الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

بعد شهرين من الجراحة.. وفاة المريض الذي تلقى زراعة قلب خنزير

بعد شهرين من الجراحة.. وفاة المريض الذي تلقى زراعة قلب خنزير

Changed

الاختصاصي في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني يتحدث عن عملية زرع قلب خنزير لإنسان (الصورة: تويتر)
تلقى ديفيد بينيت قلبًا من خنزير معدل وراثيًا، في عملية اعتبرت أنها تمنح الأمل للملايين الذين يحتاجون إلى عمليات زرع أعضاء.

أعلن المركز الطبي بجامعة ميريلاند وفاة ديفيد بينيت وهو أول شخص يتم استبدال قلبه بقلب خنزير معدّل وراثيًا، بعد أن دخل التاريخ باعتباره أول إنسان تجرى له هذه العملية.

وفي التفاصيل، توفي المريض البالغ من العمر 57 عامًا والمصاب بأمراض قلب مزمنة، في المركز الطبي بجامعة ماريلاند، بعد شهرين من جراحة الزرع التي حصلت يوم 7 يناير/ كانون الثاني، بعد ظهر الثلاثاء في المركز عينه.

ووفق موقع "النيويورك تايمز" وافق بينيت على زرع قلب الخنزير التجريبي فيه، بعدما اعتُبر غير مؤهّل لعملية زرع قلب بشري الأمر الذي دفع بإدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تصريح طارئ لإجراء هذه الجراحة ليلة رأس السنة، في خطوة أخيرة للمريض الذي لم يكن مؤهلًا لعملية الزرع التقليدية.

وكان بينيت قد قال عشيّة العمليّة: "إمّا أن أموت أو أن أجري عملية الزرع هذه. أريد أن أعيش.. إنّها خياري الأخير".

لكن لم يتضح بعد وفق الصحيفة الأميركية ما إذا كان جسد المريض قد رفض العضو الغريب وهو ما تسبب بموته، حيث قالت متحدثة باسم المستشفى: "لم يكن هناك سبب واضح تم تحديده وقت وفاته".

فيما قال مسؤولون في المستشفى إنهم لا يستطيعون التعليق أكثر مما ذكر عن سبب الوفاة، لأن أطباءه لم يجروا بعد فحصًا شاملًا، لكنهم أكدوا أنهم يخططون لنشر النتائج قريبًا في مجلة طبية بعد مراجعتها مع الأقران.

طاقم الجراحة "مدمّر" بعد الأمل

بدوره، قال الدكتور بارتلي غريفيث، الجراح الذي أجرى عملية الزرع، إن طاقم المستشفى "دمر نفسيًا" بفقدان بينيت.

وتابع: "لقد أثبت أنه مريض شجاع ونبيل قاتل حتى النهاية.. أصبح بينيت معروفًا من قبل الملايين من الناس حول العالم لشجاعته وإرادته الثابتة في العيش".

يذكر أن العلماء يعملون بجد لتطوير الخنازير وراثيًا بهدف الحد من رفض جسم الإنسان لأعضائها، وقد تسارعت الأبحاث في العقد الماضي من خلال تقنيات جديدة لتحرير الجينات والاستنساخ.

وكان الباحثون الأميركيون يأملون بعد نجاح عملية بينيت أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى دخول الطب حقبة جديدة في المستقبل عندما لا يكون هناك نقص في الأعضاء البديلة للملايين من البشر الذين ينتظرون القلوب والكلى والأعضاء الأخرى.

ومع ذلك، تشير الـ"نيويورك تايمز" إلى أن العملية ما زالت تعتبر خطوة علمية مهمة وغير مسبوقة، كون عملية الزرع كانت ناجحة في البداية حيث لم يتم رفض قلب الخنزير على الفور من قبل الجسم البشري واستمر في العمل لأكثر من شهر، وهو ما يمثل تقدمًا بارزًا يمكن البناء عليه.

لماذا اختير الخنزير تحديدًا؟

وكان رئيس تحرير موقع "صحتك" الاختصاصي في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني قد أفاد لـ"العربي" عقب نجاح عملية زرع قلب الخنزير حينها أنّه "إذا نجحت هذه الخطوة وتأكّد نجاحها في خطوات مشابهة في المستقبل، فإنّ هذا الأمر سيفتح آفاقًا جديدة أمام المرضى الذين يحتاجون لزرع قلب ولا يجدون متبرّعًا في الوقت المناسب".

وشرح من الدوحة، أنّ الخنزير هو من الثدييات، وهناك تقارب بين نسيج الخنزير ونسيج الإنسان إلى حدّ ما. 

لكنه لفت إلى أنّ الخنزير الذي استُعمِل في زرع قلب ليس خنزيرًا عاديًا وإنما هو معدَّل جينيًا ووراثيًا أي تم التلاعب به مخبريًا لمقاربة تركيب النسيج فيه من نسيج جسم الإنسان.

وذكر أنّ عملية زراعة أعضاء خنزير في إنسان ليست الأولى من نوعها، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أعلن جرّاحون في نيويورك أنّهم نجحوا في زرع كلية خنزير في جسم إنسان، وفي ذلك الوقت، كانت العملية هي التجربة الأكثر تقدّمًا في هذا المجال.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close