الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

عشرات آلاف المدنيين محاصرون.. مدينة ماريوبول على "شفا كارثة إنسانية"

عشرات آلاف المدنيين محاصرون.. مدينة ماريوبول على "شفا كارثة إنسانية"

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تطورات الأوضاع الميدانية والعسكرية والسياسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة (الصورة: غيتي)
حذر رئيس بلدية ماريوبول من أن الوضع الإنساني في المدينة كارثي، لافتًا إلى أن حوالي 160 ألف مدني محاصرون من دون كهرباء.

حذّر رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو اليوم الإثنين من أن المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا على شفا كارثة إنسانية، داعيًا لإجلاء سكانها بالكامل.

وأشار بويتشنكو إلى أن حوالي 160 ألف مدني محاصرون في المدينة بدون كهرباء.

وأفاد بأن 26 حافلة كانت تنتظر إجلاء المدنيين لكن القوات الروسية لم توافق على منحهم ممرًا آمنًا، مضيفًا أن "روسيا الاتحادية تلعب معنا".

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وتحمّل أوكرانيا مسؤولية الفشل المتكرر في الاتفاق على ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين.

ويتواصل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا لليوم الـ32 على التوالي، في ظل إصرار كل من موسكو وكييف على عدم إعلان الهزيمة في انتظار تسوية تحفظ ماء الوجه.

وضع "كارثي" في ماريوبول

وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية، أعلنت ليل الأحد الإثنين على تويتر أن سكان المدينة المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع "يكافحون من أجل البقاء".

وأضافت أن "القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى غبار" فيما ندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بحصار كامل على المدينة التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ بضعة أسابيع.

وقال مساء الأحد: "كل المنافذ للدخول إلى المدينة والخروج منها مقطوعة، من المستحيل إدخال مؤن وأدوية إلى ماريوبول"، مضيفًا أن "القوات الروسية تقصف قوافل المساعدة الإنسانية وتقتل السائقين".

وكشف أنه تم نقل حوالي ألفي طفل إلى روسيا. وقال: "هذا يعني خطفهم، لأننا لا نعرف أين هم تحديدًا. بعضهم مع أهلهم، وبعضهم الآخر لا. إنها كارثة".

"حلب السورية"

وفي هذا السياق، أوضح الخبير الإستراتيجي ألبير فرحات أن المعارك التي دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية تركزت على شرق أوكرانيا، مضيفًا أن القوات الروسية تسعى حاليًا إلى عزل جارتها عن كل محيطها خاصة الأوروبي وعزلها عن البحر.

ولفت في حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية باريس إلى أن روسيا هددت قبل أسبوع بقصف كل القافلات التي ستدخل إلى ماريوبول وغيرها من المدن المحاصرة.

وشبه ماريوبول بمدينة حلب السورية من الناحية العسكرية، مشيرًا إلى أن لدى روسيا معلومات بأن الشاحنات التي تدخل المدينة الأوكرانية المحاصرة لم تنقل فقط الماء والحليب بل تنقل أسلحة وباعترافات أميركية.

واستند فرجات في حديثه إلى تصريح للمخابرات البريطانية ذكرت فيها العديد من المعطيات التي تقول: إن هذه المساعدات كانت غطاء من أجل نقل مقاتلين ومرتزقة لدعم "المقاومة الشعبية" الموجودة في بعض المدن المحاصرة.

ولفت إلى أن الطريقة التي تتعامل فيها القوات الروسية في حربها على أوكرانيا تترك وراءها أرضًا محروقة من أجل إعادة ترتيب وإعمار المنطقة حسب جدول وملفات القيادة الروسية.

وأضاف فرحات أن قصف القوات الروسية لمخازن الأسلحة ومحطات للطاقة، هو هدف إستراتيجي لإعاقة أي تقدم أوكراني أو أي حركة مقاومة ذاتية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضراوة المعارك من طرف القوات الروسية في إحكامها السيطرة على بعض الأحياء التي تشكل مقاومة شرسة.

وأردف أن تقسيم أوكرانيا أصبح من الأمور الواردة في الحرب الروسية، لافتًا إلى وجود إقبال أوكراني ضمني لانفصال بعض المناطق، لكنه أشار إلى أن الحياد وسحب السلاح النووي من أوكرانيا بحاجة إلى دعم وقبول أوروبي وضمانة أميركية من أجل الوصول لهذا الاتفاق.

وستشكل سيطرة موسكو على ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة في الهجوم على أوكرانيا.

فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة