الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

بين الماضي والحاضر.. القطريون يحافظون على عاداتهم الرمضانية

بين الماضي والحاضر.. القطريون يحافظون على عاداتهم الرمضانية

Changed

يتميّز شهر رمضان في قطر بالبساطة والرضا واللقاءات الاجتماعية
يتميّز شهر رمضان في قطر بالبساطة والرضا واللقاءات الاجتماعية- إكس
يحظى استقبال شهر رمضان الفضيل في المجتمع القطري باحتفاءٍ خاصٍ، وطقوس وعادات اجتماعية قديمة ارتبطت بهذا الشهر، قبل قدومه وحتى وداعه

يأتي شهر رمضان المبارك كل عام، ليفتح خزانة الذكريات لدى القطريين، فتنتعش الذاكرة بأيام الصيام الأولى لدى كبار السن، فيتذكّرون كيف كانت العادات والتقاليد قديمًا والتغيّرات التي حدثت بين الأمس واليوم.

وقديمًا، حظي استقبال شهر رمضان الفضيل في المجتمع القطري باحتفاءٍ خاصٍ، وطقوس وعادات اجتماعية قديمة ارتبطت بهذا الشهر، قبل قدومه وحتى وداعه.

وما زال المجتمع القطري متمسكًا بعاداته وتقاليده في الاستعداد للشهر الكريم، على غرار مدفع رمضان. غير أنّ الشكل قد اختلف من الإعداد الذي يستغرق وقتًا طويلًا إلى الشراء لتوفير الأشياء.

ففي الوقت الحالي، يتوفّر في الأسواق والمجمعات التجارية جميع الاحتياجات والأصناف الغذائية المتنوّعة، فضلًا عن اعتمادهم على الوقود بدلًا من الحطب.

"خبز الرقاق" و"دقّ الحبّ"

وكانت ربّات المنازل تتهيأ لشهر رمضان قبل قدومه بشهر، حيث تقوم النساء بتجهيز الطحين لإعداد "خبز الرقاق" الذي يُصنع منه الثريد، وتدق الحبوب الذي يُصنع منه الهريس. ولا تخلو منازل القطريين من هاتين الأكلتين أغلب أيام الشهر الفضيل.

ففي شهر شعبان، تتجمّع النساء في أحد البيوت، ويقمن ما يشبه احتفالية "دق الحبّ" من بذور القمح والذرة وغيرهما، بأدوات خشبية، وسط مشاعر من الفرح والسرور والأهازيج. وكان هناك طحين معين لكل نوع من أنواع الأطعمة.

أقامت نساء قطر ما يشبه احتفالية "دق الحبّ" من بذور القمح والذرة وغيرهما
أقامت نساء قطر ما يشبه احتفالية "دق الحبّ" من بذور القمح والذرة وغيرهما- قنا

ويتميّز شهر رمضان في قطر بالبساطة والرضا واللقاءات الاجتماعية، حيث تجتمع العائلات عقب صلاة التراويح في المجالس في ختمات قرآنية إلى جانب مناقشة أمور حياتهم، فضلًا عن الزيارات العائلية.

"تبادل الطعام" و "الغبقة الرمضانية"

ويُعتبر "تبادل الطعام بين الجيران" واحدة من أهم العادات القطرية خلال شهر رمضان. وقديمًا، كان السكان في الأحياء يتقاسمون الطعام سواء في شهر رمضان أو غيره، لكنّ هذه العادة تزداد مع الشهر الفضيل، الذي يتمّيز بأكلاته الشعبية الخاصة.

أما اليوم، فتتنوّع أصناف المأكولات، وخاصّة أطباق الحلويات إلى جانب الأكلات الشعبية التقليدية.

كما تطوّرت عادات شهر رمضان وتقاليده، مثل الإفطار خارج البيت في فنادق أو مطاعم والمشاركة في الخيام الرمضانية، فضلًا عن أنّ التطوّر في وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ساهم في تقليل الزيارات بين أفراد المجتمع وأصبح التواصل أقلّ من السابق.

"الغبقة الرمضانية" كانت تقام في السابق في مجالس الرجال فقط وتتألف بشكل كبير من السمك والأرز
"الغبقة الرمضانية" كانت تقام في السابق في مجالس الرجال فقط وتتألف بشكل كبير من السمك والأرز- الأناضول

و"الغبقة الرمضانية"، التي كانت في السابق في مجالس الرجال فقط حيث يتناوب أصحاب الحي في إعدادها، وتتألف بشكل كبير من السمك والأرز، أصبحت تُقام الآن في الفنادق أو المطاعم الكبرى وتشمل مختلف الأطعمة.

وعلى الرغم من التغيّرات التي طرأت على عادات الشهر الفضيل، إلا أنّه سيظلّ عنوانًا للتراحم والترابط في المجتمع القطري.

المصادر:
العربي، قنا

شارك القصة

تابع القراءة
Close