الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

بعد تحذير نتفليكس.. ما الخطوات المستقبلية لمواجهة المنصات المشابهة؟

بعد تحذير نتفليكس.. ما الخطوات المستقبلية لمواجهة المنصات المشابهة؟

Changed

برنامج "خليج العرب" يلقي الضوء على إشكالية القيم المجتمعية وتهديدها عبر منصة نتفليكس (الصورة: رويترز)
بدأت الشرارة بعد الجدل الذي رافق عرض فيلم "لايت يير"، وحملة الرفض الشعبي بسبب احتوائه على مشهد تقبيل بين فتاتين.

بعد عدد من الاعتراضات الشعبية على محتوى منصة نتفليكس الموجه إلى العالم العربي ومنطقة الخليج، اتخذ الاعتراض منحى رسميًا بقيام لجنة الإعلام الالكتروني في مجلس التعاون الخليجي بتوجيه تحذير للمنصة بإزالة المحتوى المخالف للقيم والتقاليد الإسلامية.

هذا الواقع، قد يهدد مستقبل وجود نتفليكس في الخليج، على ضوء تحذيرات من دول المنطقة للمنصة الأميركية بإزالة المحتوى المخالف للقيم المجتمعية.

محتوى مسيء للقيم المجتمعية

في تطور لافت، طلبت دول الخليج من الشركة التي يبلغ عدد مشتركيها حول العالم 221 مليون مشترك إزالة المحتوى المسيء، في إشارة إلى المشاهد التي تظهر المثلية الجنسية، في أعقاب رصد لجنة الإعلام الإلكتروني بمجلس التعاون، عددًا من المواد المعروضة على المنصة والتي تتعارض مع ضوابط المحتوى الإعلامي.

وبدأت الشرارة بعد الجدل الذي رافق عرض فيلم "لايت يير"، وحملة الرفض الشعبي بسبب احتوائه على مشهد تقبيل بين فتاتين.

ومن الخطوات التي تدل على بدء تحرك رسمي خليجي، بث التلفزيون السعودي مقابلة مع مستشارة سلوكية سعودية وصفت نتفليكس بأنها الراعية الرسمية للمثلية الجنسية.

وفي أبريل/ نيسان الفائت، طلبت الرياض من مجموعة ديزني حذف إشارة لمجتمع المثليين، فلم تلتزم الشركة بذلك، فمنع عرض فيلم تابع لها من قاعات سينما السعودية.

وتتوسع دائرة الغضب من نتفليكس عربيًا، ففي القاهرة أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في القاهرة إصدار قواعد تنظيمية لمنصات البث المباشر مثل نتفليكس وديزني بلاس، تتضمن التزامها بالأعراف المجتمعية للدولة.

توازن ثقافي

في هذا السياق، يرى المخرج والباحث في التراث القطري فيصل التميمي، أنه "لا يمكن حث منصة، صرفت عليها الكثير من الأموال لتبث أهدافها إلى العالم، على وقف إصداراتها المخلة بالقيم المجتمعية".

ويشير التميمي، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "الإعلان الذي صدر من مجلس التعاون مرحب به، لكن مدى استجابة الجهة إلى التحذير هو أمر مشكوك فيه".

ويقول: "يفترض على الأهل أن يبدأوا بالتربية المحلية والداخلية منذ الصغر بعيدًا عن المدرسة، لتأسيس المواطنين على رفض هذه الأشياء الجديدة على قيمنا".

ويضيف: "هذه المنصات ترسم أهدافًا محددة تنطلق إلى الشاب المسلم لتعبث بأخلاقياته".

ويتابع قائلًا: "علينا في مجلس التعاون الخليجي ليس التحذير فقط، بل العمل مع العالم الإسلامي لتكوين محتوى أفضل من إنتاجات المنصة لوضع توازن ثقافي".

خطوات أكثر صرامة

من جهته، يرى أستاذ الإعلام في جامعة قطر نور الدين الميلادي أنه "لا شك أن الخطوات التي اتخذها مجلس التعاون الخليجي مهمة رغم تأخرها".

ويشير الميلادي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنه "يجب البناء على هذه الخطوة والحرص على المحافظة على الهوية الثقافية والقيم العربية داخل المنظومة الخليجية عبر خطوات أكثر صرامة".

ويقول: "عملية المواجهة متشابكة وتدخل فيها أطراف مختلفة من ضمنها وزارات الثقافة والهيئات المختلفة بالتزامن مع التنشئة الاجتماعية من الروضة وحتى الجامعات".

ويضيف: "أي مواطن يعيش في المجتمع العربي يجب أن يشعر بدوره وأن يكون لديه حمية على قيمنا التي تتهدد بسبب هذه المنصات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close