الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"قصدرة" الأواني النحاسية.. طقس رمضاني أصيل بأزقة تونس العتيقة

"قصدرة" الأواني النحاسية.. طقس رمضاني أصيل بأزقة تونس العتيقة

Changed

تُعتبر صناعة الأواني النحاسية من أعرق الصناعات التي عرفها التونسيون قبل مئات السني
تُعتبر صناعة الأواني النحاسية من أعرق الصناعات التي عرفها التونسيون قبل مئات السنين- رويترز
يُقبل التونسيون على إعادة مقتنياتهم النحاسية لرونقها السابق أو لاقتناء غيرها خلال شهر رمضان المبارك.

يكفي أن تقترب خطوات من أحد أروقة المدينة العتيقة بالعاصمة تونس المعروف باسم "نهج النحّاسين"، حتى يتناهى إلى مسامعك وقع المطارق على رقائق النحاس، حيث تستعيد الحرفة بريقها مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

وتنتشر أسواق بيع المنتجات النحاسية وورش تصنيعها وتلميعها في المدينة العتيقة وشارع النحاس وحي الحدادين وتربة الباي، حيث يتوافد الزبائن لإعادة مقتنياتهم النحاسية لرونقها السابق أو لاقتناء غيرها.

ويُطلق التونسيون على عملية تلميع المصنوعات النحاسية "القصدرة"، نسبة إلى إضفاء طبقة من القصدير المُذاب على الأواني والأكواب لحماية الطعام وحفظه من الأكسدة التي يتسبّب فيها معدن النحاس.

تنتشر أسواق بيع المنتجات النحاسية وورش تصنيعه وتلميعه في المدينة العتيقة
تنتشر أسواق بيع المنتجات النحاسية وورش تصنيعه وتلميعه في المدينة العتيقة- رويترز

وتحرص معظم العائلات التونسية على تلميع أوانيها النحاسية مع اقتراب احتفالاتها بشهر رمضان الكريم.

وتُعتبر صناعة الأواني النحاسية من أعرق الصناعات التي عرفها التونسيون قبل مئات السنين، والتي كانت تشمل الأدوات الضرورية للوفاء باحتياجات الحياة اليومية، وبمرور الوقت تحوّلت هذه الصناعة إلى حرفة جمالية.

تكلفة عالية وقلة عمالة

بالنسبة إلى مختار الفطناسي، وهو حرفي وصاحب ورشة لبيع وتلميع النحاس، فإن الإقبال على سوق النحاس في رمضان مؤشر إيجابي وأمل جديد في انتعاش سوق يشهد ركودًا في سائر الأيام.

وقال الفطناسي (65 عامًا): "تنشط الحركة في رمضان لكنّ الصنعة مكلفة وعمالها قلّوا. فالجيل الجديد لا يُقبل على هذه الصنعة، التي تحتاج صبرًا، بينما طغت الأموال على تفكير الشباب".

ومن أكثر المنتجات النحاسية رواجًا خلال شهر رمضان: المباخر، والأباريق، والقدور، وأطقم الشاي المكوّنة من الصينية النحاسية الشهيرة والبراد والأكواب، أو فناجين القهوة والأطباق.

يخشى العاملون في حرفة القصدرة من اندثارها
يخشى العاملون في حرفة القصدرة من اندثارها- رويترز

ويخشى العاملون في هذه المهنة من اندثار هذه الحرفة الضاربة في القدم، بسبب غلاء مادة النحاس، بالإضافة إلى عزوف الشباب عن تعلّمها

ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد من النحاس 120 دينارًا (40 دولارًا). كما رفع غلاء المواد الأولية ثمن تلميع الأواني التي تتراوح بين 40 و200 دينار تونسي للوعاء الواحد حسب الحجم.

كما أنّ معظم النحّاسين الحاليين هم من الجيل القديم، وهناك قلّة قليلة من الشباب الذين يحترفون المهنة التي تتطلب صبرًا وقوة، وهو ما لا يتوفّر في جيل الشباب.

واستعادت المنتجات النحاسية بريقها وازداد إقبال التونسيين عليها لإيمانهم بجودتها وجماليتها، خاصة مع حرص العاملين فيها على ابتكار تصاميم عصرية تتماشى مع احتياجات الأجيال الجديدة".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close