تعرّضت أستاذة للطعن على يد أحد تلاميذها في الجزائر. وتسببت الحادثة بحالة استياء عارمة في البلاد.
فالأستاذة ريحانة بن شية تدرس اللغة العربية للمرحلة المتوسطة بولاية باتنة الجزائرية. وقد تعرّضت للطعن على يد أحد تلاميذها في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري.
لم يتقبل استدعاء ولي أمره
وقالت وسائل إعلام جزائرية إن الواقعة حدثت بعدما استدعت الأستاذة وليّ التلميذ بسبب "مشاغباته". لكن التلميذ لم يتقبل الأمر. وقام خلال فترة الراحة بساحة المدرسة بطعن أستاذته من الخلف باستعمال خنجر ثم فرّ.
ونقلت الأستاذة إلى المستشفى الجامعي بباتنة. وتم توقيف المشتبه به ويخضع للتحقيق، وفق وسائل إعلام جزائرية.
وقالت الأستاذة بن شية: "لن أسامح أي واحد تسبب في هذه المشكلة التي كادت تودي بحياتي وأعدكم أنكم واقفون مع الحق لأنني لم أظلمه لا لفظًا ولا قولًا ولا فعلًا".
وقد أثارت الحادثة غضبًا واسعًا مما دفع والي باتنة ووزير التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد إلى زيارة الأستاذة للاطمئنان على صحتها. كما وعدها الوزير بأنها ستجتاز امتحان الترقية في أواخر الشهر الجاري "حتى من داخل المستشفى إن بقيت في مرحلة الاستشفاء"، بحسب وسائل إعلام جزائرية.
طعنة في ظهر المجتمع
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الأشعة للأستاذة التي تظهر الخنجر في جسدها. وعبّروا عن غضبهم الواسع من الحادثة.
وقال أحد المغردين: "نعتقد مخطئين أن المربية ريحانة هي من تلقت طعنة غادرة من تلميذها ولكن مدرستنا هي من تلقت هذه الطعنة. أسرنا ومساجدنا كلها طُعنت، أردنا تطوير مناهج التعليم فخسرنا مناهج التربية السليمة.. لنكن منصفين ونعترف أننا جيل فشل في تربية أبنائه".
وقال مغرد آخر: "الحقيقة أن المنظومة الأخلاقية في الجزائر خلال العقدين المنصرمين ضربها تسونامي الانحلال الأخلاقي، والذي ينخر المجتمع يومًا بعد يوم. فبعدما كان المسجد هو الذي يصدر للشارع وللمقهى، أصبح الشارع من يصدر للمسجد والمقهى".
واعتبر مغرد ثالث أن ما حدث "طعنة خنجر في ظهر كل المجتمع"، فيما رأى آخر أن "المشكل الأخلاقي أعمق من ظنوننا وتصوراتنا".