شهدت فرنسا خلال 5 سنوات قضاها الرئيس إيمانويل ماكرون في الحكم، أزمات اقتصادية وصحية وعمالية لم تشهدها البلاد من قبل، بدءًا من السترات الصفر إلى إضرابات النقل، والتعليم والصحة، فضلًا عن أزمة كورونا والحروب في إفريقيا وأوروبا.
ويرى الناقمون على الرئيس الحالي مثل جان باتيست وهو تاجر فرنسي أن ماكرون لم ينجز أيًا من وعوده للفرنسيين خلال عهدته الأولى.
ويقول باتيست في حديث إلى "العربي": إن "فترة حكم ماكرون كانت دراماتيكية وكارثية، إذ قام بتكسير فرنسا حرفيًا، وهو يهتم بأوكرانيا ويترك كبار السن هنا بلا مأوى، فهنا لا يوجد أمن ولا مسكن ولا سياح، حوّل فرنسا إلى كارثة حقيقية".
في المقابل هناك من يملك وجهة نظر مختلفة، فالرئيس سن برأي جورج وهو عامل بناء فرنسي، قوانين عديدة لحماية البيئة والاقتصاد والصناعة، إذ كان أوروبيًا بامتياز وها هو اليوم يبرهن عن ذلك في الحرب على أوكرانيا.
ويرى جورج أن الرئيس الفرنسي لديه الكثير من الشجاعة والمهنية ويملك أيدولوجيا خاصة في الحكم وإدارة البلاد، لم يغيرها خلال السنوات الماضية.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من فرنسا أن ماكرون قد لا يملك البراغماتية لكنه واضح وتقدمي.
وبين هذين الرأيين، هناك من يرى أن ماكرون بنى من حوله بطانة وثق بها رغم الفضائح التي طالتها، إذ عين ريشار فيرون رئيسًا للبرلمان رغم الاتهامات بقضايا فساد، وكذلك عين فرنسوا بايرو محافظًا مكلفًا بالتخطيط رغم اتهامه بوظائف وهمية، كما عين أيضَا جيرالد دارمانيان وزيرًا للداخلية رغم قضايا الاغتصاب بحقه، وذلك قبل أن تبرأهم المحاكم الفرنسية.
فقبل 5 سنوات أطلق ماكرون حملته بناء على استياء الفرنسيين من الأحزاب السياسية، لكنه خلال هذه السنوات في القصر عاد وسقط في فخ الحكم، ومارس ما قام به أسلافه حتى ذهب البعض إلى اعتبار بعض قرارته سلطوية واعتبار البرلمان مجرد غرفة لتمرير القرارات لا أكثر.