الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

بوتين يهدد بإرسال مرتزقة للقتال.. عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا

بوتين يهدد بإرسال مرتزقة للقتال.. عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا

Changed

قراءة من "العربي" في فتح موسكو الباب أمام المتطوعين للقتال في أوكرانيا (غيتي)
على وقع فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، أنهى الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ16، في وقت فشلت المساعي الدولية بإنهاء الحرب.

طوت الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الـ16، وسط استمرار تقدم موسكو نحو العاصمة كييف، وتحذيرات من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضّر لمهاجمة أوكرانيا انطلاقًا من بيلاروسيا.

وركّز الجيش الروسي الجمعة هجماته على كييف وشرق أوكرانيا، حيث وسع هجومه ليشمل مدينة دنيبرو الكبيرة، مع فرض الغرب عقوبات تجارية شديدة على روسيا ردًا على ذلك.

وقال الجيش الأوكراني في بيان: إن العاصمة الأوكرانية إلى جانب ماريوبول المطلة على بحر أزوف وكريفي ريغ وكريمنتشوغ ونيكوبول وزابوريجيا هي المناطق الرئيسية التي ما زالت جهود القوات الروسية تتركز فيها.

وردًا على استمرار الهجوم الذي شنته روسيا في 24 فبراير/ شباط، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استبعاد روسيا من نظام العلاقات التجارية الجاري عبر حرمانها من وضع "الدولة الأولى بالرعاية" ما يمهد الطريق لزيادة الرسوم الجمركية.

كذلك، حذّر نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قمة للاتحاد الأوروبي في فرساي قرب باريس، من استعداد الأوروبيين لفرض "عقوبات قاسية" على روسيا.

ميدانيًا، دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 2,5 مليون شخص إلى مغادرة البلاد، معظمهم إلى بولندا، ونزح حوالي مليوني شخص داخل أوكرانيا نفسها، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

عقوبات جديدة

وبدا جو بايدن، في الأسبوع الثالث للحرب، مصممًا على استبعاد روسيا من التجارة الدولية، حيث أعلن حرصه على تجنب "المواجهة المباشرة" بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، لأنها قد تتسبب في "حرب عالمية ثالثة".

وأعلن بايدن الجمعة أن الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا استبعاد روسيا من نظام التجارة التبادلي المعمول به في التجارة العالمية، ما يمهد لفرض رسوم جمركية عقابية ردًا على اجتياح أوكرانيا.

وقال: "نتخذ أيضًا إجراءات إضافية لحظر القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الروسي، خصوصًا المنتجات البحرية والفودكا والأحجار الكريمة".

وفي هذا السياق، حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير المجوهرات والسيارات والملابس الفاخرة إلى روسيا وحليفتها بيلاروسيا.

كذلك، انسحبت شركة التبغ البريطانية-الأميركية (بات) بدورها من السوق الروسية، حاذية حذو عدد لا يحصى من الشركات الغربية الأخرى.

لكن مجموعة السبع حضت الدول على عدم تقييد صادراتها الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع لوزراء الزراعة لمناقشة الأزمة في برلين.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن الخطر يتمثل في أن ثمانية إلى 13 مليون شخص إضافي يعانون نقص تغذية في العالم.

مختبرات بيولوجية

من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة، الجمعة، عدم درايتها بوجود أي برامج لأسلحة بيولوجية في أوكرانيا.

جاء ذلك في كلمة لممثلة أمين عام الأمم المتحدة في شؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي دعت إليها روسيا لمناقشة "الأنشطة البيولوجية الأميركية في أوكرانيا".

وقالت المسؤولة الأممية في كلمتها لأعضاء المجلس: "نحن على دراية بوجود تقارير إعلامية تفيد بوجود أسلحة بيولوجية في أوكرانيا".

واستدركت قائلة: "لكن الأمم المتحدة ليست على علم بوجود أي برامج كهذه الأسلحة".

وطالبت ناكاميتسو بأن "تعتمد أطراف اتفاقية منع الأسلحة البيولوجية إجراءات لبناء الثقة"، معربة عن القلق الشديد بشأن "عدم تنفيذ قواعد التشغيل الآمن بمفاعلي تشيرنوبل وزابوروجيا بأوكرانيا".

من جهته، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزيا، أن بلاده "تمتلك وثائق تفيد بوجود 30 مختبرًا بيولوجيًا بإشراف أميركي في أوكرانيا".

وأكد السفير الروسي أن "نتائج العمل بهذه المختبرات يتم إرسالها إلى وزارة الدفاع الأميركية".

وأشار إلى أن بلاده "اكتشفت حقائق تؤكد قيام الأوكرانيين بعمليات تنظيف طارئة لآثار برامج مصممة لإنتاج الأسلحة البيولوجية".

وأضاف أن "تحليل النتائج التي توصلنا إليها أكدت لنا أن هذه الأسلحة البيولوجية لديها القدرة على استهداف فئات عرقية بعينها، ونحن نخشى بشدة من احتمال سرقة هذه المواد البيولوجية واستخدامها من قبل الجماعات الإرهابية".

والأربعاء الماضي، نفت واشنطن صحة الاتهامات الروسية لها بالعمل على تطوير أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا، قائلة إن "موسكو نفسها تحضر لاستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا".

اجتماع في فرساي

وفي سياق ردود الفعل الدولية، زاد الأوروبيون المجتمعون في فرساي الضغط على روسيا الجمعة لإنهاء هجومها العسكري، عبر مضاعفة المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتهديدات بفرض عقوبات "قاسية" جديدة على موسكو.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين بعد يومين من الاجتماعات مع القادة الأوروبيين: "إذا كثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القصف وفرض حصارًا على كييف، وإذا صعّد مشاهد الحرب، فسيكون علينا فرض عقوبات قاسية إضافية".

