أعلن مستشارون في حملة دونالد ترمب الانتخابية أنّ الحملة تعتزم التعامل بعدم اكتراث مع حاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة نيكي هايلي، بعد فوز الرئيس الأميركي السابق بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولاية أمس السبت.
واكتسح ترمب بسهولة جميع منافسيه الخمسة من الحزب الجمهوري حتى الآن، بعدما فاز بالانتخابات التمهيدية في ولايات الغرب الأوسط والشمال الشرقي والجنوب والغرب.
وأصبح نيل ترمب ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة أمرًا حتميًا، بعد الفوز الذي حقّقه أمس السبت في ساوث كارولاينا مسقط رأس منافسته هايلي، مع تضاؤل آمالها رغم تعهّدها بمواصلة النضال على الأقل حتى يوم الثلاثاء الكبير في الخامس من مارس/ آذار المقبل، عندما يُدلي الجمهوريون بأصواتهم في 15 ولاية ومنطقة أميركية واحدة.
وقال مستشارون لترمب إنّهم يعتزمون تجاهل هايلي، وهو ما يمثّل تغييرًا في أسلوب الحملة التي وجّهت انتقادات قوية لحاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة في الأسابيع الماضية.
وعلى هامش إحدى الفعاليات المؤيدة لترمب، كشف كريس لاسيفيتا المدير المشارك في حملة ترمب، ملامح الحملة الانتخابية بإيجاز عند حديثه عن هايلي، وقال لوكالة "رويترز": "من تكون نيكي؟".
بدوره، ألقى ترمب خطاب فوزه في كولومبيا عاصمة الولاية بعد دقائق فقط من إغلاق صناديق الاقتراع. ولم يذكر اسم هايلي مطلقًا خلال الخطاب.
وقال: "لم يسبق لي أن رأيت الحزب الجمهوري موحدًا إلى هذا الحد كما هو الآن".
تحديات كبيرة
ورغم فوز ترمب بالانتخابات في ساوث كارولاينا، فإنه يُواجه تحديًا كبيرًا في حالة خوضه الانتخابات العامة أمام الرئيس الحالي جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ومن المتوقّع أن يلعب الناخبون المستقلون والمعتدلون دورًا حاسمًا في تحديد الفائز في الانتخابات.
وأفاد استطلاع رأي لمؤسسة إديسون للأبحاث، بأنّ 6 من أصل 10 ناخبين مستقلّين في ساوث كارولاينا، اختاروا هايلي.
وقال الخبير الإستراتيجي تشيب فيكل المنتمي للحزب الجمهوري، إنّ حصول هايلي على 40% من الأصوات أمس السبت مقابل 60% لترمب، هو هامش فوز ضئيل للرئيس السابق، في مخالفة لتوقّعات الكثيرين.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثّفت هايلي هجماتها بشكل ملحوظ على ترمب، حيث شكّكت في ذكائه، وحذّرت الناخبين من أنّه سيخسر الانتخابات العامة أمام بايدن.
"أمل" لهايلي بمحاكمات ترمب
وقال الخبير السياسي جوليان زيليزر لوكالة "فرانس برس" إنّ أمل هايلي الوحيد للفوز "هو الصمود لفترة كافية حتى يتسنّى للإجراءات القانونية تقويض ترشيح ترمب".
وهو سيناريو ليس خياليًا تمامًا، لأنّ المحاكمة الأولى للرئيس السابق تبدأ خلال شهر تمامًا في نيويورك، قبل سلسلة محطات قضائية مرتقبة في العاصمة واشنطن وفلوريدا.
ويُظهر عدد من استطلاعات الرأي أنّ دعم ترشيح الرئيس السابق سينهار بشكل كبير إذا ثبتت إدانته في إحدى محاكماته.
ومن المقرر أن تبدأ أول محاكمة جنائية لترمب في 25 مارس في مدينة نيويورك، حيث يواجه اتهامًا بتزوير سجلات تجارية لإخفاء دفعات مالية قدّمها لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.
كما يواجه ثلاث مجموعات أخرى من التهم، منها لائحة اتهام اتحادية بالتآمر لمحاولة قلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها بايدن بالرئاسة عام 2020.
