تلقت ألمانيا اليوم الخميس أولى الشحنات المباشرة من الغاز من فرنسا عبر وصلة خط أنابيب، وفق ما أعلنت شركة "جي.آر.تي غاز" الفرنسية المشغلة لشبكة خطوط أنابيب للغاز، وذلك بموجب اتفاق يهدف إلى مساعدة البلدين في التعامل مع مشاكل إمدادات الطاقة الحالية.
وتُعد فرنسا أقل اعتمادًا على الواردات الروسية من ألمانيا، لأنها تحصل على معظم احتياجاتها من النرويج ومن خلال شحنات الغاز الطبيعي المسال.
وبدأت عمليات التسليم الأولى من الغاز إلى ألمانيا عند الساعة السادسة صباحًا بمعدل 31 غيغاوات بالساعة باليوم، مرورًا بمدينة أوبرغايلباش (موزي) من الجانب الفرنسي وميديلسهايم من الجانب الألماني، عند نقطة التقاء خطوط شبكة الغاز، بحسب الشركة. كما أشارت إلى أن السعة القصوى لوصلة الغاز الجديدة هي 100 غيغاوات في الساعة يوميًا.
وعلى الرغم من أن التدفقات الجديدة بأقصى طاقتها تمثّل أقل من 2% من الاحتياجات اليومية لألمانيا، كانت الإمدادات المباشرة من فرنسا مُنتظرة بفارغ الصبر مع سعي برلين لإيجاد إمدادات بديلة والحفاظ على صناعاتها.
وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه أكبر دولتين في منطقة اليورو في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، تعهدت ألمانيا أيضًا بتزويد فرنسا، التي تعاني حاليًا من انقطاعات في المفاعلات النووية، بالكهرباء الإضافية إذا لزم الأمر.
وقال تيري تروف، رئيس شركة "جي.آر.تي غاز" للصحفيين إنه: لا يستطيع تحديد متى يمكن الوصول إلى الحد الأقصى البالغ 100 غيغاوات في الساعة يوميًا.
أزمة غاز
وتعاني ألمانيا من نقص في الغاز الذي تعتمد عليه بشدة في إدارة مصانعها التي تشكّل عصبها الاقتصادي، وذلك بعد تراجع إمدادات الغاز الروسي وصولًا إلى توقفها في مطلع سبتمبر/ أيلول الفائت، إذ كان الغاز الروسي يمثل 55% من إمدادات ألمانيا قبل الحرب في أوكرانيا.
وقبل أيام معدودة، تظاهر الآلاف من أنصار "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في العاصمة برلين احتجاجًا على ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، حاملين شعار "أمن الطاقة" و"ألمانيا أولًا"، كما طالبوا بإعادة ضخ الغاز الروسي.