ولم يستبعد ماكرون أن يستهدف الاتحاد الأوروبي أيضًا واردات الغاز أو النفط التي استثنيت حتى الآن من العقوبات بسبب الكلفة الباهظة التي ستترتب على الأوروبيين إذا أوقفوا استيرادها، إذ إنهم يعتمدون بشكل كبير على منتجات النفط الروسية.

من جانبه، اقترح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قصر فرساي قرب باريس، مضاعفة التمويل الأوروبي المخصص لتسليح أوكرانيا، رغم تحذيرات موسكو.

وأعلن بوريل أنه "قدم اقتراحا لمضاعفة مساهمة الاتحاد الأوروبي بمبلغ إضافي مقداره 500 مليون يورو لدعم الجيش الأوكراني".

وأعربت دول الاتحاد الأوروبي عن ارتياحها للتوصل إلى حل وسط، بعد مناقشات صعبة، بشأن الرسالة السياسية التي سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة بشأن سعيها للانضمام إلى الكتلة.

ولم يخف رئيس الوزراء السلوفيني يانيش يانسا خيبة أمله، قائلًا: "أغلبية كبيرة من الدول الأعضاء طالبت برسالة سياسية قوية تضمن عضوية الاتحاد الأوروبي" رغم أن ذلك "لن يحصل في وقت قريب بالطبع".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو على تلغرام في هذا السياق: "يجب بذل جهد أكبر. هذا ليس ما نتوقعه".

كذلك، ناقش القادة الأوروبيون خطة المفوضية الأوروبية لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بدءًا من العام الحالي، علمًا أنه يمثل اليوم 40% من استهلاكه.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على تويتر أنها ستقترح تبني هدف عدم ارتهان الاتحاد الأوروبي للوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027.

حصار ماريوبول

ميدانيًا، كانت دنيبرو المركز الصناعي الواقع على نهر دنيبر الفاصل بين شرق أوكرانيا الموالي جزئيًا لروسيا، هدفًا لغارات أسفرت عن مقتل شخص على الأقل وفقًا للسلطات المحلية.

وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية أنه في وقت مبكر الجمعة "تعرضت المدينة لثلاث غارات جوية استهدفت حضانة أطفال ومبنى سكنيًا ومصنعًا للأحذية من طابقين اندلع فيه حريق. وقتل شخص".

وانضمت مشاهد الحرب إلى تلك التي ارتسمت في خاركيف وماريوبول التي قضى 1582 من سكانها خلال الحصار. فقد استيقظ أهالي دنيبرو مذهولين على مشاهد مبان محترقة أو مدمرة.

وبعد مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول على بحر أزوف، تعرض مركز للمعوّقين قرب خاركيف في شمال شرق البلاد، لضربة الجمعة، لكنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية.

وبحسب رئيس الإدارة الإقليمية أوليه سينغوبوف كان هناك 330 شخصًا، من بينهم 10 على كراس متحركة و50 من ذوي الحاجات الخاصة، في الموقع وقت الهجوم.

حصار كييف

كما قتل جنديان أوكرانيان وأصيب ستة في قصف على مطار لوتسك العسكري شمال غرب البلاد. كما استهدفت القوات الروسية مطار إيفانو-فرانكيفسك العسكري في أقصى غرب البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: إن القاعدتين الجويتين "أصبحتا خارج الخدمة".

كما نفّذت غارات ليلية على مدن تشيرنيهيف (شمال) وسومي (شمال شرق) وخاركيف، ما ألحق أضرارًا بمبان سكنية.

ويستمر الوضع الإنساني في التدهور في المناطق المحاصرة أو المهددة بالهجوم الروسي.

وبعد الوصول إلى ضواحي كييف، حاول الجيش الروسي أيضًا تدمير الدفاعات الأوكرانية في العديد من المناطق إلى غرب العاصمة وشمالها من أجل "صدها"، كما أوضحت رئاسة الأركان الأوكرانية ليل الخميس الجمعة.

وقال ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو: "كييف رمز للمقاومة" وهي تستعد لـ"دفاع مستميت".

وتم إجلاء حوالي 20 ألف شخص يومي الأربعاء والخميس، وحوالي 100 ألف في اليومين الماضيين من المدن التي تشهد معارك، وفقًا للسلطات.

تباطؤ الجيش الروسي

من جهته، أكد أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار آخر لزيلينسكي، أن "العدو لم يحقق أي نجاح ملموس خلال الـ24 ساعة الماضية، فقد أوقف تقدمه في كل الاتجاهات تقريبًا بسبب صواريخنا وضرباتنا الجوية والبرية".

واقترح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة إرسال سوريين إلى الجبهة الأوكرانية على الرئيس فلاديمير بوتين الذي وافق على الاقتراح في اجتماع لمجلس الأمن القومي.

وقال بوتين: "إذا رأيتم أن الناس يريدون الذهاب إلى هناك طوعًا ومساعدة من يعيشون في دونباس (شرق أوكرانيا) عليكم مقابلتهم ومساعدتهم في الوصول إلى منطقة القتال".

وأضاف بوتين أن "الغرب يجمع مرتزقة من كل أنحاء العالم لإرسالهم إلى أوكرانيا"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى "تحولات إيجابية" في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

في غضون ذلك، قالت روسيا الجمعة إنها ستلاحق شركة ميتا قانونيا بسبب "دعوات إلى قتل" مواطنين روس مشيرة إلى أن الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام خففت قواعدها بشأن الرسائل العنيفة التي تستهدف الجيش والقادة الروس.

وأعلنت هيئة روسكومنادزور الروسية الناظمة في بيان "حظر الوصول إلى تطبيق إنستغرام في روسيا".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close