الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

بيانات وفيديوهات متضاربة.. جزء "ضائع" من الحقيقة في حرب السودان

بيانات وفيديوهات متضاربة.. جزء "ضائع" من الحقيقة في حرب السودان

Changed

تقرير يسلط الضوء على حرب الدعاية والإعلام الموازية للمواجهات العسكرية في حرب السودان (الصورة: غيتي)
يدّعي كلّ طرف في حرب السودان، أنّه "الأحرص" على أمن المواطن، الذي يكتوي بحرب أعدّ لها المتنازعون على السلطة العدّة واختاروا لها شهر الصوم توقيتًا.

فيما تستعر حرب العسكر في مدن السودان، ويدفع المدنيون ثمنها على جري العادة، ثمّة مواجهة من نوع آخر تستعر على منصّات التواصل الاجتماعي، ولا تقلّ ضراوة عن المعارك الميدانية.

فعلى "جبهة الإنترنت"، إن صحّ التعبير، تخوض كتائب إلكترونية معارك "نفسية"، وقودها البيانات والفيديوهات والتصريحات المتضاربة.

وإذا كان دخان الاشتباكات يحجب المشهد ميدانيًا، فإنّه لا يبدو أكثر وضوحًا على وسائط التواصل الاجتماعي، حيث يضيع جزء كبير من الحقيقة وسط بيانات ومواد ينشرها طرفا النزاع، وتتضارب في اليوم الواحد أكثر من مرّة.

نماذج من المواجهة "النفسية"

لعلّ "النماذج" عن هذه المواجهة "النفسية" التي تضيّع في طريقها جزءًا من الحقيقة، أكثر من أن تُعدّ وتحصى، بينها فيديو تمّ تداوله بشكل واسع تزعم فيه قوات الدعم السريع سيطرتها على مطار مروي، ليردّ الجيش مفنّدًا بفيديو آخر.

وما يثير الانتباه في سياق هذه الحرب أنّ قوات الدعم السريع تغرّد بالإنكليزية أيضًا على موقع تويتر، علمًا أنّ حميدتي الذي بدأ حياته راعيًا للإبل، لم يتلقّ تعليمًا أكاديميًا ولا تدريبًا عسكريًا، وكذلك أغلب من هم في صفه وقواته.

لكنّ هؤلاء جميعًا مدركون لدور الدعاية في الإضرار بمعنويات الخصم وتحقيق مكاسب ليست عسكرية فقط، بل دعائية أيضًا، سواء داخل السودان أو خارجه.

ينطبق ذلك أيضًا بشكل أو بآخر على الجيش الذي يضمّ بين صفوفه ضبّاطًا أكثر تدريبًا وخبرة، لكنّه شأنه شأن قوات الدعم السريع، لا يريد أن يخسر معركة الدعاية.

في هذا السياق، برز ضمن الفيديوهات التي انتشرت في اليومين الماضيين فيديو يحاول فيه ضباط من الجيش شق صفوف قوات الدعم السريع وإغراءهم لإلقاء السلاح.

مستوى آخر من الحرب

في النتيجة، وقبل أن تدخل المواجهات أسبوعها الأول، انتقلت حرب البيانات والتصريحات والفيديوهات إلى مستوى آخر لتحقيق مكاسب في الخارج.

فالطرفان يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية واستهداف المشافي والمقار الدبلوماسية والعمالة وتلقي الدعم من الخارج، والتعاون مع جماعات موسومة بالإرهاب.

وأكثر من ذلك، يدّعي كلّ طرف أنّه الأقرب إلى الوطن، الأحرص على أمن المواطن، الذي يكتوي بحرب أعدّ لها المتنازعون على السلطة العدّة واختاروا لها شهر الصوم توقيتًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close