مفتوحة، وستواصل بلاده عمليات العبور البحرية الروتينية في مضيق تايوان.

وتابع: "سنواصل اتخاذ خطوات هادئة ولكن حازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضهما وندعم تايوان بما يتماشى مع سياستنا طويلة الأمد".

ورأى الباحث بالشأن الآسيوي نبيل سرور في حديث سابق إلى "العربي" من بيروت، أن ما يجري في مضيق تايوان ومحيطه يؤشر إلى أن نسبة التوتر ترتفع إلى حد كبير خاصة بعد زيارة بيلوسي إلى الجزيرة، وإعلان دعمها بشكل كبير لتايبيه واستقلالها.

وأشار إلى أن زيارة بيلوسي وأيضًا زيارة وزير الدفاع الأميركي والخارجية إلى تايوان والدول المجاورة للصين تأتي في سياق تأليب هذه الدول على بكين، لأن واشنطن تعتبر بأن الصين دولة صاعدة على صعيد المجتمع الدولي.

وتقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطيًا إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة من قبل قط، بالتالي فإن ليس لها الحق في تقرير مستقبلها، والذي لا يمكن أن يقرره سوى سكان الجزيرة من دون إكراه.

ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.

وتقول الصين إن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.

وكانت تايبيه اتّهمت بكين باستغلال الزيارة التي قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أكبر مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود، ذريعة لإجراء مناورات تحاكي غزوًا لأراضيها.

وفي السنوات الأخيرة أجرت تايوان عملية تحديث لأسطولها الجوي المتقادم.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني نشر سلاح الجو التايواني سربه الأول من مقاتلات "إف16-في" التي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد وافقت على تسليمها لتايبيه.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close