وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إلى الأردن؛ في ختام جولة شرق أوسطية تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار في الأراض الفلسطينية.
وتوجّه بلينكن مباشرة إلى الديوان الملكي للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
وقد ثمن الملك الأردني قرارات الإدارة الأميركية المتضمنة إعادة فتح القنصلية العامة بالقدس واستئناف دعم "الأونروا".
جلالة الملك عبدالله الثاني يستقبل، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ويثمن قرارات الإدارة الأمريكية المتضمنة إعادة فتح القنصلية العامة بالقدس واستئناف دعم "الأونروا" #الأردن #الولايات_المتحدة pic.twitter.com/wNXEVG7HXD
— RHC (@RHCJO) May 26, 2021
بلينكن في القاهرة
وكانت طائرة بلينكن حطت عصر الأربعاء في عمّان قادمة من القاهرة، عقب لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أثنى بلينكن على دور بلده الرئيسي في التوصل إلى وقف أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين "بشكل سريع نسبيًا".
من ناحيته، قال السيسي لبلينكن إن التطورات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين أعادت التأكيد على الحاجة لمحادثات مباشرة بينهما بمشاركة أميركية.
وأشار بيان للرئاسة المصرية إلى أنه "تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار، وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيسًا على المبادرة المصرية في هذا الإطار".
وقبل زيارة القاهرة، كان بلينكن التقى صباح الأربعاء الرئيس الإسرائيلي رؤوفن ريفلين وشكره، في تغريدة على "تويتر"، على "سعيه من أجل التعايش والتسامح والسلام".
I met today with Israeli President Rivlin. Thank you for your longstanding efforts to promote coexistence, tolerance, and peace among all the citizens of Israel. President Biden looks forward to welcoming you to Washington. pic.twitter.com/vW8VXqAuHF
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) May 26, 2021
مساعدات أميركية
وكشف بلينكن في بيان أن الولايات المتحدة "بصدد منح" مساعدات "قيمتها أكثر من 360 مليون دولار" للفلسطينيين من بينها 38 مليون دولار مساعدات إنسانية.
وأكد أنه يعمل مع الكونغرس الأميركي من أجل منح مساعدة اقتصادية للتنمية قيمتها 75 مليون دولار، إضافة إلى منح 5,5 ملايين دولار مساعدات عاجلة إلى غزة، التي لحق بأجزاء عدة منها دمار جراء القصف الإسرائيلي.
ولكن بلينكن شدد على أن المساعدات ينبغي ألا تذهب إلى حركة "حماس".
"حماس لن تأخذ قرشًا واحدًا"
من جهتها، أكدت حركة "حماس" أنها لن تأخذ "قرشًا واحدًا" من أموال إعادة إعمار قطاع غزة، متعهدة بأن تكون العملية "نزيهة وشفافة".
وقال رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار في لقاء مع صحافيين اليوم: "نرحب بكل جهد للإعمار... أؤكد التزامنا في حماس أننا لن نأخذ قرشًا واحدًا جاء للإعمار في قطاع غزة وللعملية الإنسانية".
وأضاف: "سنسهل مهمة إعادة الإعمار في قطاع غزة على الجميع. وسنحرص أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وستحرص حماس ألا يذهب أي قرش لحماس أو للقسام"، الجناح العسكري للحركة.
وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس" منذ قرابة 15 عامًا. ويقطن مليونا نسمة في القطاع الفقير.
وتعهّد بلينكن أمس الثلاثاء بإعادة الاتصالات مع الفلسطينيين والدفاع عن إسرائيل في بداية جولته في الشرق الأوسط.
والتقى وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، حيث قال إنه يأمل في "إعادة بناء" العلاقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين مع "حق إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
وأشار بلينكن إلى أنه "من الممكن استئناف الجهود من أجل التوصل إلى حل على أساس الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية.
راب في القدس
من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عشية محادثات أجراها اليوم الأربعاء في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلى إنهاء "دوامة العنف" عبر العودة إلى الحل القائم على أساس الدولتين.
والتقى راب نتنياهو في القدس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، وكبار المسؤولين في حكومتيهما.
Discussed with 🇵🇸 Palestinian President Mahmoud Abbas the need for all sides to respect the ceasefire in Israel and Gaza. Reaffirmed UK support for a two-state solution as the only way to bring sustainable peace. pic.twitter.com/JJINP47Qpz
— Dominic Raab (@DominicRaab) May 26, 2021
ومن 10 إلى 21 مايو/ أيار استُشهد أكثر من 250 فلسطينيًا في عدوان شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من بينهم 66 طفلًا.
"سلام بارد"
ويرتبط الأردن، الحليف الأساسي لواشنطن في الشرق الأوسط، منذ عام 1994 بمعاهدة سلام مع إسرائيل.
ووصف عاهل الأردن مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف عام 2019 أن العلاقات معها "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".
ودعا العاهل الأردني الأحد إلى "تسيير قوافل مساعدات طبية وإغاثية" و"نقل المصابين في غزة ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج في الأردن إلى مستشفيات المملكة"، و"إرسال عدد من أخصائيي الصحة النفسية للأطفال ليعملوا في المستشفيين الأردنيين الميدانيين في القطاع".
كما دعا إلى "إرسال مساعدات طبية لبعض المستشفيات في القدس" و"تجهيز مركز في غزة لإجراء فحوصات الكشف عن كورونا وإعطاء اللقاحات ضد الفيروس، بعد تدمير المختبر المركزي الخاص بفحوصات كورونا في القطاع".
وتشمل الإجراءات أيضًا "إصلاح وترميم الأضرار التي تسبّبت فيها اقتحامات جنود الاحتلال الأخيرة للمسجد الأقصى المبارك بأقصى سرعة"، و"صرف مكافآت مالية على نفقة الملك الخاصة لجميع موظفي أوقاف القدس، تقديرًا لجهودهم في حماية المسجد الأقصى المبارك ورعايته".