وُجّهت لروسيا اتهامات في مجلس الأمن أمس الثلاثاء، بالتسبب بـ"أزمة غذاء عالمية" وتعريض الناس لخطر "المجاعة" عبر الهجوم على أوكرانيا، التي تعد "سلة الخبز" لأوروبا.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، خلال اجتماع لمجلس الأمن مكرّس للأزمة الإنسانية في أوكرانيا: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من "بدأ هذه الحرب". وأضافت: "فلاديمير بوتين أحدث هذه الأزمة الغذائية العالمية. وهو القادر على وقفها".
وشددت على أن "مسؤولية إطلاق الحرب على أوكرانيا وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي تقع على عاتق روسيا والرئيس بوتين وحده".
The U.S. is committed to easing the human suffering caused by Putin’s war in Ukraine. Through @FeedTheFuture and nutrition commitments, the U.S. has committed to provide $11 billion over the next 5 years to address food security and nutrition needs globally. pic.twitter.com/70m8zPugrE
— Wendy R. Sherman (@DeputySecState) March 30, 2022
بدوره، شدد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، على أن "عدوان روسيا على أوكرانيا يفاقم خطر المجاعة حول العالم"، وبأن سكان الدول النامية سيكونون أول المتأثّرين.
وأضاف: "لا شك في أن روسيا ستحاول جعلنا نصدّق بأن العقوبات التي تم تبنيها ضدّها هي التي تتسبب بعدم توازن وضع الأمن الغذائي للعالم".
وبالفعل، أصر مندوب موسكو في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، على أن الاضطرابات القائمة في سوق الغذاء العالمي سببها "هستيريا العقوبات الجامحة التي أطلقها الغرب ضد روسيا".
وذكرت شيرمان والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي بأن أوكرانيا وروسيا، المنتجتان الرئيسيتان للحبوب، تمثّلان 30% من صادرات القمح العالمية و20% من الذرة و75% من زيت دوار الشمس.
مبادرة أوروبية
والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن مبادرة للتخفيف من نقص الغذاء الناجم عن الحرب. ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التزام متعدد الأطراف ضد القيود على تصدير المواد الخام المرتبطة بالزراعة.
بدورها، لفتت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، إلى أن النزاع في أوكرانيا "يهدد بتردي الأوضاع في أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، كما هو الحال في أفغانستان واليمن والقرن الإفريقي"، حيث يعد انعدام الأمن الغذائي مشكلة في الأساس.
وتمثّل مصر وتركيا وبنغلاديش وحتى نيجيريا، وهي دول ذات كثافة سكانية عالية، المستوردين الرئيسيين للحبوب من روسيا وأوكرانيا.
وتعتمد مصر ولبنان بنسبة 80% على الحبوب الروسية والأوكرانية التي تشكل أيضًا الجزء الأكبر من الإمدادات للعديد من البلدان الأخرى (كازاخستان ومنغوليا وأرمينيا والصومال وتركيا وغيرها).
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر من تفاقم المجاعة في جميع أنحاء العالم بسبب توقف إنتاج وتصدير منتجات مثل الحبوب.