Skip to main content

بعد 35 يومًا على الحرب.. كيف صمدت خدمة الإنترنت في أوكرانيا؟

الأربعاء 30 مارس 2022

بعد مرور 35 يومًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا، ورغم تعرّض كثير من منشآت البنية التحتية الأوكرانية، للهجوم من قوة عسكرية كبرى تتمتع بقدرات إلكترونية، إلا أن الإنترنت في أوكرانيا لا يزال سليمًا إلى حد كبير، مما يسمح لملايين الأشخاص الذين بقوا في البلاد بإيصال أصواتهم للعالم، وتغذية حركة عالمية داعمة لأوكرانيا.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن معظم المدن الأوكرانية لا تزال متصلة بشبكة بالإنترنت، وبخاصة الكبرى منها، رغم الانقطاعات اليومية، كما أن البنية التحتية الشاملة التي تدعم الإنترنت أثبتت قدرتها على الصمود، بمساعدة المهندسين والخطط الاحتياطية.

في المقابل، تعاني مدن أخرى مثل ماريوبول المحاصرة من انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأخرى، جراء القصف الروسي المتواصل على المدينة، ما يضفي المزيد من الغموض والرعب حول مصير من بقي في المدينة.

وتحدث مراسل "العربي" عن مخاوف فرنسية من أن يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قطع شبكة الإنترنت عبر البحر ردًا على العقوبات الغربية المفروضة على بلاده.

هجمات إلكترونية أقل تدميرًا

ولسنوات، توقّع خبراء الأمن السيبراني أن اللقطات الأولى للحروب الحديثة ستؤخذ في الفضاء الإلكتروني، مع قيام الدولة الغازية بإضعاف قوة خصمها على التواصل وإذكاء الفوضى من خلال القضاء على الإنترنت.

إلا أن هذا لم يحدث في أوكرانيا، وبدلًا من ذلك، شنّت روسيا هجمات إلكترونية، بما في ذلك اختراق شبكة مزوّد الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في بداية الهجوم، وتقويض خدمات شركة "أوكرتيليكوم" المزوّدة للهواتف والإنترنت.

ورغم ذلك، كانت الهجمات أصغر وأقل تدميرًا مما توقّعه العديد من الخبراء.

وقال جون فيراري، الزميل غير المقيم في معهد "أميركان إنتربرايز"، إنه "ربما توقّعت روسيا أن تكون بحاجة أيضًا إلى الاستفادة من البنية التحتية بمجرد احتلالها البلاد"، مضيفًا أن "القوات الروسية داخل أوكرانيا تحتاج أيضًا إلى الإنترنت والخدمة الخلوية للتواصل مع بعضها البعض".

تطوير الدفاعات الالكترونية

وليست هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها أوكرانيا لصد الهجمات الإلكترونية الروسية. فعام 2015، اخترقت روسيا مزوّدي الطاقة الأوكرانيين، وأوقفت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص.

ومنذ ذلك الحين، عملت الدولة الأوكرانية على تعزيز دفاعاتها الإلكترونية.

وفي هذا الإطار، قال مدير تحليل الإنترنت دوج مادوري، الذي يراقب تدفّق البيانات العالمية، إن "البنية التحتية للإنترنت في أوكرانيا متطوّرة بشكل جيد، وغالبًا ما تتضمن خطوط ألياف متعددة يمكن أن تغطي نفس المناطق".

أما في المناطق التي انقطعت فيها خدمة الإنترنت، نتيجة القصف الذي دمّر كابلات الألياف أو بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ترسل شركات الاتصالات في أوكرانيا العمال إلى الميدان لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

وقال وزير التحوّل الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف، لصحيفة "ذا بوست"، إن عمال الاتصالات الأوكرانيين يبذلون جهدًا بطوليًا لإبقاء مواطنيهم على اتصال، والحفاظ على توفر الخدمة على مدار الساعة.

وترسل شركة الاتصالات الأوكرانية "كييف ستار" مهندسين للإصلاحات، وتقدّم أيضًا خدمة الإنترنت لأكثر من 200 ملجأ في البلاد.

كما تقوم الحكومة الأوكرانية بإعداد خيارات النسخ الاحتياطي عند فشل الخدمة التقليدية.

واستقبلت الدولة الآلاف من المعدات لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" من الملياردير الأميركي إيلون ماسك.".

وعلى الرغم من أن خدمة الأقمار الاصطناعية عمومًا ليست سريعة أو قوية مثل اتصالات الإنترنت على الأرض، لكنها يمكن أن تكون نسخة احتياطية مفيدة، يستخدمها المدنيون الأوكرانيون والجيش.

وتم إعادة توظيف تطبيق حكومي، تمّ تطويره في البداية لمساعدة الأوكرانيين في الوصول إلى الخدمات العامة وتنظيم اختبارات فيروس كوفيد 19، للسماح للأشخاص بالإبلاغ عن مواقع الدبابات والجنود الروس، حتى تتمكن القوات الأوكرانية من العثور عليهم وتدميرهم.

كما جرى استخدام تطبيقات المراسلة من قبل الأشخاص العاديين لتنسيق الدفاع عن مسقط رأسهم.

وبفضل كل هذه الجهود، تمكن الصحافيون والأشخاص العاديون من استخدام الإنترنت لكشف تفاصيل الدمار الذي لحق بالتجمعات السكنية المدنية من جراء القصف الروسي، ولمطالبة الحكومات الغربية بإرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة