أعلن المركز الطبي بجامعة ميريلاند وفاة ديفيد بينيت وهو أول شخص يتم استبدال قلبه بقلب خنزير معدّل وراثيًا، بعد أن دخل التاريخ باعتباره أول إنسان تجرى له هذه العملية.
وفي التفاصيل، توفي المريض البالغ من العمر 57 عامًا والمصاب بأمراض قلب مزمنة، في المركز الطبي بجامعة ماريلاند، بعد شهرين من جراحة الزرع التي حصلت يوم 7 يناير/ كانون الثاني، بعد ظهر الثلاثاء في المركز عينه.
ووفق موقع "النيويورك تايمز" وافق بينيت على زرع قلب الخنزير التجريبي فيه، بعدما اعتُبر غير مؤهّل لعملية زرع قلب بشري الأمر الذي دفع بإدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تصريح طارئ لإجراء هذه الجراحة ليلة رأس السنة، في خطوة أخيرة للمريض الذي لم يكن مؤهلًا لعملية الزرع التقليدية.
وكان بينيت قد قال عشيّة العمليّة: "إمّا أن أموت أو أن أجري عملية الزرع هذه. أريد أن أعيش.. إنّها خياري الأخير".
لكن لم يتضح بعد وفق الصحيفة الأميركية ما إذا كان جسد المريض قد رفض العضو الغريب وهو ما تسبب بموته، حيث قالت متحدثة باسم المستشفى: "لم يكن هناك سبب واضح تم تحديده وقت وفاته".
فيما قال مسؤولون في المستشفى إنهم لا يستطيعون التعليق أكثر مما ذكر عن سبب الوفاة، لأن أطباءه لم يجروا بعد فحصًا شاملًا، لكنهم أكدوا أنهم يخططون لنشر النتائج قريبًا في مجلة طبية بعد مراجعتها مع الأقران.
#UPDATE The first person to receive a pig heart transplant has died two months after the historic procedure, the hospital that carried out the surgery said Wednesday 📸 Surgeon Bartley Griffith (left) with patient David Bennett, who received the heart implant in January 2022 pic.twitter.com/r6HOlBdHze
— AFP News Agency (@AFP) March 9, 2022
طاقم الجراحة "مدمّر" بعد الأمل
بدوره، قال الدكتور بارتلي غريفيث، الجراح الذي أجرى عملية الزرع، إن طاقم المستشفى "دمر نفسيًا" بفقدان بينيت.
وتابع: "لقد أثبت أنه مريض شجاع ونبيل قاتل حتى النهاية.. أصبح بينيت معروفًا من قبل الملايين من الناس حول العالم لشجاعته وإرادته الثابتة في العيش".
يذكر أن العلماء يعملون بجد لتطوير الخنازير وراثيًا بهدف الحد من رفض جسم الإنسان لأعضائها، وقد تسارعت الأبحاث في العقد الماضي من خلال تقنيات جديدة لتحرير الجينات والاستنساخ.
With the help of a physical therapist, Pig Heart Transplant Patient David Bennett sings America the Beautiful before the #SuperBowl on NBC (@SNFonNBC) 5 weeks after his life saving surgery performed by @UMmedschool doctors. #SBLVI #UMmedschool #PT pic.twitter.com/2kvp4cKkHm
— University of Maryland School of Medicine (@UMmedschool) February 14, 2022
وكان الباحثون الأميركيون يأملون بعد نجاح عملية بينيت أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى دخول الطب حقبة جديدة في المستقبل عندما لا يكون هناك نقص في الأعضاء البديلة للملايين من البشر الذين ينتظرون القلوب والكلى والأعضاء الأخرى.
ومع ذلك، تشير الـ"نيويورك تايمز" إلى أن العملية ما زالت تعتبر خطوة علمية مهمة وغير مسبوقة، كون عملية الزرع كانت ناجحة في البداية حيث لم يتم رفض قلب الخنزير على الفور من قبل الجسم البشري واستمر في العمل لأكثر من شهر، وهو ما يمثل تقدمًا بارزًا يمكن البناء عليه.
لماذا اختير الخنزير تحديدًا؟
وكان رئيس تحرير موقع "صحتك" الاختصاصي في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني قد أفاد لـ"العربي" عقب نجاح عملية زرع قلب الخنزير حينها أنّه "إذا نجحت هذه الخطوة وتأكّد نجاحها في خطوات مشابهة في المستقبل، فإنّ هذا الأمر سيفتح آفاقًا جديدة أمام المرضى الذين يحتاجون لزرع قلب ولا يجدون متبرّعًا في الوقت المناسب".
وشرح من الدوحة، أنّ الخنزير هو من الثدييات، وهناك تقارب بين نسيج الخنزير ونسيج الإنسان إلى حدّ ما.
لكنه لفت إلى أنّ الخنزير الذي استُعمِل في زرع قلب ليس خنزيرًا عاديًا وإنما هو معدَّل جينيًا ووراثيًا أي تم التلاعب به مخبريًا لمقاربة تركيب النسيج فيه من نسيج جسم الإنسان.
وذكر أنّ عملية زراعة أعضاء خنزير في إنسان ليست الأولى من نوعها، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أعلن جرّاحون في نيويورك أنّهم نجحوا في زرع كلية خنزير في جسم إنسان، وفي ذلك الوقت، كانت العملية هي التجربة الأكثر تقدّمًا في هذا المجال.