قد يكون فحص العين البسيط غير الجراحي قادرًا على التنبؤ بخطر الإصابة بنوبة قلبية عندما يقترن بمعلومات أخرى، وفقًا لدراسة بريطانية.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فقد وجد الباحثون أن الجمع بين المعلومات حول نمط الأوعية الدموية في شبكية العين والعوامل السريرية التقليدية مكنهم من التعرف بشكل أفضل على مخاطر تعرض المشاركين لنوبة قلبية.
بيانات 500 ألف شخص
وفي الملخص، الذي سيتم تقديمه في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية، يعرض الباحثون بالتفصيل كيفية استخدامهم للبيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والذي يحتوي على 500000 شخص من السجلات الطبية ونمط الحياة، لحساب مقياس يسمى البعد الكسري.
ثم قاموا بدمجه في نموذج مع عوامل مثل العمر والجنس وضغط الدم الانقباضي ومؤشر كتلة الجسم وحالة التدخين، ودرسوا وضع الأشخاص في قاعدة البيانات الذين تعرضوا لأزمة قلبية بعد جمع صور شبكية العين.
وقال الباحثون إن تحليلهم وجد أن هناك أساسًا وراثيًا مشتركًا بين البعد الكسري واحتشاء عضلة القلب.
ويبلغ متوسط عمر الإصابة بالنوبة القلبية 60 عامًا ووجدوا أن نموذجهم حقق أفضل أداء تنبئي له قبل أكثر من خمس سنوات من حدوث النوبة القلبية.
نافذة لصحة الفرد العامة
كما يمنح فحص الشبكية لمحة عن صحة الفرد ومدى تدهورها والتنبؤ في عدد السنوات في حياته.
وفي هذا الإطار، يوضح د. معاذ الحسن المتخصص في طب وجراحة العيون أن بعض الأعراض التي تظهر في العين قد تكون مؤشرًا لإصابة الفرد ببعض الأمراض الروماتزمية. فالتهابات القزحية وتراكم الدهنيات على شبكية العين هي بعض العلامات الدالة على أمراض.
ويقول الحسن في حديثه إلى "العربي" من عمان إنّ العين تحدد الوضع العام للجسم. وشرح الحسن حول العلاقة بين الأنسجة العصبية للعين وأمراض القلب، حيث أوضح أن الأنسجة الموجودة في العين هي مستقبلات ضوئية تتغذى من خلال شبكة من الشعيرات الدموية، فأي خلل في الشعيرات المغذية سيؤدي إلى تلف في المستقبلات الضوئية.
ويوضح الحسن أن هذا التلف يظهر في فحص شبكية العين، لافتًا إلى أن الشعيرات الدموية هي جزء من الجهاز الدوري الموجود في الجسم الذي يعد القلب جزءًا منه. ويشير إلى أن أي مشكلة في الجهاز الدوري لشبكية العين تكون مؤشرًا على وجود مشكلة في قلب الإنسان.
كما قد توصل باحثون بريطانيون إلى خوارزمية دقيقية يمكنها فحص شبكية العين وتحديد عمرها ما قد يساعد الأطباء على تحديد من يشيخون بسرعة وبالتالي من يكونون عرضة للموت المبكر. لكن الحسن يؤكد أن إجراء الدراسة يكون بهدف حماية المريض ولتحديد المرضى المعرضين للخطر.
ويأمل الباحثون في أن يتمكن فحص الشبكية البسيط في المستقبل من توفير معلومات كافية لتحديد الأشخاص المعرضين للخطر. ويعتقدون أنه من الممكن أن يكون لكل حالة ملف تعريف اختلاف فريد في شبكية العين ويقترحون أن النتائج التي توصلوا إليها قد تكون مفيدة في تحديد الميل إلى أمراض أخرى.